السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ -
الصوتيات

نصيحة لعبد الله البخاري المذعور

04-11-2010 | عدد المشاهدات 22003 | عدد التنزيلات 5396

 

نصيحة لعبد الله البخاري المذعور
بالتوبة عن منكر القول والزور
 
سجلت هذه المادة
 يوم الخميس
 27
ذي القعدة
 1431هـ
 
نَصِيحَةٌ
لِعَبْدِ اللهِ الْبُخَارِي المَذْعُورِ بالتَّوْبَةِ
عَنْ مُنْكَرِ الْقَوْلِ وَالزُّورِ
 
 
لفضيلة الشّيخ
أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
-حفظه الله تعالى-


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
 
السؤال: أخٌ يقول: سمعنا أنّ عبد الله البخاري تكلّم بكلام ردِيء على الشَّيخ رحمه الله وعلى الدَّار وعليكم ؟
الجواب: نعم تكلّم بكلام ردِيء حين أن أراد الشَّيخ محمد مانع والشَّيخ حسن بن قاسم الذَّهاب دعوةً إلى أندنوسيا. اتصل له بعض الحزبيِّين من اللقمانيِّين هناك، أو من جنسهم، وشَكَوا عليه هذه الطَّارئة والنَّازلة ! وهي: نازلة ذهاب الشّيخَين للدَّعوة إلى الله وتعليم النَّاس هناك، وانزعج البخاري انزعاجاً شديداً، بل أصيب بذعر من كونهما ينزلان هناك، وجعل يتكلّم تارةً على الشَّيخ رحمه الله وأنَّ طلاّبه ساروا على مساره في أنهَّم خوارج[1]، ويحقّر من الدَّار ويتكلَّم بكلام من جنس كلام المجانين، بلا خلفيَّة ولا رويَّة ! ولا علم ولا حلم ! ولا تحرّي في اللَّفظ من باب قول الله عزَّ وجلّ: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[الإسراء:53]، وقول الله عزَّ وجلّ: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا[البقرة:83]، وجعل يدافع بباطل عن الشَّيخ عُبيد: (ومن قال في الشَّيخ عُبيد كذا فهو كذا) (ومن قال فيه فكذا فهو كذا) بغير أيّ برهان ولا رجوع إلى الرُّدود السَّلفيَّة العلميَّة ولا تمسّك بحقّ[2].
فأساء إلى نفسه إساءةً عظيمة هذا (البخاري) أصلحه الله، أساء إلى نفسه بهذا الكلام السيّئ إساءة عظيمة، دون إساءةٍ إلينا، ولله الحمد، ولا إلى الدَّعوة ولا إلى الشَّيخ رحمه الله.
أو كلّما طَنَّ الذباب زجرتُهُ       إن الذُّبابَ إذاً عليَّ كَريمُ
       فليس لكلام هذا (البخاري) ولا (من هو فوقه) أيّ معنى، و«لا محلّ من الإعراب» -على ما يقال- بجانب الدَّعوة السَّلفيَّة، وإنمّا القصد أنهَّم يسيئون إلى أنفسهم، سواءً كان هذا الكلام تعصّباً من بعضهم لبعض أو غيره، فالشَّأن: سلفيَّة ! لا عصبيَّة !
       نحن نتعامل على أنهَّا سلفيَّة لا عصبيَّة، نردّ على من خالف الحقّ من قُربٍ أو بُعد ! وليس من خالف الحقّ أرفع من الردِّ العلمي ! عُبيد أو غيره. فبأيّ حقٍّ يفعل تلك الأفاعيل ويقول تلك الأقاويل الباطلة ؟ ليس هو أرفع من الردِّ وبيان حاله وبيان إساءاته، ولا غيره. وعند أن تقرأ في مثل ذلك الكلام تعلم أن الرَّجل حاقدٌ مَوتُورٌ مَشْدُودٌ في غاية من الانحياز والتَّعصُّب للْحزب العدني الضايع، ويتقادعون في حزب العدني تقادع الفراش. تارة يفلت عُبيد وتارة البخاري وتارة فلان ﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ[الأنبياء:111] ؛ والله لو تفالتُّم كلكم ما نصرتموه ممّا صنع الفتنة ! الرَّجل تحزَّب وفَتَنَ في الدَّعوة، ما نصرتموه ولا حصل علينا ضررٌ منكم، إنمَّا: أربعوا على أنفسكم أيها الحاقدون !
