2025/10/06
الدرس العاشر: من التعليق على كتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

 

الدرس العاشر: من التعليق على كتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي

 

‌‌مَنْ قَالَ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ

 

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ ح وَأَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: " يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ. وَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ الدِّينُ بِالْكَلَامِ، إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ "

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: «يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ» ، وَذَكَرَ نَحْوَهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ زَيْدَ بْنَ أَخْزَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: " نَوْلُ الرَّجُلِ أَنْ يُكْرِهَ، وَلَدَهُ عَلَى طَلَبِ الْحَدِيثِ ، وَقَالَ: «لَيْسَ الدِّينُ بِالْكَلَامِ وَإِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ عَمَّنْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا الدُّنْيَا، وَعَمَّنْ أَرَادَ بِهِ الْآخِرَةَ آخِرَةٌ»


‌‌مَنْ تَأَلَّفَ وَلَدَهُ عَلَى سَمَاعِ الْحَدِيثِ


أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو عَمْرٍو، بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، يَقُولُ: قَالَ لِي أَبِي: «يَا بُنَيَّ، اطْلُبِ الْحَدِيثَ، فَكُلَّمَا سَمِعْتَ حَدِيثًا، وَحَفِظْتَهُ، فَلَكَ دِرْهَمٌ فَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ عَلَى هَذَا»


‌‌مَنْ ذَمَّ الشُّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا الْحَدِيثَ

 

أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَيَّانَ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتُلِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، " إِذَا رَأَى الشَيْخ لَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ، قَالَ: لَا جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا "

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو صَالِحٍ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَزَّازُ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَثَّامَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ، لَمْ يَقْرَأ الْقُرْآنَ، وَلَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ، فَاصْفَعْ لَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ شُيُوخِ الْقَمَرِ» . قَالَ أَبُو صَالِحٍ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: مَا شُيُوخُ الْقَمَرِ؟ قَالَ: شُيُوخٌ دَهْرِيُّونَ، يَجْتَمِعُونَ فِي لَيَالِي الْقَمَرِ، يَتَذَاكَرُونَ أَيَّامَ النَّاسِ، وَلَا يُحْسِنُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ

‌‌مَنْ قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكْتُبَ الْحَدِيثَ إِلَى حِينِ الْمَوْتِ

 

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيقٍ، عَنْ شَيْخٍ، لَهُ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: إِلَى كَمْ تُكْتَبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي أَنْتَفِعُ بِهَا لَمْ أَسْمَعْهَا بَعْدُ»

حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْخَلَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ صَاحِبُنَا وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مَنْصُورٍ الْجَصَّاصُ، يَقُولُ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: " إِلَى مَتَى يَكْتُبُ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «حَتَّى يَمُوتَ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّابُونِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ خِزَامٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيَّ، سمعت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «أَنَا أَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلَى أَنْ أَدْخُلَ الْقَبْرَ»

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ الْيَزِيدِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الرَّجُلِ، يَكُونُ لَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً، يَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ ، يَحْسُنُ أَنْ يَعِيشَ»


‌‌ثُبُوتُ حُجَّةِ صَاحِبِ الْحَدِيثِ

 

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «بَيْنِي وَبَيْنَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرٌ أَرْفَعُهُ وَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ»

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الصُّوفِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ عَظُمَتْ قِيمَتُهُ، وَمَنْ نَظَرَ فِي الْفِقْهِ نَبُلَ مِقْدَارُهُ، وَمَنْ كَتَبَ الْحَدِيثَ قَوِيَتْ حُجَّتُهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوَّازُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِئِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيَّ، يَقُولُ: «الْفَقِيهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حَدِيثٍ، يَكُونُ أَعْرَجَ.»

