الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ -
المقالات

إبلاغ أهل الوعي بسوء قلاقل ما نشره عبد العزيز البرعي

2012/03/16

 

إبلاغ أهل الوعي بسوء قلاقل ما نشره عبد العزيز البرعي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم, أما بعد:
فقد سألني بعض الناس هل وصلكم من المشايخ في اليمن إعانة في أيام الحصار؟
 فكان الجواب:
لم يصلني منهم شيءٌ وفقهم الله، وأُخبِرتُ أنهم أرسلوا شيئاً عن طريق بعض طلابنا وإخواننا في الدار، ومن كان قصدُه الخير وأحبَّ أن يتعاون مع طلابي عن طريقي، كما يتعاون الناسُ مع طلابهم عن طريقهم.
وأما مغازلة بعض إخواني وطلابي في الدار فهي محاولة حِرْشةٍ فاشلةٍ لا جزى الله فاعلَها خيراً.اهـ
وأنا في هذا الجواب صادقٌ إن شاء الله؛ أنها لم تصلني منهم إعانة، ولم أتطلع لذلك، وأسأل الله أن يغني الجميع من فضله، وما قلته كلام حقٍ لا أزال أقوله، ولا أظن أنه يتضايق منه محب وناصح.
 وبعد وقت من حين ذلك الجواب، وصلني منشور للشيخ عبد العزيز البرعي أصلحه الله قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد :
فقد اطلعت على سؤال وجواب للشيخ يحيى بن علي الحجوري نشر في شبكة العلوم هذا نصه : ( هل وصلكم من مشايخ اليمن إعانة في أيام الحصار ؟ ) .
فأجاب :
 لم يصلني منهم شيء ـ وفقهم الله ـ وأخبرتُ أنهم أرسلوا شيئاً عن طريق بعض طلابنا وإخواننا في الدار ومن كان قصده الخير وأحب أن يتعاون مع طلابي عن طريقي كما يتعاون الناس مع طلابهم عن طريقهم ، وأما مغازلة بعض إخواني وطلابي في الدار فهي محاولة حرشة فاشلة ـ لا جزى الله فاعلها خيراً
 والجواب وبالله التوفيق :
 إننا قد اعتبرنا ما حصل من الحصار في دماج مصيبة
أقول:
أنا شاكر لكم؛ ولكل من تألم علينا أو أحسن إلينا باتصال أو غيره، وقد تألم علينا أناس كثير ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم, فجزاهم الله خيراً، وهذا من حق المسلم على المسلم أنه ((لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ)) كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عن النبي وجاء من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ: ((لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ)) متفق عليه.
قوله: وصبر إخواننا أهل السنة من الطلاب وأهل دماج صبراً لا نظير له
أقول:
في هذه الفقرة نكته خياليه عند البرعي, تفيد مع قرائنها كقوله الشيخ فلان والحجوري تغيبي من دماج, كأني غير موجود فيها.
قوله:
وما كان يتوقعه الشيعة ، وقد تألم المسلمون لما يحصل على إخواننا من الحصار وقد توافد إلينا أناس بشيء من المال تم إرساله إلى دماج عن طريق الشيخ أحمد الوصابي الذي هو موضع الثقة عند الجميع من حياة الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ ولا تزال أموال الدعوة كلها أو جلها في يديه ويشتري مصاريف الطلاب من ذلك الآن إلى الآن .
أقول:
 هذا جهل بالواقع عندنا أو كذب فسائر أهل السنة والخير المحبين لنا وللدعوة في دماج فيما أعلم أنهم يوصلون ما أرادوا من إعانة لها عن طريقي, عملًا بقول الله تعالى:﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ [البقرة:189].
وعسى أني إن شاء الله عند ثقة سائر أهل السنة والخير إن لم أكن عند ثقتكم, هذا ولو لم أكن عند الشيخ رحمه الله أمينًا وموطن ثقة لما استخلفني على كرسيه ودعوته, بما لا مقارنة بينه وبين أمور الدنيا.
قوله:
وقد قام الشيخ أحمد الوصابي بإخبار الشيخ الحجوري بما نرسل من أموال قبل أن يتكلم الحجوري بهذا الكلام بنحو عشرين يوماً أو أكثر ، ثم إن لدي أسانيد الإرسال سنبرزها إذا احتيج إلى ذلك ، وفي كل إرسالية أتصل بالشيخ أحمد الوصابي للتأكد من وصول المال .