الدَّعوة السَّلفية في بلاد الحجاز ونجد تسلَّط عليها الحزبيُّون وتريدون أن تُضعفوها في اليمن بهذه الأفعال الباطلة ؟ بَعُدَ عليكم ذلك إن شاء الله تعالى !
حتىّ وإن غرَّرْتم، أنتم أو غيركم ببعض المساكين والضُّعفاء عن طريق ما يحصل لهم كما هو حاصل، ما في ضرر على الدَّعوة أبداً ! فالبخاري يحتاج إلى توبة من ذلك الكلام، وإن لم يـتُب البخاري فاخبطوه ! هو أو غيره ! من حضرت البخاري وألف البخاري ؟! أن يتفوَّه بذلك الكلام بالإساءة على الدَّعوة والتَّحقير لها: (وما هي دماج؟) (ونحن ما نحسن الظَّن بأصحابها من قبل) أي في حياة الشّيخ، (فضلاً أن نكون من بعد)[3]، وهذا هو الواقع ! لم نجد منهم نُصرةً لا في أيَّام حربٍ ولا سِلم ! وهذا هو الواقع لم نجد منهم إحسان ظنٍّ لا بالشّيخ ولا بنا !
       والمسألة عندهم أن من انحاز إليهم وتمسَّح بهم حاولوا رفعه ! وحاولوا الدِّفاع عنه، وحاولوا أنَّه هو السَّلفيِّ الحقّ، ولو أُدين بأعداد المخالفات الشرعيّة ! البخاري بصنيعه هذا يشرح نفسه أنّه جُويهل ! وأنّه في التطاول والتهوّر والتعصّب الأعمى على طريقة عُبيد، وما أدراك ما عُبيد:
تلك الْعَصا مِن تلك العُْصيَّه               وهل تَلِدِ الحـيَّة إلاَّ حُوَيـَّه
       والله يا إخوان تعجبتُ من جُرأة هذا الرَّجل ومن شِدَّة سفهه، ومن قُحَّته وكلامه بغير تحفُّظ عما يترتَّب على أثر الكلام !
نحن تجاوزنا هذه المرحلة يا بخاري ! ويا عُبيد ! ويا من تريدون أن تعملوا قلقلة في الدَّعوة ! قد مشينا على هذه المرحلة ومشينا في الدَّعوة ! ومن عجائب البخاري وأكاذيبه يقول لأناس جُهَّال في أندنوسيا ربمَّا يحتاجون إلى من يعلِّمهم وإذا به يغرِّر بهم ويقول: (انشغلوا بالدَّعوة ! ولا تنشغلوا بهؤلاء السُّفهاء !) (لا يشغلونكم ويصرفونكم عن الدعوة !): يعني لا يشغلون بنا والشّيخ محمد مانع وكذلك بالشّيخ حسن بن قاسم السّلفيَّين الفاضلَين ! أجلّ منه علماً وأجلّ منه سُنَّةً، وأجلّ منه حفاظاً على الدَّعوة وعلى الأخوَّة وعلى الخير. فكان شأنه في هذا كما قيل:
وقال السُّهى للشَّمس أنتِ خفيَّةٌ         وقال الدُّجى للصُّبح لوْنُك حائلُ
       أقول: أربع على نفسك أنت أو غيرك ! إي والله فنحن نقول لكم:
اشفق على الرَّأس لا تشفق على الجبل !
       نحن كنّا نريد من هؤلاء أن يقفوا الموقف السَّلفيّ في النُّصح لهؤلاء الحزبيّين المفتونين والتَّجرُّد للحقّ وإذا بهم يتفالتون مع العدني !
       العدني من طلاَّب هذه الدّار، وأنتم تتفالتون في حزب أحد طلاّب هذا الدّار وقد حثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الثّبات أمام فتنة الدّجّال فما بالك بمن لم يثبت أمام فتنة بعض الحزبيّين: يدلّ على الضَّعف العلمي والضَّعف السَّلفي والحقد على هذه الدَّعوة من قبل ومن بعد ! فتباًّ لك يا بخاري ! لا سيّما وأنت تطعن في الدَّعوة السَّلفيّة وربيّ ! لا يبال بك صغيرٌ ولا كبير ! فما بالَيْنا بمن هو أرفع منك قدراً ومنزلة ! ما أنت عندنا إلاّ جُويهل، وأولئك الأندنوسيون مساكين تخدعهم: (يا شيخنا) (يا شيخنا) !
       ولمّا تسمعه تقول: (ما أدري أيش الّذي حصل له ؟ حصل له في ذهنه): انزعج بشدَّة !
       وستجد أيضاً من أهل السُّنَّة ما يسوءك ! عليك بالتَّوبة حتى تتدارك ما حصل منك، وحتى نعفو عنك ونُسامحك، ونحن صدورنا مفتوحة لذلك. أما إنْ أردتَ أن تلجّ في باطلك وتغرّر ببعض الّذين يتَّصلون لك، سواء من أندنوسيا أو من غيرها: من أنت ؟! لا تقلبها عصبيّة ! نحن نعتبرها سلفيّة، دعوها سلفيّة ! «والمؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله» أما عصبيّة ما منّتكم علينا ؟ وما فضلكم علينا ؟ أنت أو عُبيد أو غيركما ! من قبل ولا من بعد ! الله هَيَّأ هذا الخير بلا فضل لكم والفضل في ذلك لله وحده سبحانه وتعالى.
       وستجد من يدافع عن البخاري بباطل، وكأنهّا شبكة، قَلَبُوها عصبيّة ! وبغير حقّ !: (من قال في عُبيد أنه كذا فهو كذا !): كلام فارغ ! هذا كلام يمكن يقوله صبيّ ! (من قال في كذا فهو كذا !) بغير تنزيه عمّا أفسد فيه بأقواله وأفعاله الباطلة التي قد أُثبتت عليه، كلام فارغ هذا ! معك بُرهان تدافع به عن المُبطلين ؟ المُبيحين للانتخابات ؟ عن المُبيحين الاختلاط ! عن ساعين بالفُرقة ! وعن المُدافعين عن الحزبيِّين، والمثوّرين لهم على الدّعوة السلفيّة في اليمن ! والمتكلّمين بالباطل في الجزائر وليبيا وأنهّم بقر ! وغير ذلك، معك برهان تدافع به ؟ أو ليس معك إلاّ: (من قال فيه كذا فهو كذا)، أنا بإمكاني أن أقول: (من يدافع عن عبيد فهو مُغفّل !) وأقول: (من دافع عن عبُيد بغير حُجّة فهو غبيّ.. !) وأقول وأقول.. بإمكاني هذا، لكن فالواجب لزوم الحُجج، لماذا تتكلّمون بغير علم ! أنت أو غيرك لماذا ؟ وأنتم تزعمون أنَّكم دعاة سلفيّة، لماذا تتكلّمون بغير حقّ ؟ والله يقول: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ[الحديد:16]، ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[النساء:135]، والحقّ قامت به السّماوات والأرض، لماذا تضادّون الدَّعوة السَّلفيّة في دمّاج ؟ ما منَّتكم عليها ومن حضرتكم ؟! وما أهدافكم ؟! ما الّذي حصل لكم منها: دعوة سلفيّة إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
       إنسان بغى وظلم وفجر، ومن جنس ما قاله وفعله أُدين ! البخاري أو غيره ! ما لهم مقدار إذا ضادّوا هذه الدَّعوة. ويقولون فينا: (ويتكلّمون في العلماء): نحن نتكلّم في الفرغ: (أنصار الحزبيّة) ! صرتم أنصاراً للحزبيّة ! ما دَخْلُكم في طلاّبنا ؟ طلاّب من عندنا حصل منه كَيْتَ وكَيْت، وفعلوا كذا، ويذهبون يتمسَّحون عندكم وإذا بالواحد منكم ينفجّر انفجاراً ما يتكلّم بعلم ولا بهدى ولا بخير ولا بتعقُّل ! غاية ما فيه إن كان عندكم خير انصحوهم وأمّا أنَّكم تناصرون الحزبيِّين علينا وتقيمون الدُّنيا وما تقعدونها وتملئون الدنيا بالفتنة من أجل العدني وشلّته، ضايعون يا أخي، لا تشغلوا أنفسكم بهم إن كان عندكم بقيّة عقل ! أنت أو عُبيدك هذا ...
       على كلٍّ: البخاري تبخّر ! تبخّر ! كان شْوِيَّ هكذا وظهر له في أيّام أبي الحسن بعد حين ! رأى المشايخ هناك قاموا فقام معهم حتىّ قامت فتنة الحزبيّين المرعيِّين فلت فيهم وهؤلاء الحزبيّون صيّادون يذهبون هناك وهناك يجمعون في شبكتهم، والله أنا أنصحكم أن تربعوا على أنفسكم إن تريدون الأخوّة نحن نتآخى مع كل من أراد الأخوَّة السَّلفيّة الدِّينيّة ونطلبها ونسعى فيها، وأنتم تَتغطْرَسُون علينا، أنت وعُبيد الجابري وأمثالُكم، من حضرتكم يا أخي ؟ بيننا وبينكم الكتاب والسُّنّة. إن كنتم تريدون الأخوّة فَـ: «المؤمن أخو المؤمن» ومن أساء: دية الذَّنب: التوبة والاعتذار ! وأنت والله بحاجة أن تربض في مركز من المراكز تتعلّم كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم: تحفظ القرآن وتحفظ من صحيح البخاري وصحيح مسلم بدل أن تشغل نفسك بالمرعيِّين ! وبدلاً من أن تتطاول علينا وعلى الدَّعوة وعلى الشّيخ !: (خوارج) و(ما نحسن بهم الظن) وما إلى ذلك، ودعاء واعتداء وبغي ! يصدر من فجور، بأي حقّ يا أخي ؟ تتجارى مع الحزبيِّين علينا بأي حقّ ؟ هؤلاء طلاّبنا بغوا وفتنوا، وَجَّهْنا، تَعِبْنا، نَصَحْنا لهم فأبوا إلاّ الحزبيّة فبيّنا حالهم، ما دخلكم ؟! «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» !
على كلٍّ أساء إلى نفسه، هذا حاصله، وما هو إلاّ ذنَب لعُبيد، مُنفعل من أجله ! هذا الّذي سمعناه ! ولو سمعت الكلام تتعجّب يا أخي، جمع فيه: (بغياً) و(ظلماً) و(كذباً) و(فجوراً) و(زوراً) و(بهتاناً) و(حماقةً) و(سفاهةً) و(سوء أدب) و(سوء خلق) و(ضيق صدر) وغير ذلك !
تبغون نتآخى على كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم أنت أو غيرك، أو محمّد بن هادي أو من أراد أن يتفوّه علينا بباطل ![4]
نحن إخوة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات:10]، نحن سلفيّون ندعو إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم ونتحاكم إليهما وبيننا وبينكم: كتاب الله وسنّة رسوله ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ[الشورى:10]، ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ[النساء:59]، آلاف الدُّعاة أحدكم ما يساوي أحدهم حفظا وعلما تتنقصونهم ! وتتطاولون عليهم ! بدلاً أن تتآخوا معهم على حساب الحزبيّين أو غيرهم، آلاف الدُّعاة في البلاد اليمنيّة وفي غيرها تنحازون إلى الحزبيّين وتتطاولون علينا وتتكلّمون في الدّعوة وفي الدّار وفي شيخها أصلاً وفصلاً ! لا معرفة للأُخوّة ولا للمنهج السّلفي والحفاظ عليه، ولا كذلك للدّعوة ولا لحقّها ولا لنفعها، ﴿لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ[النساء:148]، فمن أراد أن يبغي علينا يسيء إلى نفسه، ومن أراد الأخوّة: ما نعتدي على أحد، ولا نبغي على أحد، ونحن وإيَّاهم إخوة كائنٌ من كان، ما لأحد علينا فضل بعد الله سبحانه وتعالى، وبعد من كان له الفضل في هذه الدّعوة ممّن عُلم، أما هؤلاء يا أخي بإمكانهم أن يتتلمذوا، بإمكانهم أن يتأدّبوا، بإمكانهم كذلك أن يأخذوا الحقائق من مصادرها، ما يلفلفون من الحزبيّين وينقبضون من إخوانهم أهل دمّاج يستوحشون منهم ويلقطون الكلام ويرجمون علينا ! هذا ما هو صحيح ! نحن نقول هذا باعتبار أنه حقّ، «إنّ لصاحب الحقّ مقالا» الحقّ معي في هذه الفتنة، قام عندي من طلاّبي من هنا من الدّار ! أناس مفتونون بيّنت حالهم قام يتعصب معهم واحد من هناك واحد من هناك ! بأي برهان ! أي حقّ ! إن قلتم: («انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً») هم الظّالمون الّذين يشقّون الدّعوة ! وربما أنتم الّذين وثّبتموهم لمقاصد الله أعلم بها ! إن لم يكن كذلك فما الدّافع لكم: هذا التعصّب.
إذا اتصل له واحد كأنه يفقد شعوره: يا أخي اسمعني قد يتّصل لك الحزبيّ، يتّصل لك السّنيّ، يتّصل لك المُغرض، قد يتّصل لك من الله أعلم بحاله، ويجتمع حولك أناس الله أعلم بحالهم يحضرون عندك ما تدري من أي جهة هم، وما مقاصدهم، فلا تفقد شعورك من أجل اتّصال، وتبقى ترجِّم على السّلفيِّين، وعلى الدّعوة السّلفيّة أصلها وفصلها، لا تفقد شعورك يا أخي ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ[الرعد:19]،[الزمر:9]، وحتىّ إن اجتمع عندك أناس الله أعلم بهم واستطعت تفيدهم مع ملازمة الحقّ والعدل ما يحتاج: (كم سيحضر لنا ؟) من حضر حضر ![5] والأصل المحافظة على العلم وعلى الهدى، والأصل الأخوّة الإسلاميّة الدينيّة التي ندعو إليها نحن، كل من بغى علينا نقول له: (تب إلى الله يا أخي)، إن أبيت لا تلوم إلاّ نفسك، وربيّ !
وممّا يدلّ على جبن هذا البخاري أنه يقول لهم: (سجّلتم هذا الكلام ؟)، قالوا: (نعم) قال: (لا تنشروه) (لا تنشروه) (خلوا بينكم لا تنشروه)[6] والله نحن نتكلّم الآن وهو ينشر على الشّبكات، أنشر لأنه حقّ ! لما كان كلامك باطلاً وبغياً وعدواناً وتوثّباً وتطاولاً، -يدسّون الكلام بينهم دسّاً ! يتسللون به لواذاً ! كما دلّ عليه ما ثبت عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الصدق طمأنينة والكذب ريبة»،- لا يريد أن يسمعه من ينكر عليهم هذا البوار ! إن كان عندك حقّ: أبرزه ! على كتاب، على شريط ! رُدّ ! ردّاً علمياً ! حيّ هلا ! كم قد ثوَّرتم علينا من هذا الحزب الجديد يردُّون في الشّبكات: (شبكات الوحلين) وغيرها، ونحن نردّ ! ونبيّن أكاذيبهم ! ونبيّن ما تندسّون به ! ولا نبالي ! ونعلم أنّنا على طريقٍ صحيحٍ واضحٍ بيّنٍ سلفيّ ! لسنا نتهيّب من المخالفين من أجله.!
أما هو فيتكلّم ويجدّع ويسبّ ! ويشتم ! ويدعو ! وما إلى ذلك من الكلام، ثم يقول في نهاية المطاف: (سجلتم المكالمة ؟) (لا تنشروه..)، وما أحسن ما قيل:
كلُّ سرٍّ جـاوز الاثنين شاع            كل علم ليس في القرطاس ضاع
       ولما شعر أنّه افتضح بدأ ينشر قولاً أقبح من فعل: (ما قصدتُ) و(ما عنيتُ) ! كيف ما قصدتَّ كلامك واضح ! كوضوح الشّمس في رابعة النّهار ! تتكلّم على أهل السّنّة، تتكلّم على الشّيخ وعلى طلاّبه أنهّم كانوا خوارج، وأنّكم ما تحسنون بهم الظّن وأنّكم كذا ! وكذا الخ .. وتقول: (ما عنيتُ) (ما قصدتُ) ! أين نزلتَ نفسك ؟ّ وَيْن رايح أنت يا بخاري ؟! من حضرتك يا أخي، رحم الله امرأً عرف قدر نفسه ! أنت أو الّذين يتكلّمون على الدّعوة السّلفيّة.
       عُبيد الجابري يقول في نصيحته الظالمة الغاشمة إلى الأربع الفئات: (على الغرباء ألا يفدوا إلى دمّاج، على الحراس أن يتركوا الحجوري، على الطلاّب أن ينفروا من الدّار)، يعني أوامر عسكريّة من إنسان في غاية من الحقد والتيه في هذه المسألة، وأنت تحذو خذوه ؟ استحيوا على أنفسكم يا أخي عيب عليكم ! ما أنتم أرفع منّا ولا نحن أرفع منكم ! كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «كلكم لآدم وآدم من تراب» بيننا وبينكم الحقّ والسّنّة.
      
