الحمد لله و الصلاة و السلام على سول الله، أما بعد:
إن شاء الله هذا منذ أن بُني المركز؛ وأهل السُنَّة يقولون: سيكون اجتماع فيه كما شأن
اجتماعات أهل الُسَّنة، التي حصلت في : "عدن" و"صنعاء" و"ذمار" و"الحديدة" و"تعز"، اجتماعات علمية، نافعة، فإنها: فيها خير وبركة، حتى أهل القرى ينتعشون، ويستفيدون، ويسألون عمّا أشكل عليهم، ويسمعون محاضرات، ويسمعون نفعًا عظيمًا.
وذلك المركز كسائر المراكز المباركة فيه طلابٌ، فيه دعوة، فيه أخونا المفضال الشيخ جميل حفظه الله، معلمٌ مربي على خيرٍ ومكنةٍ، وحصيلةٍ علميةٍ طيبةٍ، نافعةٍ للمسلمين.
وتلك القرى بحاجة ماسة إلى ذلك المركز ، مساجدهم تحتاج إلى خطباء، مساجد بلاد وائلة والجوف ومأرب ونحو تلك الأماكن الطيبة.
فيها مساجد كثير، وأناس كثير على خير، يحبون العلم ويحبون السنة.
فكان ذلك المركز له أهميته العلمية النافعة، فأوصي به، وبالأنتفاع من خيره، وعلمه، للرجال و النساء و الصغار و الكبار.
و أهل تلك البلاد معروفون بالكرم، ومحبون للسنة وأهلها؛ ـــــ بلاد وائلة ــــ أهلها معروفون بالكرم، ومحبون للخير، ومحبون للعلم، ومحبون للدِّين، وهناك أراضي مهيّئة، لمن أحب أن يبني فيها والتهيئة الغذائية هناك ميسرٌ لها الله عز وجل على قدر الحال.
و هو مركز طيب، مركز سُنَّة، مركز علم وخير و هدى، نسأل الله أن يجعل فيه البركة والنفع، وأَنْ يبارك في أخينا الشيخ جميل، وفي إخوانه مشايخ، و وجهاء، ودعاة، و طلاب علم، وسائر الأخيار من أهل تلك البلاد، نسأل الله أن يجعل عندهم الخير والنفع والبركة.
هذا عملٌ أخروي يتنافس فيه , قال الله عز وجل:﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين:26].
هنيئًا لبلدٍ هيأ الله فيه مركز علم على سُنَّة، هنيئًا لبلدٍ هيأ الله فيه دعوةً علميةً نافعةً، بعيدة عن البدع و الحزبية و الشر، تدعو إلى الهدى وتبغض الردى، بعيدة عن التكفير والتفجير، و التحزب والتصوف وعن الرفض، و عن سائر الأهواء والفتن
وإنما تعلم دين الله عز وجل كما أحب و شرع هذا خير عظيم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين، وإنما أنا قاسمٌ والله معطي))، متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه
وهذه هي دعوة أهل السنة ، دعوتهم دعوة هدى، دعوة علم، دعوة خيرٍ دعوة نفع خطابة ومحاضرات؛ لقصد تفقه الناس أمور دينهم ، ولقصد إخراج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى، ولقصد أن من تبصر في دينه كان سبيله ذلك ـــ بإذن الله ــــ إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة))، وفي حديث صفوان ابن عسال المرادي رضي الله عنه أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يطلب))
وهذه القرى المجاورة لنا أيضا ؛ لا بأس أن يكون فيها بعض المدرسين في بعض الأوقات، مع خطابة جمعة ودعوة، يكون فيها دروس نافعة، تنتعش الدعوة، ينتعش الخير، الذي ليس من ورائه إلا كل أمنٍ وأمانٍ، وكل خيرٍ وهدىً، وكل بعدٍ عن الفتن، نسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه.
فنعم أنهم يحبون أن يلبوا مطالب إخوانهم من أهل تلك البلاد، بأَنْ يجتمع أهل السنة، وما أدري متى نسأل الله أَنْ يهيأ ذلك، يجتمع أهل السُنَّة لمحاضرات، للدعوة، كما هي اجتماعات أهل السُنَّة النافعة العلمية.
و هم بعيدون من هذا المكان يشق عليهم المجيء، عندهم أعمال، عندهم مزارع عندهم وظائف.
وإذا احتاجوا بعض المدرسين من هنا؛ ما يبخل عليهم إخوانهم و الدعاة لتغطية المساجد تلك.
وفيه في بلاد مأرب دعاة إلى الله من إخواننا مثل: صالح وإخوانه، وهكذا في بلاد الجوف وفي وائلة ثلة مباركة من الدعاة إلى الله، والعقيق، وأمْلَح وغيرها؛ ننصحهم بالتظافر والتعاون والتزاور.
نسأل الله السميع القريب المجيب الدعاء أن يهيء الخير ويدفع الشر، وأن من أراد سواءً بهذا الخير، وبهذه الدعوة المباركة العلمية النافعة، دعوة التوحيد والسُنَّة،نسأله عز وجل أن يقصم ظهره، ويكفي المسلمين شره، نسأله سبحانه الذي لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء أن يستجيب.
فرغت هذه الكلمة من مادتها الصوتية
ليلة الثلاثاء 6 شوال 1434هـ
و للاستماع إلى أصل المادة الصوتية