2009/04/02
تزكية النفوس بطاعة الرحمن

 [تزكية النفوس بطاعة الرحمن (107)]

خطبة جمعة: (....... 14هـ)

(للشيخ المحدث: أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى-)

=============================

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مبيناً ما لهذه النفس من شرور: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[يوسف:53]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح كثيراً من خطبه بقوله صلى الله عليه وسلم: «ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له»، وهذا الحديث يدل على أن للنفس شرور عديدة، وليس شراً واحداً، ونظير هذا الحديث ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك».

ففي هذا الحديث إثبات الشر للنفس، «ولما أسلم حصين الخزاعي رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني، فقال: اللهم قني شر نفسي واعزم لي على رشد أمري»، والحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت من حديث شكل بن حميد رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر منيي ومن شر قلبي»، هكذا في بعض طرق الحديث إثبات النفس والشر لها، وهو مبين بالأدلة الأخرى، أن ما جاء من شر للسمع وللبصر وللقلب وغير ذلك من الجوارح إنما هو نابع عن شر النفس، فهذه النفس له شرور، ومن شرورها الأمر بالسوء، كما أبان الله سبحانه وتعالى في الآية المذكورة، وبصيغة المبالغة: أمارة بالسوء، أمارة: شديدة الأمر بالسوء، إلا النفس التي عصمها الله من ذلك ورحمها فإنها لا تأمر بالسوء: ﴿إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[يوسف:53].

ومن شرور هذه النفس التسويل بالباطل وبالمعاصي والمخالفات الشرعية، ولما أتى إخوة يوسف عليه السلام إلى أبيهم عليه السلام يبكون ويظهرون أنهم غلبوا على يوسف: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾[يوسف:16-18]، أوحى الله إلى يعقوب عليه السلام أن إخوة يوسف سولت لهم أنفسهم أمر، سولت لهم أمر سوء: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾[يوسف:18].

من شرور هذه النفوس تحسين الباطل وتزيينه في الظاهر كما يفعل الشيطان تفعل النفس بالتحسين والتزيين بالباطل، قال الله سبحانه وتعالى عن ابني آدم: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[المائدة:27-30]، حسنت له نفسه وزينت له نفسه قتل نفس حرمها الله، قتل معصوم الدم؛ كل ذلك بسبب ما يحصل في النفوس.

ومن شرور النفس الجشع وضعف القناعة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع».. الحديث، وشاهدنا منه: أن النفس التي صارت أمارة بالسوء أنها لا تشبع، وأنها تتسلط عليها الفتن وتصير هذه النفس مسولة لكل سوء وبكل منكر، وتصير عدو لك في جنبيك.

أيها الناس! إنه يجب على كل مسلم أن يهتم بإصلاح نفسه كما أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾[المائدة:105]، قال أهل العلم: معنى هذه الآية: ﴿عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾[المائدة:105]، أي: ألزموا أنفسكم وأصلحوا أنفسكم، اهتموا بإصلاح أنفسكم، ومن إصلاح النفس، القيام بالواجبات والبعد عن المحرمات.

ومن واجبات إصلاح النفس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، «فقد قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطيباً في الناس، فقال: أيها الناس! إنكم تقرءون هذه الآية وتحملونها على غير معناه الصحيح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده».

فدل هذا على إن إصلاح النفس المعني في هذه الآية هو القيام بالواجبات والبعد عن المحرمات والعناية بإصلاح النفس بطاعة الله عز وجل، وليس معنى ذلك التخاذل عن الحق، يجب على كل مسلم أن يهتم بإصلاح نفسه حتى تصدير مستسلمة مذللة للحق، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة وغيره: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة هو وأصحابه، وفيهم رجل لا يترك شاذة ولا فاذة من الكفار إلا تبعها، فقال الصحابة رضوان الله عليهم: ما أجزأ منا اليوم أحد مثل فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه في النار، فتبعه رجل فتنحى ذلك الرجل وكانت به جراح فلم يصبر عليها، حتى وصل إلى مكان فاتكأ على سيفه، تحامل على سيفه حتى نفذ من ظهره، فجاء الرجل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله، إنها لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر».

