
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس العاشر: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْقَارِئِ مِنْ تَحْسِينِ
الْقُرْآنِ وَتَزْيِينِهِ بِصَوْتِهِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى
نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ يَسِيرُ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ أَوْ مِنْ
سُورَةِ الْفَتْحِ. ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ قِرَاءَةً لِينَةً وَرَجَّعَ، ثُمَّ
قَالَ: لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْنَا لَقَرَأْتُ
ذَلِكَ اللَّحْنِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ
مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» . قَالَ: نُسِّيتُهَا، فَذَكَّرَنِيهَا
الضَّحَّاكُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْقَارِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «زَيِّنُوا
أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ
يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ،
وَلَمْ يَرْفَعْهُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ
عُبَيْدِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَلَّهُ
أَشَدُّ أَذَانًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ
الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ
بَعْضُهُمْ يَزِيدُ فِي إِسْنَادِهِ يَقُولُ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ مَوْلَى فَضَالَةَ، عَنْ فَضَالَةَ. وَقَوْلُهُ: «أَشَدُّ أَذَانًا»
هَكَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: «أَشَدُّ أَذَنًا» يَعْنِي
الِاسْتِمَاعَ. وَهُوَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ
لِشَيْءٍ» أَيْ مَا: اسْتَمَعَ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قِيلَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ
دَاوُدَ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو
النَّضْرِ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَأَبِي مُوسَى، مِثْلَ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ لِأَبِي مُوسَى
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ، أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ
النَّهْدِيُّ، قَالَ: " كَانَ أَبُو مُوسَى يُصَلِّي بِنَا، فَلَوْ قُلْتُ:
إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ صَنْجٍ قَطُّ، وَلَا صَوْتَ بَرْبَطٍ قَطُّ، وَلَا
شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِهِ "
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
إِذَا رَأَى أَبَا مُوسَى قَالَ: «ذَكِّرْنَا رَبَّنَا يَا أَبَا مُوسَى»
فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّهُ
سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ: وَكَانَ عُقْبَةُ أَحْسَنُ
النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ. قَالَ عُمَرُ: «يَا عُقْبَةُ، اعْرِضْ عَلَيَّ
سُورَةً» . قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيْهِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا تَقُولُ
فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْأَلْحَانِ؟ فَقَالَ: " وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ؟
سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ دَاوُدُ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا
لِشَيْءٍ ذَكَرَهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْكِي بِذَلِكَ وَيُبَكِي. وَذَكَرَ شَيْئًا
كَرِهْتُهُ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى تُحْمَلُ
هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي حُسْنِ الصَّوْتِ، إِنَّمَا هُوَ
طَرِيقُ الْحُزْنِ وَالتَّخْوِيفِ وَالتَّشْوِيقِ، يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي
مُوسَى: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اسْتَمَعْنَ قِرَاءَتَهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ
لَشَوَّقْتُ تَشْوِيقًا، أَوْ حَبَّرْتُ تَحْبِيرًا. فَهَذَا وَجْهُهُ لَا
الْأَلْحَانُ الْمُطْرِبَةُ الْمُلْهِيَةُ، وَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثٌ
مُفَسَّرَةٌ مَرْفُوعَةٌ وَغَيْرُ مَرْفُوعَةٍ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ،
عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سُئِلَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ
صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: «الَّذِي إِذَا سَمِعْتُهُ رَأَيْتُهُ يَخْشَى
اللَّهَ تَعَالَى» . أَوْ قَالَ: سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟
فَقَالَ: «الَّذِي إِذَا سَمِعْتُهُ رَأَيْتُهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ:
«أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ أَخْشَاهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُكْنَى أَبَا
مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلِحُونِ الْعَرَبِ
وَأَصْوَاتِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلِحُونَ أَهْلِ الْفِسْقِ وَأَهْلِ
الْكِتَابَيْنِ، وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ
تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ، لَا يُجَاوِزُ
