2007/12/04
الدليل على انكار التسجيل

بسم الرحمن الرحيم

الدليل على إنكار التسجيل

من يحيى بن علي الحجوري 

إلى أخينا المكرم الشيخ الفاضل عبدالرحمن العدني وسائر الإخوة مندوبي التسجيل حفظكم الله                                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد أخبرني كثير من الإخوان الأفاضل أنكم حفظكم الله تألمتم مما قلته عن التسجيل المعروف لديكم، وأحب أن أبرز لكم في هذه الرسالة موجب إنكاري للتسجيل المذكور الذي كنت ألمحت إن لم أكن قد صرحت لأخينا الشيخ عبد الرحمن بالبعد عنه في تلك الجلسة التي حضرها الإخوة الأفاضل: كمال العدني، وأبو الدحداح الحجوري وحسن الخولاني.

وإليكم أخواني الكرام بعض ما ظهر لي من مفاسد هذا التسجيل الذي قد تعود أضراره عليكم خاصة وعلى الدعوة عامة، أسأل الله العظيم أن يشرح صدوركم للبعد عنه وينفع بكم المسلمين، وأهم ذلك ما يلي:

أولًا: فتح باب اللفيف، وعدم التمييز في الدعوة، فإن الشخص الذي يشتري له أرضية هناك ولو ظهر منه الخير لكم الآن لا تؤمن عليه الفتنة من إظهار حزبية أو غيرها من المخالفات التي توجب طرده وإبعاده عن الدعوة حماية لجنابها الكريم، وقد لا تقدرون أنتم ولا غيركم على طرد وإبعاد مرتكب تلك المخالفة المشوهة لكم وللدعوة، بما لا يحتاج إلى تفصيل وذلك: لتمكن صاحبها في بيته وأسرته ومناصريه، لا سيما في مدينة عدن الحرة فهو مستعد أن لا يخرج من بيته ولو وصل معكم إلى المحكمة العليا.

ثانيًا: هذا التسجيل اللفيف مع أنه أسس من أول يوم على الأطماع الدنيوية لشراء الأراضي الرخيصة في منطقة تجارية، وقد صرح بعضهم بلسانه أنه إنما يريد أرضية لقصد إيجارها أو التجارة فيها، فهو أيضًا يعتبر فتح باب الدنيا على أناس قد تعبت الدعوة في تأهيلهم لأن يكونوا بإذن الله عز وجل علماء ومؤلفين ومحققين، ودعاة بارزين، وأنت خبير أيها الأخ لكريم أن ذلك الجو الحار يحتاج إلى مزيد من التكاليف المالية للكهرباء، ومتطلبات ذلك من مكيفات مستمرة ليل نهار، وغير ذلك توقيًا لشدة الحر الذي لا يتهيأ معه النشاط لطلب العلم، بالإضافة إلى المصروف اليومي، وهذا يحتاج إلى مال باهض والمركز في أول نشئه؛ فإما أن تلجأ إلى الخضوع لبعض الجهات التي تستهدف ذلك الجمع، وهذه قاصمة -لا قدر الله-، وإما أن يندفع الإخوان الذين كنا نأمل فيهم النفع المذكور إلى فتح باب التجارة وغيرها من الأعمال، والانشغال بذلك عن العلم، ولو حضر لكم أحدهم خطبة أو محاضرة اعتبر نفسه بها طالبًا، وهذه حالة شبة العوام، وأنت خبير أن بعض الإخوان هنا على هذا الجو العلمي المهيأ لا نزال نماسكهم عن ما ذكرته من الانشغال عن العلم بالدنيا، وبعضهم فلت من بين أيدينا، والله المستعان.

ثالثًا: لقد سمعنا من يقول هذا التسجيل فيه حزبية، ويسدل على ذلك بأن بعض المندوبين للتسجيل يأتيه من يريد أرضية فيعتذر له، ويأتيه الآخر مثله في نفس الزمن فيعطيه، وقد يقال: إنه يختار الأنسب لذلك، وهذا لا يبرر عدم التهمة المذكورة؛ إذ أن الجميع ظاهرهم السنة، ولم يحكم أحد من العلماء على واحد منهم بغير ذلك.

رابعًا: إنكم قد عرفتم بركة هذا السير الذي أنشأت عليه جميع المراكز في اليمن، بعيدًا عن هذا الهيلمان، وما فيه من السكينة والسلامة والنفع، ورأيتم بوادر أضرار ومفاسد مخالفته من التعصب، والانحياز الصادر من بعض الناس داخل دعوة واحدة، والترويض على التمرد والعقوق لي، وأنا أعتبر نفسي بمنزلة الوالد لهم هنا وهم كذلك، حتى حصل هذا التسجيل فرأيت وسمعت منهم ما لم أره ولم أسمعه منهم قبله، ولا أظنكم ترضون بذلك، فإن رضيتم به فالجزاء من جنس العمل.

خامسًا: لما كان هذا التسجيل قد نصب عليه الشيطان رايته، رأيتم ما حصل فيه من لفت الأنظار مما أدى إلى التربص من أعدائنا المغرضين بنا.

سادسًا: أن مشاكل ما قد يتوقع من المهاترات على الأراضي كما حصل للبكري وأصحابه تعود أثقالها على كواهل من تعلمون من علماء السنة، الذين لم تعبأوا بنصحهم الآن، ودرأ المفاسد مقدم عند أهل الفقه على جلب المصالح، هذا إن علم أن هناك مصالح محققة، فكيف إذا كانت ظنية أو متلاشية.

اكتفي في هذه العجالة بهذه الإشارات، مع نصحي المتكرر لكم أيها الشيخ الكريم ولسائر إخواننا المتقادعين على تلك الأراضي؛ بالاعتذار عن هذا التسجيل ورد أموال الناس لهم، والتخلص من ربقة هذا المأزق الكائد لكم وللدعوة، وبناء مركز مبارك كغيره من مراكز أهل السنة، مع الحرص على التآخي والتحاب بينكم وبين إخوانكم مشايخ السنة وطلابها وهذا أنفع رصيد لدعوتكم من تلك التجميعات الملفلفة التي لا تعطي لتوجيهات العلماء كبير اهتمام، فقد لا تعطي لكم ذلك بعد مقاضات الغرض من باب أولى ونحن لكم في ذلك سند بعون الله عز وجل وبالله التوفيق.

كتبه أخوكم محب الخير لكم -كما يعلم الله-: يحيى بن علي الحجوري

تمت الطباعه من - https://sh-yahia.net/show_art_7.html