الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ -
المقالات

(مقدمة الجزء الأول من) النصح الرفيع للوالد العلامة الشيخ ربيع

2013/04/02

 
ل
بسم الله الرحمن الرحيمل
 

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم أما بعد:

فإننا لا ندري ما موجب إشعال الشيخ ربيع حفظه الله للفتنة في الدعوة السلفية باليمن منذ عدد سنين؟!

 بالتحريش بين دعاتها! والتثوير والعصبية مع هذا ضد هذا!

 بأفعال عجيبة، وددنا أنه وفقه الله اجتنبها؛ لأنها بعيدة كل البعد عن أفعال علماء الهدى الحريصين على سلامة المؤمنين من الفتن الذين نحسبه إن شاء الله منهم، وأشبه ما تكون بأفعال من يسمون بالسياسيين السائرين على ذلك المبدأ الخاطئ، (فرق تسد).

وكان من ذلك أنه اشتغل بالتحريش عليّ، قبل ثورة أحد طلاب هذا الدار؛ وهو عبد الرحمن العدني ومن ثار معه علينا وعلى هذه الدار التي تربوا فيها من زمن شيخنا مقبل رحمه الله وبعده، فلا درينا إلا وأبو مالك الرياشي رجع من مكة ويجلس مع بعض الطلاب وأهل البلاد بكلام سر؛ وهو أن الشيخ ربيعاً يقول: ( أبعدوا الحجوري عن الكرسي وليكن البديل موجوداً)!!!

 فافتتن وفتن بذلك أبو مالك الرياشي أيما فتنة، حتى أدى إلى صرفه عن طلب العلم بدماج، ونزل إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الحديدة وحينها طلب منه الشيخ محمد أن يكتب اعتذاراً، فكتب ورقة اعتذر فيها مما صنع، وذكر أَنَّ ذلك بتحريض ممن كان يظن أنه لا يصدر منه هذا الخطأ العظيم!!!.

 وقُرِأتْ الورقة هنا وسجلت في درس العصر، وبعدها ذهب أبو مالك يشتغل على سيارة بالأجرة.

ولما شاع ذلك أنكره الشيخ ربيع وفقه الله- أشد الإنكار!!!

 ونشر عنه أخونا أبو همام الصومعي أنه قال:(أنا أقول هذا في الشيخ يحيى؟؟! وقد مسك الدعوة السلفية باليمن بيد من حديد، ولا يصلح لها إلا هو ومثله)، واتصل الشيخ ربيع وفقه الله والله شهيد وأنكر ذلك أشد الإنكار!!!.

 وقال: أنت تصدق هذا الكلام من أبي مالك؟ أبو مالك كذاب!!! فقلت: يا شيخ حتى وإن صدر منك ذلك سهل؛ فحالنا كما قيل:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع

وأكد هذه المكيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي ! لما خرجنا رحلة دعوية، ومررنا بالحديدة فجلسنا جميعا في بيته أنا والمشايخ، فطرق هذا الموضوع متألما من صدوره من الشيخ ربيع، وأنه سمعه يقول: (أبعدوا الحجوري عن الكرسي)... الخ!!!.

وفي ذلك المجلس قال الشيخ محمد الوصابي: الشيخ ربيع جاسوس!!! يمدح المسئول (اليمني) الفلاني الذي عنده وعنده من المعاصي، ويأمر بإبعاد الشيخ يحيى من على الكرسي!!!.

وبقي المشايخ منقبضين من هذه الحرشة مدة حتى أن بعضهم كان يعتمر ولا يزورا الشيخ ربيعاً!!!.

 وبعد ذلك بأيام ثارت فتنة العدني بعد رجوعه من العمرة، وفُتِنَ من فُتِنْ بها ممن كانوا عندي في الحلقة، فنصحت بالبعد عنها، فازدادوا بعداً وعتوا وشدة، فدعوت المشايخ أن ينصحوه فجاؤوا، ونصحوه عن ذلك التسجيل من دماج إلى الفيوش.

 واتُّفِق على توقيف التسجيل وعلى أن المسجد الذي يبنى في الفيوش يكون تحت نظرنا جميعا، وفي ذلك المجلس نفسه قال العدني: ( لا أخفيكم أنه بعد انتهاء فتنة البكري، قال بعض الناس: قم أنت!!!)

 وهذا القول لا أزال أذكره ولعل من كان حاضراً يذكره.

ومضت أيام على ذلك الحال وشاع الخبر أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول عن بعض المشايخ منهم الشيخ ربيع أنه جاسوس، فلم يقل الشيخ ربيع شيئاً حتى اجتمعا في بيته بمكة، وأخبرت أنه عفى عنه، فرجع الشيخ محمد يحمل من الحقد علينا ما الله به عليم!!!

 وقام بنظير ذلك التحريش وأشد لأهل البلاد وغيرهم عليّ وفتنة واسعة اضطرتني وغيري من إخواننا إلى الرد عليه وبيان فتنته.

ولا يزال الشيخ ربيع عاملا على توسيع دائرة الفرقة بيننا!!!

 حتى أنه يذهب يحج أو يعتمر بعض طلابي من الدار فيزورونه فيعطيهم الشيخ ربيع جرعة تحريض وتحريش علينا!!!

 وينفعل على من يخالفه ولا يقبل تحريشه علينا تارة، ويلين له أخرى!!! فمنهم من تعجب من هذه الأقوال، ولم يقبل منه وهم كثير، ومنهم من رجع وافتتن، وقلب لنا ولإخوانه في الدار ظهر المجن، وينشر هنا وهناك أني جلست مع الشيخ ربيع فقال لي وقال لي إن الشيخ يحيى حدادي وأن الدار فيها حدادية.

