2020/06/17

 

 

 

الجواب:

النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ"، دّل هذا  الحديث على أَنَّ أهل الموقف يوم القيامة الذين هم المؤمنون يرون ربهم في عرصات القيامة بدون ضيم عليهم، و بدون ازدحام لا يتضامّون و لا يضامون، كما دّل عليه حديث جرير و غيره .

أَمَّا بعد دخول المؤمنين الجنة؛ فإِنَّ رؤيتهم إلى ربهم تتفاوت حسب تفاوت درجاتهم، قال الله تعالى:﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 132]، و قال تعالى:﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [آل عمران: 163]

و في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ" .

 ومما يتفاوتون فيه من النعيم النظر إلى وجه ربهم عز وجل، فمن عظمت درجته عظم نعيمه برؤية ربه أعظم ممن هو دونه في الدرجات، و قد جاء من حديث ابن عمر رضي الله عنه، عند الترمذي [ 2553]، و أحمد في المسند [ 2/64] وغيرهما: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَإِنَّ أَكْرَمَهُمْ عَلَى اللهِ، مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً"، لكنه ضعيف جدا، في إسناده ثوير بن أبي فاخته، قال الدراقطني و علي بن الجنيد : "متروك"، و قال النسائي:" ليس بثقة" وقال الثوري:" كان ثوير من أركان الكذب"، و قال يونس بن أبي إسحاق:" كان رافضيا"

ومثل هذا الحديث لا يعتمد عليه في أَنْ اكرمهم إلى الله ينظر وجه ربه بكرة و عشية؛ لشدة ضعفه، و يكفي أَنْ يقال:" إِنَّ من عظمت درجته عظم نعيمه؛ ومِن أجَّل نعيمه النظر إلى وجه الله، فيعظم نعيمه بذلك أكثر من غيره ممن هو دونه"، و الله الموفق.

يحيى بن علي الحجوري

الأربعاء 25 شوال 1441هجرية

 

 

 

تمت الطباعه من - https://sh-yahia.net/show_news_9351.html