
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس الرابع عشر: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلْقَارِئِ مِنَ الْمُبَاهَاةِ
بِالْقُرْآنِ وَالتَّعَمُّقِ فِي إِقَامَةِ حُرُوفِهِ وَتَعْلِيمِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ
جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «إِنَّ أَقْرَأَ النَّاسِ لِلْقُرْآنِ
مُنَافِقٌ يَقْرَؤُهُ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ وَاوًا وَلَا أَلِفًا يَلْفِتُهُ
بِلِسَانِهِ كَمَا تَلْفِتُ الْبَقَرَةُ الْخَلَاءَ بِلِسَانِهَا، لَا يُجَاوِزُ
تَرْقُوَتَهُ» حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ.
وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَنْ بَيَانٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ
هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: «أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ
عَرَبِيُّ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ يُثَقِّفُونَهُ وَلَيْسُوا بِخِيَارِكُمْ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مِسْكِينَةَ،
قَالَ: قَالَ لِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ: " خُذْ هَذَا
الْمُصْحَفَ، وَأَمْسِكْ عَلَيَّ، وَلَا تَرُدَّنَّ عَلَيَّ أَلِفًا وَلَا وَاوًا،
فَإِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُسْقِطُونَ مِنْهُ
أَلِفًا وَلَا وَاوًا. قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ فَضَالَةُ يَدَيْهِ فَقَالَ:
«اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنْهُمْ» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ
لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي مِسْكِينَةَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ
عُبَيْدٍ، مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَأْخُذَنَّ عَلَيَّ حَرْفًا
إِلَّا آيَةً كَامِلَةً»
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ الَّذِي يُعَلِّمُ وَلَدَ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لِمُعَاوِيَةَ: قَدْ تَعَلَّمَ مِنْ وَلَدِ يَزِيدَ
كَذَا وَكَذَا الْقُرْآنَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «إِنَّ أَغَرَّ الضَّلَالَةِ
الرَّجُلُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لَا يَفْقَهُ فِيهِ، فَيُعَلِّمُهُ الصَّبِيُّ
وَالْمَرْأَةُ وَالْعَبْدُ، فَيُجَادِلُونَ بِهِ أَهْلَ الْعِلْمِ»
حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ
الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
" تَعَلَّمَ هَذَا الْقُرْآنَ عَبِيدٌ وَصِبْيَانٌ لَمْ يَأْتُوهُ مِنْ
قِبَلِ وَجْهِهِ، لَا يَدْرُونَ مَا تَأْوِيلُهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29] وَمَا تَدَبُّرُ آيَاتِهِ
إِلَّا اتِّبَاعُهُ بِعِلْمِهِ، وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنِ
اتَّبَعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ يَقُولُ أَحَدُكُمْ: تَعَالَ
يَا فُلَانُ، أُقَارِئُكَ مَتَى كَانَتِ الْقُرَّاءُ تَفْعَلُ هَذَا؟ مَا
هَؤُلَاءِ بِالْقُرَّاءِ وَلَا الْحُكَمَاءِ وَلَا الْحُلَمَاءِ، لَا أَكْثَرَ
اللَّهُ فِي النَّاسِ أَمْثَالَهُمْ "
بَابُ الْقَارِئِ يَصْعَقُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ وَعَابَهُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: مَرَّ
ابْنُ عُمَرَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ سَاقِطًا، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ،
فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ أَوْ سَمِعَ
اللَّهَ يُذْكَرُ خَرَّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَاللَّهِ
إِنَّا لَنَخْشَى اللَّهَ وَمَا نَسْقُطُ»
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ
هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سُئِلَتْ أَسْمَاءُ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ
يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَتْ: «لَا، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا
يَبْكُونَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
كَثِيرٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قِيلَ
لِعَائِشَةَ: إِنَّ قَوْمًا إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ صَعِقُوا. فَقَالَتْ:
" الْقُرْآنُ أَكْرَمُ أَنْ تَنْزِفَ عَنْهُ عُقُولُ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُ
كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 23] "
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، عَنِ مُسَيِّبٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَوْمِ يُقْرَأُ عَلَيْهِمِ الْقُرْآنُ
فَيَصْعَقُونَ. فَقَالَ: «ذَلِكَ فِعْلُ الْخَوَارِجِ»
حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي
ابْنَ الْحُبَابِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَرِيرِ بْنِ
حَازِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، وَقَدْ سُئِلَ عَنِ
الرَّجُلِ يُقْرَأُ عِنْدَهُ الْقُرْآنُ فَيَصْعَقُ، فَقَالَ: «مِيعَادُ مَا
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَنْ نَجْلِسَ عَلَى حَائِطٍ ثُمَّ يُقْرَأُ عَلَيْهِ
الْقُرْآنُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فَإِنْ وَقَعَ فَهُوَ كَمَا قَالَ»
جِمَاعُ أَبْوَابِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ
وَمَا فِيهَا مِنَ الْفَضَائِلِ
بَابُ ذِكْرِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] وَفَضْلِهَا وَحَدِيثِهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ،
قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: كَيْفَ كَانَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ.
فَقَالَ: «ذَاكَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ» بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ
تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [هود: 41] فَكَتَبَ «بِسْمِ اللَّهِ»
فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ [الإسراء: 110] فَكَتَبَ «بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ» فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30] ". قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: أُرَاهُ قَالَ: «فَكَتَبَ بِذَلِكَ»
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، أَنَّ كِتَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا أَتَى قَيْصَرَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَمْ أَرَهُ
بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1]
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ، لَمْ يَزِدْ فِي كِتَابِهِ عَلَى
مَا قَصَّ اللَّهُ عَنْهُ ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ [النمل: 31]
حَدَّثَنَا أَبُو
الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي
الْخَيْرِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ
التَّوْرَاةِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ
عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام:
151] "
ثُمَّ ذَكَرَ الْآيَاتِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ
دِينَارٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ انْقِضَاءَ السُّورَةِ
حَتَّى تَنْزِلَ ﴿بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] فَإِذَا نَزَلَتْ عَلِمُوا
أَنْ قَدِ انْقَضَتِ السُّورَةُ وَنَزَلَتْ أُخْرَى "
حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ
بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: " فَاتِحَةُ
الْكِتَابِ سَبْعُ آيَاتٍ بِـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] ". قَالَ: قَالَ
الْمُفَضَّلُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] فَقَدْ تَرَكَ آيَةً مِنْ
كِتَابِ اللَّهِ "
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
" آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَغْفَلَهَا النَّاسُ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] "
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَأَخْبَرَكَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟
" قَالَ: نَعَمْ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] حَتَّى يَسْتَفْتِحَ
السُّورَةَ بَعْدَهَا
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ نَافِعٌ يُعَظِّمُ تَرْكَ قِرَاءَةِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] وَيَقُولُ فِيهِ
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ كِتَابَ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ تَسْتَفْتِحُوا، بِـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] وَتَسْتَفْتِحُوا بِهَا فِي
السُّورَةِ الْأُخْرَى
حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ،
عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
أَنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يَكْتُبَ الْجُنُبُ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1]
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ
الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ بِسْمِ حِينَ يَبْدَأُ
فَيُسْقِطُ السِّينَ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنَّهُ كَتَبَ لِابْنِ سِيرِينَ بِمَ، فَقَالَ:
«مَهْ، اكْتُبْ سِينًا، اتَّقُوا أَنْ يَأْثَمَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
ثَابِتٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ
بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَوْنٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
ضَرَبَ كَاتِبًا كَتَبَ الْمِيمَ قَبْلَ السِّينِ. وَقَالَ أَحَدُ هَؤُلَاءِ
الثَّلَاثَةِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فِيمَ ضَرَبَكَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: فِي سِينٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَمَّا هَذِهِ
الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي تَرْكِ قِرَاءَةِ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] فَلَيْسَ هُوَ عَلَى
الْجَهْرِ بِهَا، إِنَّمَا غَلَّظُوا تَرْكَ قِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ أَوْ
غَيْرِ الصَّلَاةِ. إِلَّا أَنَّهُ يُسِرُّهَا فِي الصَّلَاةِ وَهَذَا عِنْدَنَا
هُوَ السُّنَّةِ
بَابُ فَضْلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ أُمَّ الْقُرْآنِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا
فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا إِنَّهَا السَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي» . أَوْ قَالَ:
«السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ» . حَدَّثَنِي
نُعَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ. وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أَخْبَرَهُ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، مِثْلَ
ذَلِكَ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا
يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَجْلَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَمْ
يُسْنِدْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلَانَ، وَأَسْنَدَهُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَخَالَفَهُمَا مَالِكٌ فِي
الْإِسْنَادِ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
أَبِي نُصَيْرَةَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ
فَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ»
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ،
وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ»
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: 87] قَالَ: «هِيَ فَاتِحَةُ
الْكِتَابِ»
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: 87] قَالَ: «هِيَ أُمُّ
الْقُرْآنِ، اسْتَثْنَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَرَهَا لَهُمْ، حَتَّى أَخْرَجَهَا لَهُمْ،
وَلَمْ يُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ» . قَالَ سَعِيدٌ: ثُمَّ قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ فِيهَا ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي:
أَفَأَخْبَرَكَ سَعِيدٌ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] إِنَّهَا مِنَ الْقُرْآنِ؟
قَالَ: نَعَمْ
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ﴾ [الحجر: 87] قَالَ: «هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»
حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ:
«أُمُّ الْقُرْآنِ قِرَاءَةٌ وَمَسْأَلَةٌ وَدُعَاءٌ»
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ كَلَامُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ قَالَ: "
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي
نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛
يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] فَيَقُولُ اللَّهُ:
حَمَدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] فَيَقُولُ اللَّهُ: هَذِهِ
بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، أَوَّلُهَا لِي وَآخِرُهَا لِعَبْدِي، وَلَهُ مَا
سَأَلَ، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6] إِلَى آخِرِهَا، فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَفَرًا، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلُدِغَ رَجُلٌ
مِنْهُمْ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَرَقَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِأُمِّ
الْكِتَابِ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ.
فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ
لَهُ، فَقَالَ: «مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ
حَقٍّ. خُذُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ»
يوم
السبت 10 جمادى الأولى 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون