2007/01/05
الشيخ فالح هداه الله مولع بالجزاف وقلة الإنصاف


ومن أمثلة ذلك ما سجّله عليه الأخ الفاضل عبد الله الأشموري بقلمه في مجلس حضره الشيخ ملفي الصاعدي وأبو محمد حسن بن مجلي وبعض طلبة العلم هناك وغيرهم انه قال في الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:

11- فيه حمق وسفه

ومن المعلوم عند طلاب شيخنا رحمه الله وعند كل من جالسه أن الشيخ رحمه الله كان يتصف بالصبر والحلم ورجاحة العقل، ومن أراد الوقوف على شيء مما يدل عل ذلك فلينظر إلى التراجم التي نقلت هذا عن الشيخ رحمه الله وهي كثيرة وفيها ما يجعل فالحًا ومن هو أرفع منه يحتقر نفسه عند تلك الصفات الحميدة.

22- وقال: في الشيخ رحمه الله لا يعدو أن يكون طالب علم.

وهذا غمط لمحدث كبير وعالم شهير وقد أخرج مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكبر غمط الناس وبطر الحق).

علوم العلامة الوادعي رحمه الله زخرت بها البلاد وانتفع بها ملايين العباد فهذه كتبه التي يعتبر كل كتاب منها مرجعًا في بابه نذكرها مرتبة على حروف المعجم:

1) إجابة السائل عن أهم المسائل

2) أحاديث معلة ظاهرها الصحة

3) إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الرافضة من اليمن

4) إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي

5) إقامة البرهان على ضلال عبدالرحيم الطحان

6) الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

7) أوهام الحاكم في المستدرك التي لم ينبه عليها الذهبي

8) إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال

9) الباعث على شرح الحوادث

10) البركان لنسف جامعة الإيمان

11) تحريم الخضاب بالسواد:

12) تحفة الشاب الرباني في الرد على الإمام الشوكاني

13) تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب

14) تحقيق الإلزامات والتتبع للدارقطني.

15) تحقيق مجلدين من تفسير ابن كثير

16) تراجم رجال الحاكم في مستدركة الذين ليسوا في تهذيب التهذيب

17) تراجم رجال الدارقطني في سننه الذين لم يترجم لهم في التهذيب ولا رجال الحاكم

18) ترجمة أبي عبدالرحمن

19) الجامع الصحيح في القدر

20) الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين

21) الجمع بين الصلاتين في السفر مع مسائل يحتاج إليها المسافر

22) حكم تصوير ذوات الأرواح

23) حول القبة المبنية فوق قبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم

24) ذم المسألة

25) ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر وبيان بعد محمد رشيد رضا عن السلفية

26) رياض الجنة في الرد على أعداء السنة

27) السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة

28) شرعية الصلاة في النعال

29) الشفاعة

30) الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين

31) الصحيح المسند من أسباب النزول

32) الصحيح المسند من دلائل النبوة

33) صعقة الزلزال لنسف أباطيل أهل الرفض والاعتزال

34) الطليعة في الرد على غلاة الشيعة:

35) غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة

36) غارة الفصل في الرد على المعتدين على كتب العلل

37) فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار

38) فضائح ونصائح

39) الفواكه الجنية في الخطب والمحاضرات السنية

40) قرة العين في أجوبة قائد العلابي وصاحب العدين

41) قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد

42) المخرج من الفتنة

43) المصارعة

44) المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح

45) مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني رحمه الله

46) نشر الصحيفة في الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة

وله من الأشرطة ما يفوق ألف ومائتي شريط بين دروس علمية وردود سلفية وخطب ومحاضرات وتوجيهات دعوية وكون الشيخ مقبل رحمه الله مات وهو يطلب العلم هذه منقبة عظيمة له، فحاله كما قال الإمام أحمد رحمه الله (من المحبرة إلى المقبرة) فقد كان العلم أحب إلى الشيخ رحمه الله من كل غالي ورخيص حتى إنه كان في أشد المرض وهو يذاكر في العلم ويوصي به ولو كان الشيخ فالح في الجد في طلب العلم مثل بعض طلبة الشيخ رحمه الله لنفع وانتفع كثيرًا، ولكن التوفيق عزيز.

33- وقال: عليه أن يتجرد من الضلال الذي هو فيه.

قلت: والله لم يتجرأ بهذا الحكم الجائر على من عرف بإمام الدعوة السلفية باليمن كبار الشيعة ولا كبار الصوفية ولا كبار الإخوان المسلمين فيما نعلم، على أنه رحمه الله قد أعطى كل فرقة من هذه الفرق وكل رأس من رؤوسهم قسطه من الجرح والبيان في شريط أو كتاب وأبلى في ذلك بلاء حسنًا، وقد جعل الله البركة في دعوته فنشر من العلم النافع والسنن العظيمة في خلال ربع قرن ما لم ينشر ربعه الشيخ فالح ولو عمّر مائتي سنة ولكن كما قيل

إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه، وإني أذكر نفسي وإخواني بالله عزوجل ثم بحديث ابن عمر عند أبي داود وأحمد بسند صحيح أن النبي صلى الله عيه وسلم قال: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال)

44- وقال: هدم ركنين من أركان الدين القياس والخروج على الحكام.