فالواجب على المسلم أن يعتني بنفسه حتى تكون مستسلمة منقادة مذعنة لأقدار الله سبحانه وتعالى، مطوعة لطاعة الله سبحانه وتعالى، حتى تكون مؤهلة لدخول الجنة، فلا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سعد بن أبي وقاص: «وإنها لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة».

الواجب على المسلم أن يعتني بنفسه ويهتم بها حتى تصير مطمئنة راضية بشرع الله وأقدار الله، وما أمر الله سبحانه وتعالى به، ومبتعدة عما نهى الله عنه، هذه النفس التي ترضى عن الله ويرضى الله عنها، والتي يكرمها الله سبحانه وتعالى بالجنة: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً﴾[الفجر:27-28]، راضية كانت راضية في الدنيا بطاعة الله منقادة لشرع الله عز وجل، وصارت راضية بما أعد الله لها في الجنة، ومرضية من الله عز وجل بما أكرمها الله عند الموت وعند لقاء الله وفي البرزخ، وهكذا في الجنة: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾[الفجر:29-30].

الواجب على المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه حتى تصير مؤهلة أن يشتريها الله سبحانه وتعالى بأغلى الأثمان، يقول ربنا سبحانه في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾[التوبة:111]، يا له من ثمن في هذه النفس الزكية الطاهرة النقية: ﴿بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ﴾[التوبة:111] هذا وعد من الله سبحانه وتعالى، والله لا يخلف الميعاد أن الله اشترى هذه النفس التي رضيت بهذا البيع العظيم.

الواجب على المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه حتى تصير مؤهلة للعتق من النار، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»، ونظير ذلك من حديث جابر بن عبد الله وكعب بن عجرة: «ومبتاع نفسه فموبقها»، النفس التي يهتم بإصلاحها تصير مؤهلة للعتق من عذاب الله سبحانه وتعالى.

أيها الناس! إن أمر هذه النفس أمر عجيب، هذه المسولة الأمارة بالسوء، هذه المطوعة المذللة للباطل والمحسنة للباطل إن اهتممت بها صارت مؤهلة لمرضاة الله سبحانه.

فيا عبد الله! الواجب عليك أن تسعى في تزكية نفسك بطاعة الله سبحانه وتعالى، زك نفسك بتعلم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فإن هذا من أعظم التزكية لها بل هو أعظم ذلك لمن عمل بالعلم، ومن أجل ذلك أنزلت الكتب وأرسلت الرسل لتزكية العباد بطاعة الله سبحانه، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾[الجمعة:2]، كانوا يأكلون الميتة ويقتل بعضهم بعضاً، ويرتكبون الفواحش والجرائم والزنا ويرتكبون أنواع المعاصي، فأنزل الله هذا الكتاب ليتعلم، وأرسل الله هذا الرسول ليتبع، وهكذا سائر الرسل في أزمنتهم يؤمن بهم؛ أرسل الله ذلك لتزكية النفوس لمن أراد الله له الخير.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم زكى الأخلاق، وبعث بمكارم الأخلاق، وزكى العقيدة ونزهها وأبعدها عن الشركيات بالله سبحانه وتعالى، أبعدها عن عبادة البشر إلى عبادة رب البشر، وزكى المعاملات التي كان عليها الجاهلية، وزكى الأقوال والأفعال وسائر الحالات التي يحتاج إليها البشر.

فالواجب على كل مسلم أن يهتم بتزكية نفسه، وأن يزكي نفسه باتباع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الأعراف:157]، هؤلاء الذين زكوا أنفسهم.

زك نفسك أيها المسلم بالبعد عن خطوات الشيطان، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾[النور:21]، فالله هو الذي يزكي من يشاء ويمن على من يشاء من عباده بزكاة نفسه وبزكاة خلقه، وبزكاة جوارحه، وبزكاة لسانه، وبزكاة سمعه، وبزكاة بصره، وبزكاة ماله، وبزكاة حياته كلها بطاعة الله عز وجل، فاطلب ذلك من الله عز وجل، واحذر اتباع خطوات الشيطان، فإن هذه من مبعدات زكاة النفس، ولا يجتمع اتباع الشيطان مع زكاة النفس، اتباع الشيطان تدنيس وتوسيخ للنفس.