حَنَاجِرَهُمْ، مَفْتُونَةٌ قُلُوبُهُمْ وَقُلُوبُ الَّذِينَ يُعْجِبُهُمْ
شَأْنَهُمْ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عُثْمَانَ بْنِ
عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عُلَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا عَلَى
سَطْحٍ، وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: عَبْسٌ الْغِفَارِيُّ
فَرَأَى النَّاسَ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونِ، فَقَالَ: مَا لِهَؤُلَاءِ؟
قَالُوا: يَفِرُّونَ مِنَ الطَّاعُونِ. فَقَالَ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي. فَقَالُوا:
أَتَتَمَنَّى الْمَوْتَ، وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؟» فَقَالَ: «إِنِّي
أُبَادِرُ خِصَالًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَتَخَوَّفُهُنَّ عَلَى أُمَّتِهِ؛ بَيْعَ الْحُكْمِ، وَالِاسْتِخْفَافَ
بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَقَوْمًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ،
يُقَدِّمُونَ أَحَدَهُمْ، لَيْسَ بِأَفْقَهِهِمْ وَلَا أَفْضَلِهِمْ، إِلَّا
لِيُغَنِّيَهُمْ بِهِ غِنَاءً» وَذَكَرَ خَلَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَابِسٍ
الْغِفَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ
ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، يَقْرَأُ بِهَذِهِ الْأَلْحَانِ
الَّتِي أَحْدَثَ النَّاسُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْهُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: " نَهَانِي
أَيُّوبُ أَنْ أُحَدِّثَ، بِهَذَا الْحَدِيثِ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ
بِأَصْوَاتِكُمْ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا كَرِهَ أَيُّوبُ فِيمَا
نَرَى أَنْ يَتَأَوَّلَ النَّاسُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الرُّخْصَةَ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْأَلْحَانِ
الْمُبْتَدِعَةِ، وَلِهَذَا نَهَاهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
سَمِعْتُ أَبَا الْحَارِثِ الْمَكْفُوفِ، يَسْأَلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ فِي
التَّعْبِيرِ، فَقَالَ: «بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ» . قَالَ: «مَا تَقُولُ فِي
قِرَاءَةِ الْحُزْنِ؟» قَالَ: «فَاذْهَبْ فَحَزِّنَ نَفْسَكَ فِي بَيْتِكَ» .
قَالَ: مَا تَقُولُ فِي قِرَاءَةِ الْأَلْحَانِ؟ قَالَ: «بِدْعَةٌ» . قَالَ: يَا
أَبَا خَالِدٍ، يَشْتَهِيهِ النَّاسُ. قَالَ: «لَكَ غَيْرُهُ»
بَابُ الْقَارِئِ يَجْهَرُ عَلَى أَصْحَابِهِ بِالْقُرْآنِ
فَيُؤْذِيهُمْ بِذَلِكَ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ
الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ
بِمَ يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ
عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعِشَاءِ
الْآخِرَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ يَقْرَأُ فِي
الْمَسْجِدِ، يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ فِي صَلَاةِ النَّهَارِ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ
حُذَافَةَ، سَمِّعِ اللَّهَ وَلَا تُسْمِعْنَا»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ
الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَجْهَرُونَ
بِالْقُرْآنِ فِي صَلَاةِ النَّهَارِ. فَقَالَ: «ارْمُوهُمْ بِالْبَعْرِ» قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
صَالِحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا، كَانَ يُصَلِّي قَرِيبًا مِنِ ابْنِ عُمَرَ يَجْهَرُ
بِالْقِرَاءَةِ نَهَارًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ
هَذَا الْأَحْمَقَ لَا يَعْقِلُ الصَّلَاةَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «فَلَعَلَّكَ
أَنْتَ لَا تَعْقِلُ، أَتَقُولُ لِرَجُلٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لَا يَعْقِلُ؟»
فَلَمَّا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ صَلَاتِهِ دَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: «إِنَّ
الْقِرَاءَةَ بِالنَّهَارِ تُسَرُّ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى
رَجُلٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ: «إِنَّ قِرَاءَةَ
النَّهَارِ عَجْمَاءُ» . أَوْ قَالَ: «صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ،
قَالَ: جَاءَ الْأَعْلَمُ الْمُؤَذِّنُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ،
فَحَصَبَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَقَالَ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ
فَتَّانًا؟»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: صَلَّى
رَجُلُ إِلَى جَنْبِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ،
فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي،
أَفْسَدْتَ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
أَنَّهُ قَالَ فِي قِرَاءَةِ النَّهَارِ: «أَسْمِعْ نَفْسِكَ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ
عَنِ الْجَهْرِ فِي قِرَاءَةِ النَّهَارِ، فَقَالَ: «إِنْ لَمْ تُؤْذِ أَحَدًا
فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ»
يوم
الاثنين 5 جمادى الأولى 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون