بسم الله الرحمن الرحيم
هذا سؤال نقدمه إلى فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري _ حفظه الله _
يقول السائل:
شيخنا حفظكم الله/ في بعض المساجد: جعلوا بين كل مصل و اخر، مسافة من التباعد حوالي متر إلى مترين، فما حكم هذا؟ و هل نصلي جماعة على هذا الحال أم نصلي فرادى.
الجواب:
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أَمَّا بعد:
هذه الطريقة في الصفوف خلف الامام محدثة، وفي الحديث: " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، فهذا ليس اصطفافًا، لا شرعًا، ولا عرفًا ولا لغةً، فالاصطفاف يكون كما في الآية: ﴿ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4] وكما في الحديث: " الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها يتمون الصفوف ويتراصون في الصف"، واذا لم يكن اصطفافا شرعيا؛ فهو: انفراد كل واحد واقف خلف الامام بمفرده؛ وهومن صلاة المنفرد خلف امامه فذاً ، وصلاة الرجل الفذ خلف الامام:
امره رسول الله بالإعادةِ، فقال: " اعد صلاتك لا صلاة لمنفرد خلف الصف"، وهو حديث صحيح، وهذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم:" للمسئ صلاته ارجع فصل فإنك لم تصل"، وبعدم صحة صلاة المنفرد خلف الصف افتى اعداد من العلماء، ومنهم اللجنة الدائمة ( المجلد 8ص7 ).
فإِما أَنْ يأتوا بصلاة الجماعة على وجهها الشرعي، و إلا صلوا فرادى و صلاتهم صحيحة، و هم معذورون أمام الله بترك الجماعة إذا منعوا عن أدائها على الوجه الشرعي ، فلا يبرر للناس البدع و الإستحسانات المعارضة للأدلة حتى يتركوا الصلاة الفردية المقطوع بصحتها، و يؤدون صلاة غير مقطوع بصحتها، فضلا عن الحصول على أجر الجماعة.
الشيخ يحيى الحجوري
الأربعاء 4 شوال 1441هجرية