الإنسان إذا أراد أن يردّ يضبط كلامه، أمّا هذا تتلمذ على عُبيد من حيث الانهمار ! في ورقة واحدة سبعة عشر سبة يعملها عُبيد، وهذا في شريطٍ أو عدة كلمات تارة يرمينا بأنّنا خوارج وأنّنا يعني: نمرق من الدِّين كما في معنى كلامه كأنّه يقولون كل ما جاءهم أحد بشيء مالوا إلى غيره أو نحو ذلك من هذه الكلمة. أُسِّست الدَّعوة على السّلفيّة: حفّاظ القرآن ولله الحمد، حفّاظ من الصّحيحين وغيره وبشهادة عدول، وتتنقص هذا الخير ؟! أنت أو عُبيد أو غيرك !
يا أرغم الله أنفاً أنت حامله              يا ذا الخنا ومقال الزور والخطلِ
والله لو رفق في الكلام لرفقتُ به، ولكن حين أن سمعنا منه هذا الكلام السيّئ والبغي والتّطاول كان الردّ من باب قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا[الشورى:40]، ﴿لاَ يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ[النساء:148]، دعوة ملأت السّهل والجبل، يأتي البخاري أو ألف بخاري ويتنقصونها، ما منّتكم علينا ؟! والله لسنا مبالين، هؤلاء الدراويش عندكم وهؤلاء العملاء لكم ولأمثالكم –أصحاب العدني-، أما نحن أعزة ولله الحمد، دعوتنا سائرة على مرضاة الله عزّ وجلّ: شامخة بأنفها عن الجمعيات الحزبيّة ! شامخة بأنفها عن الّذي يتكبر عليها ما تبالي به ! شامخة بأنفها عن البدع والخرافات ! وسائرة على كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، بيننا كتاب الله وسنّة رسوله بدون (تكبّر) ! بدون (هوى) ! بدون (بغي) ! بدون (عدوان) ! ونسأل الله التوفيق.
 
