بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس الحادي عشر: من
مسند عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
996 -قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في
"الإحسان" (ج 9 ص 219):
أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ،
عَنْ بن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ
شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: كَثِيرًا مَا كُنْتُ آتِي الصُّبَيَّ بْنَ مَعْبَدٍ أَنَا وَمَسْرُوقٌ نَسْأَلُهُ عَنْ هَذَا
الْحَدِيثِ، قَالَ كنت امرءا نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمْتُ، فَأَهْلَلْتُ
بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَسَمِعَنِي سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَزَيْدُ بْنُ
صُوحَانَ وَأَنَا أُهِلُّ بِهِمَا بِالْقَادِسِيَّةِ فَقَالَا: لَهَذَا أَضَلُّ
مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، فَكَأَنَّمَا حُمِلَ عَلَيَّ بِكَلِمَتِهِمَا جَبَلٌ
حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ بِمِنًى، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَقْبَلَ
عَلَيْهِمَا، فَلَامَهُمَا، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ
صَلَّى الله عليه وسلم مرتين.
هذا
حديث صحيحٌ.
وأبو
خليفة شيخ ابن حبان هو الفضل بن حبان الجمحي، مترجم في "تذكرة
الحُفَّاظ" (ج 2 ص 670) وصفه الذهبي بأنه الإمام الثقة محدث البصرة. اهـ
وصي
بن معبد وَثَّقَهُ مَسْلَمَةُ بن قاسم، كما في "تهذيب التهذيب"
997 -قال الإمام البزار رحمه الله (ج 1 ص 326):
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ
أَبَانَ قَالَا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ كَانَ كُلَّمَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ
فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ وَإِلَّا قَامَ، فَحَضَرْتُ الْبَابَ
يَوْمًا فَقُلْتُ: يَا يَرْفَأُ، فَخَرَجَ وَإِذَا عُثْمَانُ بِالْبَابِ فَخَرَجَ يَرْفَأُ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ
عَفَّانَ، قُمْ يَا ابْنَ
عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ وَعِنْدَهُ صُبَرٌ
مِنْ مَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُكُمَا
مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ فَإِنْ
كَانَ فِيهِ فَضْلٌ فَرُدَّا، قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا زِدْتَنَا؟
فَقَالَ: نِشْنِشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مُحَمَّدًا وَأَهْلَهُ
كَانُوا يَأْكُلُونَ الْقِدَّ، قُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَوْ فَتَحَ اللَّهُ هَذَا
عَلَى مُحَمَّدٍ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ مَا صَنَعْتَ، فَغَضِبَ وَانْتَشَجَ حَتَّى
اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، وَقَالَ: إِذَن، صْنَعَ فِيهِ مَاذَا؟ فَقُلْتُ: إِذًا
أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا، فَسُرِّيَ عَنْهُ ".
قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ عُمَرَ، وَلَا نَعْلَمُ لَهُ
طَرِيقًا عَنْ عُمَرَ إِلَّا هَذَا الطَّرِيقَ.
قال
أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.
وأخرجه
ابن سعد في "الطبقات" (ج 3 ص 288) فقال: أخبرنا سعيد بن منصور، أخبرنا
سفيان به
ظهر يوم الثلاثاء 13 ذو ال قعدة 1445هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون