بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس
السادس بعد المائة: من كتاب
التوحيد لشيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
باب قول: ما شاء الله وشئت
عن قُتيلة: "أن
يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم
تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن
يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" رواه النسائي وصححه.
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله
عنهما: "أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه
وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله
وحده ".
ولابن ماجه عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال: "رأيت كأني أتيت على
نفر من اليهود قلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون عزير بن الله. قالوا:
وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من
النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح بن الله. قالوا: وإنكم
لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت،
ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال:
هل أخبرت بها أحدا؟ قلت: نعم قال فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن
طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن
أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد،
ولكن قولوا: ما شاء الله وحده".
فيه مسائل:
الأولى: معرفة اليهود بالشرك الأصغر.
الثانية: فهم الإنسان إذا كان له هوى.
الثالثة: قوله صلى الله عليه وسلم:
"أجعلتني لله ندا؟ " فكيف بمن قال
" ما لي من ألوذ به سواك " والبيتين بعد.
الرابعة: أن هذا ليس من الشرك الأكبر لقوله: " يمنعني كذا
وكذا ".
الخامسة: أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي.
السادسة: أنها قد تكون سببا لشرع بعض الأحكام.
سجل
هذا الدرس
ليلة
الخميس 28 شوال 1444هجرية
مسجد إبراهيم __ شحوح __ سيئون