قال الإمام البخاري رحمه الله (7)

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ.

فمن من علماء المسلمين اعتبر القياس ركنًا سادسًا للإسلام أو ركنًا سابعًا للإيمان.

ومن من العلماء اعتبر طاعة ولي الأمر من اركان الإسلام أو الإيمان وإنما يقولون هي واجبة إذا لم يأمر بمعصية، وعلى ذلك حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ كُنَّا لا نَخَافُ لَوْمَةَ لَائِمٍ.

وإذا وجد الكفر البواح فلأهل العلم ومنهم شيخنا رحمه الله في ذلك تفصيل على أنه لا يجوز الخروج إلا بشروط معروفة ومذكورة في كتبهم.

وأخرج البخاري (167/13) ومسلم رقم (7) من حديث ابن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول لله على السمع والطاعة يقول لنا (فيما استطعتم).

وفي حديث عبد الله بن عمر عند مسلم (فمن بايع إمامًا فأعطاه صفة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع.

ولقد كان أبغض شيء إلى شيخنا رحمه الله الخروج على ولاة أمور المسلمين؛ فلقد طُلِبَ منه أن يطرد بعض الغرباء من دار الحديث فقال: أما هذا فلا أستطيع أن أطردهم لأن الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنعام:52) . وأنتم حكومة فإن شئتم أخذتموهم ولو جئتم بالحرارة وهدمتم بيتي ما قرح عليكم بندق واحد.

حتى كان الشيعة وغيرهم ينقلون للرئيس أن الشيخ مقبلاً أتى بدين جديد وجاءه أحد المسئولين فنقل له كلامًا من الرئيس علي عبد الله صالح - وفقه الله - فقال: قل له إن كان يراني لست مواطنًا صالحًا فليقل لي أرحل من اليمن وأنا أرحل، فبلّغ هذا الكلام للرئيس - سدده الله - فقال: هكذا قال مقبل؟ قال: نعم قال: قل له يقول ما يريد ويدعوا كما يريد.

وكم للشيخ رحمه الله من المواقف ضد أهل الفتن وأول من فضح الرافضة وفضح الإخوان المسلمين وجماعة الجهاد في اليمن وسماهم جماعة الفساد وحذر المسلمين منهم بما أتاه الله من قوة هو الشيخ رحمه الله بما لا يختلف فيه اثنان من أهل السنة في هذه البلاد وغيرها.

ومن قلّة إنصاف فالح دعواه أن السنة انتشرت في اليمن قبل الشيخ مقبل في حين كان الشيخ مقبل يعمل في الحجر والطين، وهذا القول مع أنه تفوح منه رائحة الحسد هو في غاية البطلان فجميع الناس من أهل السنة وغيرهم يعلمون أن الشيخ مقبلاً هو الذي دعا إلى السنة وأقبل الله بقلوب العباد إليه ونشرها في هذا الزمان على يديه ويدي طلابه في اليمن وكان رحمه الله يقول (ليس هذا بحولنا ولا بقوتنا ولا بكثرة علمنا ولا بفصاحتنا في الخطابة ولكنه شيء أراده الله - عزوجل - .

وهذه فتاواه في الزجر الشديد في الخروج على ولاة أمور المسلمين.

فقد قال في كتابه الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (4/509) وجوب طاعة أولي الأمر في طاعة الله وذكر في الباب جملة أحاديث منها ما أخرجه الإمام أحمد (5679) فقال:

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ قَالُوا بَلَى نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ طَاعَتَكَ قَالَ فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ أَنْ تُطِيعُونِي وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ أَطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ فَإِنْ صَلَّوْا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا

ثم قال الشيخ رحمه الله: هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح...

وحديث أبي أمامة عند الإمام الترمذي (3/238) فقال:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي سُلَيمُ بْنُ عَامِرٍ قَال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وقال الشيخ رحمه الله هذا حديث حسن.

وبوب أيضًا (ص526) فقال لا يجوز الخروج على الأئمة وذكر ما أخرجه ابن عاصم في السنة (2/455) فقال:

حدثنا أبو موسى حدثنا معاد بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عقبة بن وساج قال كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له أنت من بقية أصحاب رسول الله e وقد جعل الله عندك علما وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة فقال لي أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أتي رسول الله e بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال ويحك من يعدل عليه بعدي فلما ولى قال ردوه رويدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا.

قال الشيخ رحمه الله هذا حديث صحيح...

ومن فتاواه رحمه الله في ذلك قال: (إن الدعوة إلى الثورات والانقلابات دعوة جاهلية)

55- وقال فالح:في الشيخ مقبل رحمه الله يحرم على طلابه دخول الجامعة الإسلامية.

قلت: ما زال الشيخ رحمه الله يزكي إلى الجامعة الإسلامية من أراد الدراسة فيها ممن يعرفهم فزكى إليها عددًا كبيرًا وطلبة العلم يعرفون ذلك بما لا يستطاع إنكاره، ولم يتوقف الشيخ عن التزكية إليها إلا قبل موته بسنين قريبة حين أخبره بعض الناس بأن الجامعة الآن دخلها الخلط وليس على ما كانت عليه قبل من التميز.

66- وقال فالح: لايساوي ظفرًا من أظفار الرجل.

سبحانك هذا بهتام عظيم أين كان الشيخ فالح من قول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب}.

وثبت عند الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ.

وكما قيل:

وإن كلام المرء في غير كنهه*** لكالنبل تهوي ليس فيها نصالها

هذا الكلام في الشيخ رحمه الله لم ينقص من مقداره حبة خردل، ولكنه غلو في جانب وظلم في آخر.

ومن صحيح دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.

77- وقال: ليس في اليمن علماء بعد الشيخ مقبل.

قلت: الهوى يعمي ويصم قال فالح في الشيخ رحمه الله قبل موته لا يعدو ان يكون طالب علم كما في فقرة: (2) وبعد موته حول نفس الكلام على من بعده، ونحن والله نعتز اننا طلاب علم ونحمد الله الذي يسرنا لذلك ونسأله أن يتوفانا عليه، ولكن نذكر هذا للعبرة من تلون الشيخ فالح - هداه الله - ثم إن هذه مكابرة للمحسوس والملموس وتقليب للحقائق فهذه كتب علماء السنة باليمن حافلة بعلم الحديث والعقيدة الصحيحة والفقة وبيان سبيل أهل الباطل وهذه خطبهم ومحاضراتهم تزخر بالعلم النافع وهذه دروسهم وفتاواهم ودعوتهم تسير سيرًا مباركًا في غاية التميز والصفاء والنقاء بالله عليكم هذه الدعوة الهائلة التي ورائها آلاف الناس من المهرة حدود عمان إلى حرض حدود المملكة العربية السعودية بين أوساط شيعة وصوفية وإخوان مسلمين وقطبين وغيرهم تحت رعاية الله وعنايته ثم رعاية علماء ودعاة السنة، هل تقوم هذه الدعوة بهذا الخير على غير علم وفهم وحكمة وتوفيق من الله عزوجل.

إن الدعوات التي لم تعتن بالعلم والسنة والتميز ولم تول ذلك اهتمامها فشلت وضاعت وفضحت وصارت منبوذة عند الناصحين، أما دعوة السنة فالصلحاء لها في غاية المحبة والإجلال والإقبال والله المنة.

88- رميه للعلامة ربيع المدخلي حفظه الله بالإرجاء.

كما نشر ذلك حفظه الله في منشور بعنوان (أسئلة وأجوبة على مشكلات فالح) متبرمًا من هذا الرمي وحق له أن يتبرم من ذلك فهو مشهور بالسلفية كمصباح على علم وكتبه ودروسه تشهد بهذا فقد أفنى جل عمره في تصفية الدعوة السلفية ورعايتها وصيانتها ممن يعبث فيها وذود الشبه التي ترد عليها. من صنوف أهل البدع - جزاه الله خيرًا-، إن الخصومة يا شيخ فالح ينبغي أن يلازم فيها العدل والإنصاف قال الله تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا} وقال تعال: ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} وقال تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وقال تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين}.

وقال عمار رضي الله عنه ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان (الإنصاف من نفسك والإنفاق من الإقتار وبذل السلام للعالم) علقه البخاري في صحيحه وهو موصول بإسناد صحيح ذكره الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.

وإنما ينتصر الحق والعدل كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه (إن لصاحب الحق مقالاً)

وقال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.

فمن أراد أن يفحم خصمه فعليه بملازمة الحق والعدل والإنصاف قال تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}. والحمد الله رب العالمين

هذه الأسطر كتبتها بيانًا لخطورة الجزاف وقلة الإنصاف على الدعوة السلفية قصدت بذلك كما يعلم الله النصيحة لأخينا في الله الشيخ فالح - وفقه الله - عن منهج يسير عليه وذكرت هذه النقاط وهي قليل من كثير كأمثلة على ذلك المنهج فقط وقد سار على هذا المسار بعض الشباب من جنوب اليمن مما أكسب أولئك الشباب تلونًا وغرورًا وتطاولاً ومحاولة الإستقلال بذواتهم الضعيفة وآرائهم السخيفة عن مشائخ السنة باليمن ومراكزها وطلابها وبواقيهم إلى الآن مع أن الدعوة السلفية تسير سيرًا واحدًا في جنوب اليمن وشماله عدا نفر من هؤلاء يعدون على الأصابع نسأل الله أن يهديهم.

كتبه أبو عبد الرحمن

يحيى بن علي الحجوري

في جماد الثاني عام أربع وعشرين وأربعمائة وألف

من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والتسليم.
 

تمت الطباعه من - https://sh-yahia.net/show_art_1.html