بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مُسْنَدُ
زيد بن حارثة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
الدرس الأول: من مُسْنَدِ زيد بن حارثة رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ
مُسْنَدُ
زيد بن حارثة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قال
البزار رحمه الله كما في ’’ كشف الأستار’’ (ج3ص283):
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْكَرِيُّ،
ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ
بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ
حَارِثَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُرْدِفِي، فِي يَوْمٍ حَارٍّ
مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، وَمَعَنَا شَاةٌ، قَدْ ذَبَحْنَاهَا وَأَصْلَحْنَاهَا،
فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَةٍ، فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ،
فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يَا زَيْدُ - يَعْنِي: ابْنَ عَمْرٍو - مَا لِي مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ "
قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ: إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ تِرَةٍ لِي فِيهِمْ،
وَلَكِنْ خَرَجْتُ أَطْلُبُ هَذَا الدِّينَ، حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ
خَيْبَرَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا
هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَخَرَجْتُ، حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ
الشَّامِ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَقُلْتُ: مَا
هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ
عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ
اللَّهَ بِهِ إِلا شَيْخٌ بِالْجَزِيرَةِ، فَخَرَجْتُ، حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْهِ،
فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: إِنَّ جَمِيعَ مَنْ رَأَيْتَ فِي ضَلالٍ، فَمِنْ أَيْنَ
أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ، مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ
وَالْقَرَظِ، قَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ، قَدْ ظَهَرَ بِبِلادِكَ، قَدْ بُعِثَ
نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، فَلَمْ أَحسَّ بِشَيْءٍ بَعْدُ، يَا مُحَمَّدُ،
قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: شَاةٌ،
ذَبَحْنَاهَا، لِنُصُبٍ مِنْ هَذِهِ الأَنْصَابِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لآكُلُ
شَيْئًا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَتَفَرَّقَا، قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ:
فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، وَأَنَا مَعَهُ،
فَطَافَ بِهِ، وَكَانَ عِنْدَ الْبَيْتِ صَنَمَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ نُحَاسٍ،
يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: يَسَافٌ، وَلِلآخَرِ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ
إِذَا طَافُوا، تَمَسَّحُوا بِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا
تَمْسَحْهُمَا، فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ» قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:
لأَمْسَحَنَّهُمَا، حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ، فَمَسَحْتُهُمَا، فَقَالَ: «يَا زَيْدُ أَلَمْ تُنْهَ؟» قَالَ: وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَاتَ
زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُبْعَثُ أُمَّةً وَاحِدَةً».
هذا حديث حسن.
وأخرجه أبو يعلى(ج3ص216): بتحقيق إرشاد الحق الأثري، فقال أبو يعلى
رحمه الله: حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد أملاه علينا من
كتابه، حدثنا محمد بن عمرو به.
ظهر
يوم الاثنين 25 شعبان 1443هجرية
مسجد إبراهيم __ شحوح __ سيئون