حرر يوم الأحد
1/ لذي الحجة / 1431 هـ
 
[1] قال البخاري بالنص: «نعم قلنا إذا جاءنا رجلٌ في أيام الشيخ مقبل من دماج نوعاً ما لا نسيء الظن فيه لأننا نعرف موقف الشيخ رحمه الله سابقاً من بلد التوحيد والسنة وبلادنا هذه، صحيح ؟! ومواقفه رحمه الله تلك التي ما كانت تسرُّ سنيّاً، وما كان يوافقه عليها أحدٌ من العلماء، لا الشيخ ابن باز ولا ابن العثيمين ولا ربيع ولا غيرهم، صحيح.؟!
سبُّه وشتمه على بلد التوحيد ولملك فهد رحمه الله وغيرهم، رجل صالح [أي الشيخ مقبل] تاب قبل أن يموت بشهرين، ولذلك ما كل من جاءنا كان من دماج على أنه سني، كل قد نحن نظن أن الناس هكذا أفكارها: متأثر بشيخها أنهم خوارج في هذا الفكر».
 
[2] ومما قاله البخاري بالنص على سبيل المثال: «هذه النصيحة هي التي أوجهها لكم وهي التي يوجهها الشيخ محمد هادي لإخوانه ! وهذا الذي ..، مَن يقره يحيى الحجوري على سبه للشيخ عبيد بأنه ضال ومنحرف، والله لا يقول هذا الكلام ولا يوافقه إلاّ ضال منحرف ! هذا فجور يا شيخ ! هذا فجور ! وكذب ! وبهتان ! وإفك مبين ! بارك الله فيك ! قاله من قاله ! لو قاله من هو أعلى من هذا الرجل بمراحِل، أصلاً لا يمكن أن يقارن غيره به ! في مثل هذه المقامات!».
 
[3] من أقوال البخاري في شريطه هذا في تحقيره لدمّاج: «وكونهم جاءوا [أي الشيخ محمد مانع والشيخ حسن بن قاسم] من دمّاج لا يعني ذلك الاستقامة ولا السلامة. فليس كل من فيها مستقيم، وليس كل من فيها مرضي !». وقال أيضاً: «أناس غير معروفين لا يحضر لهم، لو كان مَن ! إنسان غير معروف لا بالسلفية ولا بالسنة ولا بالاستقامة: لا يحضر له ! لو جاء من فَيْن ! وجاء من قلب الجامعة الإسلامية [مع العلم أن الشيخين معروفين عندنا وعند الشيخ ربيع حفظه الله وهو يعلم ذلك لكنه طلب كتمان ذلك كما سيأتي]، ولو جاء من قلب المسجد النبوي، ما هو يأتي من دماج، أيش دماج ماذا فيها يعني ؟! كل من جاءها أو مر عليها صار سنياً سلفياً ! في عهد مقبل ما كانت كذلك ! وتكون في عهد هذا ! كذلك ! [أي شيخنا يحيى]».
 
[4] قال البخاري بالنص: «النصيحة هذه..، هذه النصيحة هي التي أوجهها لكم وهي التي يوجهها الشيخ محمد هادي لإخوانه ! وهذا الذي ..،»، وقال أيضاً: «على كل حال بارك الله فيكم، أنا قلتُ لك، هذا ما وصى به الشيخ محمد»، وقال أيضاً: «لكن كلام يحيى ! في الشيخ عبيد ومشايخ أهل السنة والله من أبطل الباطل بل هو من أفجر الفجور ! ولا يوافقه في هذا إلاّ رجل منحرف ! بس ! وذهبوا إلى الشيخ محمد وأعطاهم من نفس الكلام وزيادة !».
 
[5] من نماذج هذا الاتصال: «البخاري: وهم كثير ؟السائل: نعم ؟البخاري: هم كثير أولا قلة ؟السائل: ..لكن..البخاري: قلة ؟السائل: قلة ! لكن يؤثر كثير يعني عن ...،» ومنه: « يعني هل تتوقعون الإخوة حضورهم سيكون كالعام الماضي أو أقلّ ؟؟ بعد هذه المشاكل ؟ السائل: كالعام الماضي إن شاء الله بإذن الله. البخاري: احرصوا أن يكن كذلك ! إن شاء الله».
 
[6] قال البخاري بالنص: «هذه سجلتموها ؟ سجلتم هذه المكلمة ؟» وقال: «يكون بينكم فقط هذا، لا يخرج إلى غيركم». وقال: «نعم ولا يشاع بارك الله فيكم، ولا يخرج». وقال: «الذي استمع يكفي». وقال: «بارك الله فيكم لا يخرج شيء من هذا الكلام»، ومن هذا الباب أنه طلبَهم كتمان تسجيل الاتصال بين لقمان والشيخ ربيع الذي فيه الثناء نوعا ما على الشيخين محمد مانع وحسن بن قاسم بأن يكرمونهم ويتلطفون معهم فقال البخاري بالنص: «تسجيل مكالة لقمان مع الشيخ [ربيع] نشرتموها ؟» قال السائل: ليس إلى الآن ليس شيخنا ! التسجيل معنا عندنا، فقال البخاري:أي خلوه معكم الآن !» وقال أيضاً: «خلاص خلوا معكم، خلوا معكم الآن ! نعم !».