زك نفسك أيها المسلم بتفويض أمرك إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله لن يهضمك ولن يظلمك ولن يَتِرَكْ عملك، قال الله سبحانه ذاماً لؤلئك الذين زكوا أنفسهم ومدحوها وأثنوا عليها وأعجبوا واغتروا بها ولم يطيعوا الله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا﴾[النساء:49-50]، يكذبون أنهم سقاة الحجيج وأنهم أهل السدانة، وأنهم أولى بالبيت، وأنهم أحق بإبراهيم.. وأنهم وأنهم إلى غير ذلك وهم كذبة لم يطيعوا الله ولم يطيعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ألا فإن الزكاة للنفس هي دائرة وحاصلة وماثلة في طاعة الله سبحانه وتعالى لا في مجرد  التبجح بالأعمال: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾[الحجرات:17]، المنة لله: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾[النحل:53]، تمن على الله بما من به عليك؟ وتمن على خلق الله بما أكرمك الله به، ولو شاء الله لسلبه عنك.

ومن شكران النعمة أن هذه النعمة يحافظ عليها بطاعة الله، فإذا من الله عليك بشيء من نعمه فحافظ على هذه النعمة بطاعة الله سبحانه وتعالى.

زك نفسك أيها المسلم بطاعة الله سبحانه وتعالى وبالبعد عن التبجح على نفسك والزهو بها، «فإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن اسم زينت بنت أبي سلمة ما اسمها؟ قالوا: برة، قال: لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم اسمها زينت»، وغير اسمها من برة إلى زينت إبعاداً للناس عن تزكية النفوس، فربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾[النجم:32]، أي: لا تطروها تمدحوها تثنوا عليها، فالله أعلم بكم، ولن يهضمكم ولن يتركم عملكم، وهذا هو الجمع بين هذه الأدلة والأدلة الدالة على تزكية النفوس والآمرة بذلك، فالأدلة الآمرة بتزكية النفوس فيها تزكية النفوس بطاعة الله أي: بالعمل الصالح، والأدلة الناهية عن تزكية النفوس أي: لا تتبجح بنفسك، ولا تمن بعملك على الله سبحانه وتعالى، فالله أعلم بذلك منك.

أيها الناس! إن أمر تزكية النفس هو من أعظم الفلاح للعبد إذا زكى نفسه بطاعة الله عز وجل، فقد أقسم الله بعدة من مخلوقاته، فقال: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾[الشمس:1-9]، فمن كان يطلب لنفسه الفلاح فليزك نفسه بطاعة الله، وقال سبحانه: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾[ الشمس:10] أي: دنسها وقذرها ووسخها بالمعاصي.

زك نفسك بطاعة الله فما هناك أعظم لك من تزكية نفسك بطاعة الله سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾[الأعلى:14-15]، فمن كان طالب للفلاح وللرشد وللفوز في الدنيا والآخرة فليزك نفسه وليهتم بنفسه وبإصلاحها: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وانظر إلى ما أعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من الفلاح لمن زكى نفسه: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾[طه:74-76]، وليس المقصود إلا أنه تزكى بطاعة الله، زكى نفسه وماله وولده ومن يستطيع أن يقوم على شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾[التحريم:6].

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فقد شرعت وظائف كثيرة في سائر السنة، وفي كل شهر من الشهور، ومن أعظم تلك الوظائف وظائف شهر رمضان من صيام وقيام وجود بالخير واعتمار وصبر على طاعة الله، ومدارسة القرآن واعتكاف وغير ذلك من وظائف هذا الشهر الكريم؛ كلها إنما شرعها الله سبحانه وتعالى لتزكية النفوس كما أبان الله عز وجل في كتابه الكريم، فقال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة:183]، فأوجب الله صيام رمضان لتحقق تقوى الله سبحانه وتعالى ولتهذيب النفوس وتزكيتها وتنقيتها بطاعة الله سبحانه، وهكذا شرع الله سبحانه وتعالى قيام رمضان لهذا المعنى: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وإذا غفر له ما تقدم من ذنبه زكت نفسه وهذبت نفسه وطهرت نفسه من أدناس المعاصي، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «صيام رمضان وصيام شهر الصبر يذهب وحر الصدر»؛ وسماه شهر الصبر، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم، وأنه لا يسب ولا يصخب، وأنه بهذا الحال في صيامه يكتسب من أثناء ذلك تهذيباً وتزكية للنفس وللأخلاق وللسان ولسائر ذلك من أجل هذه العبادة والشعيرة العظيمة لمن صام صياماً صحيحاً.

