بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يقول السائل: هناك محاضرة لمستشرق بعنوان: ﴿ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة:67]، عنون لها بهذا العنوان، ليبين للناس أَنَّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معصوم، وأَنَّ هناك أحاديث في صحيح البخاري وغيره من كتب الحديث، مكذوبة تتعارض مع هذه الآية، وذكر من ذلك:

 الشبهة الأولى: حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا في صحيح البخاري قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ ‌أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ»، قال: اللهُ توعد من كذب عليه أن يقطع منه الوتين! وهذا الحديث يعارض القرآن، ويتهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأَنَّه كاذب، والله توعد بقطع أبهر الكذاب! وكيف يأكل السم، والله يقول ﴿ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾

الشبهة الثانية: حديث جابر في صحيح مسلم ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «‌إِنَّ ‌الْمَرْأَةَ ‌تُقْبِلُ ‌فِي ‌صُورَةِ ‌شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ»، قال: كيف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينظر إلى النساء وهو معصوم، فالحديث فيه كذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

الشبهة الثالثة: حديث عَائِشَةَ في الصحيحين، قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ: قَالَتْ حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‌يُخَيَّلُ ‌إِلَيْهِ ‌أَنَّهُ ‌يَفْعَلُ الشَّيْءَ، وَمَا يَفْعَلُهُ"، قال: كيف يتمكن السحرة من سحره صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله قد عصمه من الناس، فهذا الحديث مكذوب

ليلة الجمعة 24 ربيع الأول 1446 هجرية

مسجد إبراهيم بشحوح __ سيئون