الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ -
الصوتيات

الدرس17 من كتاب الإمارة من صحيح مسلم

27-06-2011 | عدد المشاهدات 2617 | عدد التنزيلات 1138

 

ليلة الاثنين 26 رجب 1432 هـ
 
درسنا هذه الليلة لا يزال تحت باب:
«باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول».
 
• قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(1843)- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص ووكيع (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب وابن نمير قالا حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة (واللفظ له) حدثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها» قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال: «تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم».
 
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
«(ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها) هذا من معجزات النبوة وقد وقع الإخبار متكررا ووجد مخبره متكررا وفيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا فيعطى حقه من الطاعة ولا يخرج عليه ولا يخلع بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه ودفع شره وإصلاحه والمراد بالأثرة هنا استئثار الأمراء بأموال بيت المال».
 
• قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:
(1844)- حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا جرير) عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبدالله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» فدنوت منه فقلت أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما[النساء:29] قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله.
 
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
«(ومنا من ينتضل) هو من المناضلة وهي المراماة بالنشاب.
 (في جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها.
 (الصلاة جامعة) هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال.
 (فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها وهو الذي نقله القاضي عن جمهور الرواة يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا وقيل معناه يشبه بعضه بعضا وقيل يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء وقيل معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها والثاني فيرقق والثالث فيدقق أي يدفع ويصب والدفق هو الصب.
(وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه): هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه و سلم وبديع حكمه وهذه قاعدة مهمة فينبغي الاعتناء بها وإن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه».