حَثُّ أهلُ الإِيماَنِ
عَلَى نُصْرَةِ جَبْهَتَيْ حَجُورِ
وَهَمْدَانِ
للشيخ العلامة
يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:
فهذا نموذج مختصر من كلام بعض أئمة الهدى في دفع شر أهل الرفض والردى, أحببت تذكير إخواني به:
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى [28 /530]
(( وقد أجمع المسلمون على وجوب قتال الخوارج والروافض ونحوهم إذا فارقوا جماعة المسلمين كما قاتلهم على رضي الله عنه فكيف إذا ضموا إلى ذلك من أحكام المشركين)) اهـ
وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى[ 28/511]:
(كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها بإتفاق أئمة المسلمين, وإن تكلمت بالشهادتين ... وكذلك إن أظهروا البدع المخالفة للكتاب والسنة وإتباع سلف الأمة وأئمتها مثل أن يظهروا الألحاد فى أسماء الله وآياته أو التكذيب بأسماء الله وصفاته أو التكذيب بقدره وقضائه أو التكذيب بما كان عليه جماعة المسلمين على عهد الخلفاء الراشدين أو الطعن فى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان أو مقاتلة المسلمين حتى يدخلوا فى طاعتهم التى توجب الخروج عن شريعة الإسلام وأمثال هذه الأمور, قال الله تعالى ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الأنفال:39] ا هـ
هذا تذكيرٌ بأنَّ قتالهم واجبٌ لدفع شرهم على من اعتدوا عليه وعلى من يستطيع نصرة المظلومين, وأنهم إذا تُرِكُوا يعتدون على جزءٍ بعد جزء ؛ فسدت الحياة وفسد الدين؛ فهؤلاء قومٌ لا يردعهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا الجهاد, قومٌ فجرة امتلأت قلوبهم بالأحقاد على الإسلام وأهله .
وعلى هذا ننصح إخواننا في جبهة كتاف, نصيحةً هي موافقة لما عندهم, ولكن للتأكيد ولمزيد التثبيت لنا ولهم:
أَن يمضوا في ما هم فيه مرابطين.
وننصح المسلمين بالتصدي للحوثيين, من تلك الجهة التي قد هيأ الله تثبيتها, ومتارسها وشيئًا من عِدتها ورجالها؛ فإِنّ مثل ذلك التحصين يعز و يقل, وأملنا في الله سبحانه وتعالى أن ينصرهم ويثبتهم وينصر بهم, وأملنا فيهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى أَن لا يثنيهم التعب ولا البرد ولا الغربة, ولا يظنون أَنَّ المسألة بالأمر الهين, وفي بقائهم في ذلك المكان وتحركهم خيرٌ كثير ودفعُ شرٍ كثير.
فالله الله معشر القبائل و معشر رجال السنة في ذلك المكان وفي حجور, وفي صعدة وفي غيرها, إياكم والتخاذل.
الله الله في الاستنصار بالله عز وجل, والإخلاص له والتوكل عليه, وكثرة ذكره ودعائه وملازمة الإخوة الإيمانية والحذر من التنازع المعرض للفشل والحذر من الرياء والسمعة وحب الدنيا.
و إياكم و الوهن والضعف, فالله عز وجل قد وصف المؤمنين بقوله: ﴿ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران:146]
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200]
والله إِنَّ هذا جهادٌ في سبيل الله لا مرية فيه وربي, ورباط في سبيل الله, وأنتم تعلمون فضل ذلك.
و اجتهدوا في نشر دعوة الحق, ونشر المنشورات المختصرة الجيدة المتضمنة للتوحيد والسنة والترغيب فيما عند الله عز وجل, والحذر من المعاصي , وانشروا ذلك بين أوساط إخوانكم, المرابطين وغيرهم, وبيان فساد الرافضة ومخازيهم ومساويهم, وفتنتهم التي أحدثوها في الناس, وفي دين الله.
وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله فضحهم بفضائح تجعل من يقرأ ذلك يعرفهم على حقيقتهم المضادة للدين.
وبعد هذا نسأل من الله عز وجل أَنَّ من يعين الرافضة على المسلمين ومن يدفع بهم على المسلمين؛ أَن يكبته, وأَن يخذله ويخذلهم؛ فإِنّ هؤلاء إعانتهم نفاق, و فجور, و تعاونٌ على الإثم والعدوان, إعانة الباطل على الحق, إعانتهم نصرة الباطل على الحق؛ حتى وإِن كان مخالفهم عاصيًا؛ فليس مثلهم, فلا فِرقة على وجه الأرض من الفِرق المنتسبة للإسلام ؛ أفجر من هذه الفِرقة, إلا أَن تكون الإسماعيلية الباطنية فهي نظيرهم, وهم سيان في الفجور وفي الفتن والتأويلات الفاسدة والبغي والعدوان, وأما من عَدى هاتين الفِرقتين, فدونهما .
الثورات على المسلمين ومعاضدة الكافرين غالبًا؛ تأتي من هاتين الفِرقتين على مر التأريخ.
فياحبذا لو تتجمع كلمة المسلمين وقبائل المسلمين على هذا الطائفة الخبيثة البطالة الحوثيين.
نعم؛ يحصل بين الفِرق وبين أهل السنة ردود, لكن هذه الفِرقة؛ اعلم أنها ما سترحمك.
و الله ما ترحم سلفي ولا زيدي, ولا تفرق بين من خالفها في سائر الشؤون لا حاكم ولا محكوم, فليعلموا هذا.
فهم مدفوعون لزعزعة الأمن, وإراقة الدماء, ولقطع السبل, وللفتنة في البلاد وبين العباد, واعلموا أنهم لو تمكنوا لكان شرهم أشر, وضررهم أضر, فليس معناه أنهم إذا حكموا البلاد سعد الناس!!!
أو على الأقل سلِم الناس!!!
أو هدأ الناس !!!
لا, كل ما أزداد تمكين الرافضة أزداد البلاء على الأمة, في كل بلاد الله, و لكم في العراق عبرة!!!
أكثر من عشرة آلاف امرأة مسجونة في سجونهم!!!
و سجونهم هذه في مدرسة, وهذا في بيت مخفي, وهذا في بدروم وهذا في غار وهكذا.
يُزاوَل مع تلك النسوة أشد الأذى والفجور والبغي والعدوان عليهن, وكيف بالأطفال!!!
وكيف بالمستشفيات, وكيف بالمعايش, وكيف بالأمور الأخرى, كلها من جراء فساد الرافضة, فنسأل الله أن يقطع دابرهم.
ومن مكرهم في اليمن أنهم يهدّؤون هذا على حساب هذا, ويصالحون هذا على حساب هذا, وإذا رأوا قوتهم ضعفت في مكان صالحوهم, وانتقلوا إلى مكان آخر, فهذا شأنهم ودأبهم, لا يفتئون ولا يهدون.
وهم الآن على شفا جُرفٍ هارٍ بحمد الله وفضله, وهم الآن في فشلٍ ذريع, وإِنما يحتاج من أهل السنة ومن قبائل السنة مزيد الصبر.
فحيّا الله حلف النصرة, ونحن نحث رجال القبائل إلى أن يضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم حلف النصرة, في تلك الجهة ومن معهم, فعلًا وقولًا وعملًا, بنفسه وماله ورجاله كل بما يستطيع كما أمر الله بذلك حاثًا على ذلك فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾[الصف:10-13]
ولا يركن الإنسان إلى هذه الدنيا أبدًا, لا إلى راحتها, ولا إلى هدوئها, ولا إلى مساكنها, ولا إلى مراكبها, فهي والله إِن حصل لك لذة في يوم, يحصل لك مرارة أيام, قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء:77]
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾[التوبة:38]
هذا مزيدُ حثٍ لإخواننا في تلك الجهة, جهة كتاف, وجبهة حجور؛ أَن يثبتوا فإِنّ الثبات أمام الأعداء ملاكُ خيرٍ, فاثبت يا أخي على القتال, اثبت واصبر على ما يحصل لك من الضرر والأذى والقتل فذلك في سبيل الله يسير.
و في يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين وغيرها من الوقعات ؛ أعظم درس لك من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وسيرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
جبهة كتاف يا إخوان جبهة هدى, جعل الله فيها البركة, نسأل الله أن يدفع عنها وعن قوادها, وسائر رجالها ومعاونيها الفتن وكل سوء ومكروه, ويدفع عنهم الجان وعين الإنسان, وأن يصلحهم وأن يوفقهم ويزيدهم من فضله, ويضاعف جهودهم ويقبل بقلوب العباد عليهم.
وجبهة حجور؛ جبهة خير وهدى؛ غير أنها تحتاج إلى إعانة وترتيب, دروس علمية و محاضرات وخطب في أوساطهم, ثم نشر بعض المنشورات والأوراق العلمية النافعة و الدروس والأشرطة الطيبة, فبإذن الله يحصل خيرٌ كثير.
فنداء لأهل السنة,
ونداء لرجال القبائل الأعزاء الشرفاء أعزهم الله,
الذين يهمهم أمر دين الله, أن يعلموا والله أًنَّ هذا الطاغوت؛ لا يبقي لشيخٍ مشيخته, ولا لعريف عرافته, ولا يبقي لكريمٍ كرامته, ولا لرئيس رئاسته, ولا لوزيرٍ وزارته, ولا يبقي ديناً ولا دنيا, لا أحد ليس على زندقته!!!
يريد كل شيءٍ له, أما غيره فيبقى عندهم حقيراً ذليلا.
فهذا نداءٌ لهم وتوجيهٌ لهم, إلى إخوانهم في كتاف, وفي حجور, لتوجيههم وتعليمهم, لنصرتهم ولمعونتهم ولترتيبهم, حتى يجعل الله البركة من عنده.
وعارٌ والله على من لا يحث الناس على الحق والهدى أو يسكت, أو يخذل عن ذلك, عار والله عليه, فلا للأدلة طبق!
ولا لتدبر العواقب حقق!
وإِنما هو سكوت سياسي الآن حتى لا يهجم عليه الرافضة لا دليلي!!!
وَاللهُ المُسْتَعَان حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل
سجلت هذه المادة
ليلة السبت
20 / صفر
1433هـ
ويمكنكم تحميل الرسالة على ملف pdf