عباد الله! وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، كل ذلك تزكية للنفس، وكل ذلك تبييناً لهذا الشأن العظيم لأمته أن يزكوا أنفسهم بذلك، فإن الشح مدنسة للنفس، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[الحشر:9]، فمن وقاه الله شح نفسه، والشح هو أشد البخل، فإن الله قد وعده بالفلاح وأخبر أنه مفلح مادام من أهل التوحيد والإسلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك يبين لنا ولنا به أسوة حسنة أن نقي أنفسنا الشح في هذا الشهر وفي غيره، ولكن هذا الشهر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد جوداً وكرماً من غيره، وقال عليه الصلاة والسلام: «عمرة في رمضان كحجة معي»؛ كل ذلك يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من وظائف هذا الشهر العظيم الاعتمار وأن الحج معه فيه فضل عظيم، وهو من مكفرات الذنوب، ومن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه، ما بالك بمن هذا حاله، كيف تكون نفسه في التزكية وفي الطهر؟ تكون غاية في التزكية وفي الطهر بإذن الله سبحانه وتعالى، هذا وإن لم يحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كانت عمرته تعدل ذلك.

ومن وظائف هذا الشهر الدالة على تزكية النفوس والمرغبة في ذلك والميسرة في ذلك: الاعتكاف على تلاوة كتاب الله، على تلاوة القرآن، فلقد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتكف أزواجه من بعده، وقال ربنا سبحانه: ﴿وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾[البقرة:187]، ولقد اعتكف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر أقطار الدنيا؛ بالكوفة، بالعراق، وبدمشق، وبمصر، وباليمن وبغير ذلك من البلدان كان يعتكفون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفهموا أن الاعتكاف يختص بالثلاثة المساجد على ما جاء في ذلك الحديث الذي اختلف فيه والذي خولف راويه في هذا المعنى.

وليعلم أنه ليس المقصود من الاعتكاف هو المكث في المسجد فحسب والمواظبة على النوم والكلام والحديث والثرثرة، فإن هذا اعتكافه اعتكاف غير مجدي، هذا اعتكافه اعتكاف ليس بنافع، وإنما الاعتكاف على طاعة الله وعلى قراءة القرآن، وعلى العبادة والإكثار من ذلك، ويا لها من مصيبة عند الذين يعتكفون ويتخذون الاعتكاف ثكنة للدعوة إلى الحزبية ودراسة الكتب الباطلة التي تجر الناس إلى البدع والخرافات كما هو شأن من تعلمون، وآخرون يعتكفون على التخازين ويعتكفون على شرب المدع، ويعتكفون على الدخان وعلى السمر في المساجد، فإذا طلع الفجر صلوا صلاة مختصرة، سواء كانت من قيامهم، أو صلوا كذلك من الفريضة صلاة مختصرة، وعمدوا إلى النوم، أي فائدة في مثل هذا أن يلوثوا المساجد بالتدخين التي يجب أن تصان من القذا في العين، ومن الأوساخ، ومن رائحة الثوم، ومن غير ذلك مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يتخذون المعتكفات لمعاني غير شرعية.