‌‌وَصْفُ الرَّاغِبِ فِي الْحَدِيثِ وَالزَّاهِدِ فِيهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّعَّالِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذَّارِعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، ح وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الكَرِيمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَلَّامٍ أَبُو الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: يَا هُذَلِيُّ، أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. «أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ، وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ»

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمُ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْخَصَّافُ ،: عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «لَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا ذُكْرَانُهَا، وَلَا يَزْهَدُ فِيهِ إِلَّا إِنَاثُهَا»

أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ:

رَحَلْتُ أَطْلُبُ أَصْلَ الْعِلْمِ مُجْتَهِدًا وَزِينَةُ الْمَرْءِ فِي الدُّنْيَا الْأَحَادِيثُ

لَا يَطْلُبُ الْعِلْمَ إِلَّا بَازِلٌ ذَكَرٌ وَلَيْسَ يَبْغَضُهُ إِلَّا الْمَخَانِيثُ

لَا تَعْجَبَنَّ بِمَالٍ سَوْفَ تَتْرُكُهُ فَإِنَّمَا هَذِهِ الدُّنْيَا مَوَارِيثُ

‌‌الِاسْتِدْلَالُ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ بِحُبِّهِمْ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ

أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ، يُحِبُّ أَهْلَ الْحَدِيثِ، مِثْلَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَذَكَرَ قَوْمًا آخَرِينَ، فَإِنَّهُ عَلَى السُّنَّةِ وَمَنْ خَالَفَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُبْتَدِعٌ»

أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُكْتِبُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْخَوَّاصِ:

ذَهَبَتْ دَوْلَةُ أَصْحَابِ الْبِدَعْ وَوَهَى حَبْلُهُمْ ثُمَّ انْقَطَعْ

وَتَدَاعَى بِانْصِرَافِ جَمْعِهِمْ حِزْبُ إِبْلِيسَ الَّذِي كَانَ جَمَعْ

هَلْ لَهُمْ يَا قَوْمِ فِي بِدْعَتِهِمْ مِنْ فَقِيهٍ أَوْ إِمَامٍ يُتَّبَعْ

مِثْلِ سُفْيَانَ أَخِي ثَوْرٍ الَّذِي عَلَّمَ النَّاسَ دُقَيْقَاتِ الْوَرَعْ

أَوْ سُلَيْمَانَ أَخِي التَّيْمِ الَّذِي تَرَكَ النَّوْمَ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعْ

أَوْ فَتَى الْإِسْلَامِ أَعْنِي أَحْمَدَا ذَاكَ لَوْ قَارَعَهُ الْقُرَّاءُ قَرَعْ

لَمْ يَخَفَ سَوْطُهُمْ إِذْ خُوِّفُوا لَا وَلَا سَيْفُهُمْ حِينَ لَمَعْ



‌‌الِاسْتِدْلَالُ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ بِبُغْضِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ


حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، قَالَ: قَالَ لِي الْأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا يَحْمَدَ " مَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ يَبْغَضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ؟ قُلْتُ: قَوْمُ سَوْءٍ قَالَ: لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلَافِ بِدْعَتِهِ بِحَدِيثٍ إِلَّا أَبْغَضَ الْحَدِيثَ

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، فِي كِتَابِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سِنَانٍ الْقَطَّانَ، يَقُولُ: «لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مُبْتَدِعٌ إِلَّا وَهُوَ يُبْغِضُ أَهْلَ الْحَدِيثِ فَإِذَا ابْتَدَعَ الرَّجُلُ نُزِعَ حَلَاوَةُ الْحَدِيثِ مِنْ قَلْبِهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ الْحَافِظُ، بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ الْفَقِيهَ بِبُخَارَى يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنَ سَلَّامٍ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَثْقَلَ عَلَى أَهْلِ الْإِلْحَادِ، وَلَا أَبْغَضُ إِلَيْهِمْ مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَرِوَايَتِهِ بِإِسْنَادِهِ»

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَيْضًا، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنْظَلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيَّ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ذَكَرُوا لِابْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ بِمَكَّةَ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ قَوْمُ سَوْءٍ. فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ، فَقَالَ: «زِنْدِيقٌ، زِنْدِيقٌ، زِنْدِيقٌ، وَدَخَلَ بَيْتَهُ»

 

يوم الاثنين 14 ربيع الآخر 1447 هجرية

مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون








تمت الطباعه من - https://sh-yahia.net/show_sound_16733.html