الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ -
المقالات

تنبيه على بدعية ما يسمى بالاجتماع لافتتاح المساجد

2011/02/08

تنبيه على بدعية ما يسمى بالاجتماع لافتتاح المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: هذا جواب على سؤال قدم لفضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله بتاريخ (‏الثلاثاء‏/5‏/ربيع الأول/1432هـ) قال فيه:

مما يُتواصى به التميز الذي كان أهل العلم يدعون إليه ولا يزالون من زمن الإمام أحمد وقبله إلى يومنا هذا، ومدارس المخالفين على حدة، ومدارس أهل السنة على حدة، لا إفراط ولا تفريط، لا نريد غلوّاً ولا نريد تميعاً، نريد الحق الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي الصحيح (إني أخشى إن غيرت أن أزيغ )كذا قال أبو بكر رضي الله عنه، فالثبات على الحق توفيق من الله, وإن بقي الإنسان بمفرده، فالله قد أثنى على نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بما يحمله من الحق بجانب أمة عظيمة مقتها الله في ذلك الزمن قال تعالى (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) على أهل السنة المزيد من التآخي ومظافرة الجهود في ذلك السعي، وأن من أراد الخلخلة والقلقلة والفتنة في أوساط أهل السنة يُقال له: إما أن تجتنب الفتن وإلا فلا تضر إلا نفسك، فلا يجوز إن فُتن واحد أو اثنان أو عشرة يفتنون الناس ،هذا يدل على عدم السير الصحيح وعلى عدم الفهم الصحيح، ويبقى الحق هو المحفوظ و المنصور (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ).

من نصر دين الله نصره الله، سواء كان في هذا البلد أو في غيره، بغض النظر عن تلك الكثرة، شبه التبليغية لا تبالوا بها جزاكم الله خيرا، فإنها تأتينا أسئلة من هذا، يقولون: سمعنا أنهم يحشدون ويعلنون منذ أسابيع ويجّمعون الباصات على حسابهم للاجتماع لافتتاح مسجد الحزبيين بالفيوش، هذا الافتتاح بدعة؛ لا دليل على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جمع الصحابة لافتتاح مسجده، وهكذا أيضا الصحابة ولا في أقطار الدنيا ما كانوا يقولون تعال يا أبا بكر تعال يا عمر تعال يا عثمان افتتح لنا مسجد كذا وكذا وهكذا من بعدهم من الأئمة، كل هذا من المحدثات، الآن صاروا يشبهون المساجد بما يفعله بعض الجهال في افتتاح الفنادق والشركات والمؤسسات.

وزادوا على ذلك قراءة أول سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) ، تلاعب يا إخوان، فهذا الافتتاح على هذه الكيفية محدث لا برهان لهم به أنهم إذا انتهى بناء المسجد قالوا نريد الشيخ الفلاني يفتتحه بمحاضرة فهذا محدث، ومن فعله بعد بيان الحجة له وأصر على ذلك يكون في هذا مبتدعا.

الأمر الذي يليه نحن لا يهمُّنا معشر أهل السنة أن يكثر أناس أو يقلوا يهمُّنا الصفاء والنقاء وما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى من التمسك بالسنة والثبات عليها ، يأتي النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي وليس معه أحد.

على أنه ولله الحمد أهل السنة في اليمن على إقبال عظيم على السنة وعلى الصفاء وعلى النقاء وعلى ما كانوا عليه بغير تغيير ولا تبديل أما هؤلاء الحزبيون الجدد فهم جادون في السير على درب من سبقهم من الحزبين كأبي الحسن المصري و أمثاله، أُخبرنا أنه كان يرسل من أموال جمعية البر لبعض أصحابه في بلد كذا وكذا مبلغا ليشتروا بها ذبائح على أنه سيقْدُمُ عليهم دعوة، ويجتمع الناس ما يحضرون إلا أنهم رأوا غيرهم ذهبوا يتغدون فيذهبون معهم على أننا دُعينا والدعوة عامة.

وكذلك في الفيوش يجتمعون على خرفان الأخ محمد فارع- أصلحه الله- وهو يعلم قول الله تعالى ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ يلفلفون الناس من الشوارع، والله لو ملئوا من عدن إلى الحديدة ما بالينا بهم، الهند يجتمع فيها ملايين من اللفيف والإخوان المسلمون ربما اجتمعوا واجتمع معهم من عوام الناس على محاضرات عمرو خالد أو القرني أو الزنداني أو القرضاوي أو غيرهم الألوف يجمعونهم بحافلاتهم وبدعاياتهم من أعداد المدن والقرى وليس لتلك الجموع الفارغة عن الاستقامة نفع ولا كرامة وهؤلاء الحزبيون يجتمعون على سوالف ذلك المخذول في آخر عمره حامل راية الشيطان في هذه الحزبية الجديدة محمد بن عبد الوهاب الوصابي فهذا الاجتماع زبد والله عز وجل يقول ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) والله لو جمعتم لهم الرويشانات كلها من اليمن وحملتموهم من أجل أن يتعشوا أو من أجل أن يحضروا المحاضرة أو الإعلام الواسع أوفلان سيحاضر على الهاتف ما كان هذا منزها لكم عن الحزبية والزبد.

الناس سيتعشّون وبعد ما يتعشّون سيخرجون يقولون: والله هؤلاء تغيروا ما علمنا هذا إلا عند الحزبيين وما معهم علم، العلم هناك في دماج أما هؤلاء ضائعون ما معهم إلا اللحوم.

هذا هو الواضح واللحم والفلوس ما هي بذاتها دعوة، لكم عبرة بأبي الحسن فقد كان أشد منكم قوة وأكثر جمعا وكنتم تقولون عنه الإمام، ثم ضاع في الطريق التي أنتم تسيرون عليها الآن.

الدعوة هي العلم، الدعوة هي السنة، قامت السنة على فقر من أول يوم وما ضرها الفقر، فنقول أن هذه اللفلفة وسوالف محمد بن عبد الوهاب وما إلى ذلك من الكلام، هذه ما هي دعوة، هذه صدى لحزبيتهم القُحَّة.

والله لو حاضر عندكم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ما نفعكم وأنتم على هذا الحال السيئ، حزبيون قد عرفكم القاصي والداني.

ونحن ننصح الشيخ محمد الإمام أن لا يجعل مركزه كمدارس الإخوان المسلمين كلما كانت محاضرة لهؤلاء الحزبيين حملوا منها على الباصات لملءِ المسجد في المحاضرة الفلانية.

وهذه فتوى طيبة للجنة الدائمة في حكم الاجتماعات لافتتاح المساجد:

حكم افتتاح المساجد بالحفلات والاجتماع لذلك

س: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد:

فقد اطّلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم إلى سماحة الرئيس العام ، ونصه (إذا بُني عندنا مسجد جديد وأريد ابتداء الصلاة فيه دعي الناس من البلدان فيجتمعون لهذا الذي يسمونه افتتاح المسجد ، فما حكم إتيانهم لهذا الغرض ؟ وهل حديث " لا تُشد الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد " يدل على تحريم ذلك ؟ وإذا كان جائزاً فما الدليل على ذلك ؟ وهل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، دعاه بعض الصحابة ليصلي في ناحية من بيته ليتخذها مصلّى .. يدل على جوازه ؟ وكذلك هل يدل عليه مفهوم ما جاء في قصة مسجد الضِّرار بحيث لم يوجّه ربنا نهيه إلى مجرد عزمه على الذهاب ، وإنما نهاه لأن المسجد لم يُبنَ إلا ضراراً وكفراً ؟ إلخ . أفيدونا أفادكم الله ).
وأجابت بما يلي:
(افتتاح المساجد يكون بالصلاة فيها وعمارتها بذكر الله ، من تلاوة قرآن والتسبيح والتحميد والتهليل وتعليم العلوم الشرعية ووسائلها ونحو ذلك مما فيه رفع شأنها ، قالالله تعالى: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } .
بهذا ونحوه من النصائح والمواعظ والمشورة كان يعمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتبعه في هذا الخلفاء الراشدون وسائر صحابته وأئمة الهدى من بعده رضي الله عنهم ورحمهم ، والخير كل الخير في الاهتداء بهديهم في الوقوف عندما قاموا به في افتتاح المساجد، وعمارتها بما عمروها به من العبادات وما في معناها من شعائر الإسلام ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، ولا عمّن اتبعه من أئمة الهدى أنهم افتتحوا مسجداً بالاحتفال وبالدعوة إلى مثل ما يدعو إليه الناس اليوم، من الاجتماع من البلاد عند تمام بنائه للإشادة به ، ولو كان ذلك مما يُحمد لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إليه ولسنَّه لأمته ولتبعه عليه خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى من بعده ، ولو حصل ذلك لنُقل .

وعلى هذا فلا ينبغي مثل هذه الاحتفالات ، ولا يُستجاب للدعوة إليها ولا يُتعاون على إقامتها بدفع مالٍ أو غيره ، فإن الخير في اتباع من سلَف، والشر في ابتداع من خلف، وليس في دعوة بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى بيته ليصلي في مكانٍ منه ركعتين كي يتخذ صاحبه مصلى يصلي فيه ما قدر له من النوافل دليل على ما عُرف اليوم من الاحتفالات لافتتاح المسجد ، فإنه لم يَدْعُه إلى احتفال ، بل لصلاة ، ولم يسافر لأجل تلك الصلاة ، ثم السفر إلى ذلك الاحتفال أو للصلاة في ذلك المسجد داخل في عموم النهي عن شدِّ الرِّحال إلى غير المساجد الثلاثة المعروفة ؛ فينبغي العدول عن تلك العادة المُحْدثة، والاكتفاء في شؤون المساجد وغيرها بما كان عليه العمل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتباعه أئمة الهدى رحمهم الله، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة نقلا من فتاوى إسلامية للمسند (1/18)