أيها الناس! افهموا معنى الاعتكاف وأنه حبس النفس على طاعة الله، ليس التجول في الأسواق، لم يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلا لحاجة الإنسان، قالت عائشة: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج إلا لحاجة الإنسان»، ومن المتفق من حاجة الإنسان البول والغائط، والطعام إن احتاج إلى ذلك، أخذه ثم أتى وهذا أسلم له، والوضوء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما توضأ داخل مسجده أي: إن لم يلوث المكان أو كان من الحصى أو في إناء؛ لأهمية البقاء في المسجد للمعتكف والعناية بذكر الله سبحانه وتعالى، حبس النفس على طاعة الله، ومن أثناء ذلك قد يستفيد من القرآن مراجعة ومدارسة وهدياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد دارس رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل مرة وقبل موته دارسه مرتين، كان يدارسه القرآن، فمن وظائف هذا الشهر ومن خصائصه العناية بمدارسة القرآن، والمسامعة بين الواحد والآخر ليصحح كل واحد للآخر ما عنده وما احتاج إليه وليكون أنشط على القراءة أكثر، وطول القيام، فلقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً طويلاً، صلى بأحد عشر ركعة كما في حديث عائشة، صلى أربعاً لا تسأل عن طولهن وحسنهن، ثم أربعاً لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم ثلاثاً، وهذا وإن كان عاماً في سائر الشهور، إلا أنه في رمضان ألزم، وفي رمضان أيضاً أخص، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخلت العشر أيقظ أهله وأحيى ليله وجد وشد المئزر، وهذا من وظائف شهر رمضان الجد في العبادة، وشد المئزر وهو كناية عن اعتزال الإنسان أهله إن استطاع ذلك، وبمعنى أنه يتقوى على الطاعة، فإنه ربما إذا أتى أهله فتر عن العبادة واسترخى جسمه واحتاج إلى النوم، وهكذا هذه الوظائف العظيمة التي في هذا الشهر، بما فيها الاعتكاف الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أردن أن يعتكفن معه، إلا أنهن ازدحمن وتنافسن على المخابئ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقوض المخابئ واعتكف وقضى اعتكافاً من شوال، كل ذلك حتى لا يصير المعتكف كأنه في بيته وكأنه في غير ذكر، وعبارة أنه مع أسرته ومع أولاده ومع نسائه، فهذا يتنافى مع مقصود الشرعي.

أيها الناس! هذا والله إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قوض معتكفه وأبعد معتكفه وترك الاعتكاف في ذلك العام من أن تعتكف نساؤه بجانبه، ما بالك بمن يعتكف الأربعة والخمسة والسبعة العشرة وعليهم أمير ومع ذلك اعتكاف على كتب غير مجدية نافعة، واعتكاف على تعبئة بالحزبية، واعتكاف على مجرد تجميع الأموال...(انقطاع في التسجيل هنا)... ﴿وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾[النساء:9]، وليعلموا معنى الاعتكاف.

وإن من محدثات الاعتكاف هو شد الرحال إلى مكان من الأمكنة لقصد الاعتكاف فيه لغير المساجد الثلاثة: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد»، فمن شد رحلاً إلى مسجد كذا وكذا ليعتكف فيه فإنه وقع في حدث وبدعة، وإنما إن شاء ليرحل إلى العلم، فالرحلة إلى العلم مشروعة محمودة مستحبة.

وهكذا من محدثات الاعتكاف التي يحدثها الناس في هذه الأزمنة ما يفعله كثير منهم من إعلان الاعتكاف في مسجد كذا وكذا، ولم يكن ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة المساجد في المدينة في زمنه وبعده، سيكون الاعتكاف في هذا الشهر المبارك ليوم كذا وكذا في مسجد كذا وكذا، هذا الإعلان محرم محدث: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، فإن الاعتكاف ليست سلعة تروج وتبين أنها معرض من سائر المعارض يعلن لها، وإنما هي عبادة شأنها كشأن سائر العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك، أيصلح أن يقال: الصلاة في مسجد كذا في هذا العام أو ما إلى ذلك من الإعلانات التي يفعلها كثير من الناس، أو الاعتكاف في مسجد كذا، فإن هذا غير مشروع، وينبغي أن يكون الاعتكاف في مسجد جامع بحيث لا يختل على المعتكف ببقائه ذلك الجمعة، فواجب عليه أن يأتي الجمعة، من ترك ثلاث جمع طبع على قلبه، والمعتكف إنما يطلب كثرة الطاعة، ولا يطلب التفريط في الواجبات، وعلى هذا فليعتكف في مسجد جامع إن استطاع، فإن لم يكن جامع وأتى إلى الجمعة وصلى فلينصرف ولا يعرج على مريض ولا يعرج على بيع ولا شراء، ولا يعرج على ما يخرم اعتكافه، ومن أعظم ما يخرم الاعتكاف المباشرة، فإن كانت قبلة فجماعة من أهل العلم يرون أنها مضرة بالاعتكاف، قبلة الرجل لامرأته، وإن كان جماعاً فيبطل الاعتكاف وصاحبه آثم: ﴿وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾[البقرة:187]، قال الله: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ﴾[البقرة:187]، ومعنى ذلك أن هذا يعتبر من التعدي على حدود الله سبحانه أن يعتكف ثم يعمد يجامع أهله وهو معتكف.

نسأل الله السلامة والعافية والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

تمت الطباعه من - https://sh-yahia.net/show_sound_392.html