هذا وقد كان أبو الحسن المصري يفتري علينا بهذه التهمة الباطلة، فرد عليه الشيخ ربيع آنذاك !!! بأن هؤلاء أهل السنة فإما أن تثبت عليهم ذلك فتستبرئ لدينك وعرضك، وإما أن تدان بهذا الظلم والتجني على أهل السنة ونحو هذا الكلام مدون في رده على أبي الحسن بنصه.

ولما اشتد منه هذا التحريش عفى الله عنه رأيت أن لابد من النصح له، وتذكيره بتقوى الله عز وجل وإيقافه على هذه الأخطاء المضرة بالدعوة فنصحته في شريط بعنوان: (النصح الرفيع للوالد العلامة الشيخ ربيع) وهو الجزء الأول! وسيأتي إيراده إن شاء الله، فسكَت بعد ذلك مدة، ولكن لا يزال مشتداً في التهييج علينا! والنعش والمدح لمن قد أثُيروا علينا ونحن صابرون؛ إجلالا له وحرصا على سلامة الدعوة؛ ولأن الأعداء من الرافضة وغيرهم يتربصون بنا بين الحين والآخر، مع ما نحن فيه من الانشغال بأمور الدعوة والطلاب.

فجاءت فتنة الرافضة وعدوانهم علينا سبعين يوما تحت الحصار، وقذائف النار فغار المسلمون مما حصل وقاموا معنا ضد الرافضة بلسان الحال والمقال.

 ومن أشد من قام قومة مشرفة الشيخ ربيع، شكر الله له ولسائر من قام معنا على ذلك العدوان الغاشم، وفي أثناء ذلك قال العلامة ربيع حفظه الله انتهت المشاكل بيني وبين الشيخ يحيى إلى الأبد !!!.

 كما نشر ذلك عنه.

 فحمدنا الله على نعمة الإخوة وزوال الفتنة وحصل بيننا تواصل كثير وخير كثير، وألقى كلمة إلينا على الهاتف طيبة وطلب مني أن ألقي كلمة لطلابه في مجلسه فألقيت كلمة مختصرة، وقلنا كما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

لعل من حكمة الله تعالى في ابتلائنا ببغي الرافضة لتجتمع كلمة أهل السنة على الهدى ومضينا على ذلك الخير.

وكان المشايخ قد خذلونا في قضية الرافضة، خذيله أنكرها عليهم الشيخ ربيع وغيره من خواص الناس وعوامهم، فذهب المشايخ إلى الحج (1433هـ) محمد بن عبد الوهاب والإمام ومحمد الصوملي، والذماري والبرعي، وأخبرنا من كان حاضرا أنه نصحهم بالقيام مع إخوانهم في دماج إذا اعتدى عليهم الرافضة وشنع على بعضهم ببعض الكلمات حين عارضه في ذلك، وذكروا كتاب الإبانة للشيخ محمد الإمام فذكر أنه ينبغي أن يلغى وعلى ذلك تفرق إخواننا من عنده.

ثم عاد إليه المشايخ بعد هذه الجلسة والله أعلم ماذا أبرموه فيها وخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بعدها قام برحلة في عدد من مدن اليمن يشن ألفاظ التبديع ويلوّح بالتكفير عليّ وعلى إخواني وطلابي وطلاب شيخنا رحمه الله ممن في هذه الدار وغيرها من أهل البلاد وغيرهم بغير أدنى برهان ولا حجة على تلك الحملة المفتعلة التي استلموا فيها بعض دور الرافضة علينا فتارة يقول أننا نهجر في غير محل الهجر وهذا غير صحيح، وتارة يقول أننا نلزمهم بالتقليد لنا ولم يفصح بحجة توجب ذلك البغي والعدوان وإشغال الناس بالباطل كما هو معلوم في كلامه المنشور على بعض الشبكات.

والمشايخ الآخرون بالأخص الشيخ محمد الإمام والبرعي وعبيد الجابري وفلان وفلان هذا يحاول أن يلبي الغرض بكملة وهذا بأخرى؛ وكأن الأمر مؤامرة وتسلسل فلان يقوم والآخر يعضده، أو يقوم بعده للفتنة على دماج وأهلها، نظير هيلمان الخوارج وتعبئة بعضهم بعضا بالباطل على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتعامون عن حصول مخالفات من بعضهم لا ينكرها عليه الآخر، وقد كانوا قبل ذلك ينكرون أدنى منها.

وكان من ذلك التسلسل المتكتك أن ثار الشيخ ربيع وفقه الله علينا بحملة من التهم المجازفة والرمي بأشد الغلو وأنه لا أشد منا غلوا، ولا أضر منا على الدعوة السلفية، وغير ذلك من العظائم، وتبديع أمة من الرجال والنساء الدعاة إلى توحيد الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، المؤلفين والحفاظ لكتاب الله، والقائمين في وجه أهل الأهواء من رافضة وغيرهم فيرميهم بالغلو الذي هو من أشنع البدع!!!.

وزين لهم السعي لهدم جهود دعوة سلفية قائمة بالخير والهدى، وضد كل باطل يظهر في الساحة بما تستطيع من قوة، منذ قرابة نصف قرن إلى الآن، فاعتدى عليها الشيخ ربيع ومن جيشهم أو جيشوه على ذلك عافانا الله وإياهم من الفتن، بما يوجب عليهم إبراز الحجج المبرأة لهم أمام الله عز وجل وأمام صالحي عباده على موجب ومكلف هذه الفتنة، والتعصب علينا والتبديع أو التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من ذلك.

وأسأل الله أن يدفع عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

كتبه يحيى بن علي الحجوري (22/ من شهر جماد الأولى 1434هـ)

 

حمل  بصيغة بي دي أف