أقول:
 لا يحتاج إلى مثل هذا الكلام فإن في قولي: (وأخبرت أنهم أرسلوا شيئا) ما يغني عنه.
قوله:
 إننا نعيش في دور الحديث بثقة تامة مع إخواننا فربما وصلت بعض المساعدات إلى بعض إخواننا من قبل بعض فاعلي الخير ، فما نعتبر ذلك مغازلة ولا حرشة .
أقول:
 أما ما تعيشون به عندنا في دماج فبغير ثقة كما يثق بنا أهل السنة والخير؛ إلا ما ألمحت إليه من المحاولة الفاشلة فعلاً بل هو دليل على عدم الحرص على الثقة فيما بيننا .
قوله:
لم يصلني شيء ........ وأخبرتُ أنهم أرسلوا شيئاً ...... إلى آخره .
هذا الذي وصل إلى بعض طلابك وإخوانك المقصود الشيخ أحمد الوصابي الذي أخبرك بوصولها وقد صرفت في النفقة على الطلاب فما هو الخطأ في ذلك والحال واحد فالشيخ أحمد الوصابي, رجل أمين وقائم على الطلاب في حياة الشيخ مقبل وبعد مماته ـ رحمه الله ـ والمرسلون هم إخوانك مشايخ أهل السنة .
أقول وفقكم الله:
 إن كان قصدكم إيصال خير إلى طلابي فإنه يحصل حسب توجيهي به، وإن كان قصدكم غير ذلك مما جعل من يتعجب منه ويبعث عندهم الريبة في قدحكم ومدحكم، بما أشرت إليه في مقالي الذي لم يعجبكم فأفصحوا عنه.
وأما قولك:
 (فما هو الخطأ في ذلك) فالخطأ من وجوه:
 أولها:
 مخالفة الشاهد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عند مسلم: ((وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)).
ثانيا:
 أن ثقكتم بي وثقتي بكم في هذا وغيره من النصح وسائر أمور الدعوة يعكس تبادلا قد يحصل به بإذن الله تعالى نفع للدعوة، وائتلاف على الهدى والصواب بين أهل السنة مشايخ وطلاب بما قد لا يحصل من جنوحكم عني إلى مئات من إخواني, والله عز وجل يقول:﴿بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة:14- 15]
ثالثاً:
هذا الإصرار يلمس منه أنه أسلوب استقطابي سياسي، لا تعاون إخلاصي.
رابعًا:
 أن اجتماع الطلاب على معلمهم ماديا ومعنويا أمر مهم في ضبط الأمور، ومحاولة إبعاد الطلاب عن معلمهم بأي أسلوب أمر مريب، قد يسبب الخلل، ولا يرضاه ناصح.
خامساً:
 أن لي الحق أن أعرف من يتعاون مع الدعوة فأشكره وأدعو له على ما دل عليه حديث ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)), أما إن علمت أنه لا ثقة له بي؛ فأرى أنه ليس محباً وإنما وراء الأكمة ما وراءها.
سادساً:
 أن الحال عندنا أنا وسائر إخواني ولله الحمد واحد كما ذكرتم هم إخواني وطلابي وأنا أخوهم ومعلمهم، وإذا كان المراد إيصال الخير إلى أهله ووضع الأمور في مواضعها من شئون الدعوة حاصل؛ فما المكلف للنفور إذا لم يكن وراء الأكمة ما وراءها.
سابعاً:
 أنكم تعلمون أني ولله الحمد على دعوة غير خاف عليكم أهميتها، ومثل ذلك قد يغيض بعض الناس، وبشيء من الإعانة قد يتألف على الخير والسنة ويحصل منه بإذن الله تعالى النفع للدعوة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وغيره أسوة .
 قوله :
وأما مغازلة بعض طلابي وإخواني ....... إلى آخره .
هذه كلمة لا تليق بنا ولا بالشيخ أحمد الوصابي ، فلا يليق بنا أن نُغازِلَ ، ولا يليق بالشيخ أحمد الوصابي أن يُغازَلَ ، وأدع التعليق على هذه العبارة للقارئ .
التعليق:
 أن لفظ المغازلة أوسع مما تعنيه أنت هنا كما في كتب اللغة
قولك:
وعلى كل حال فما فعلناه إنما فعلناه لله ، وإنما كتبتُ هذه السطور براءة لأنفسنا أمام إخواننا أهل السنة وأمام إخواننا الذين سلمونا أموالاً لإرسالها إلى دماج ليكونوا على ثقة ، ولن يُوقِفَنا هذا الكلام عن إرسال ما يصلنا من مال مخصص لأهل دماج ، بل لقد أرسلت دفعة من المال بعد صدور كلام الحجوري.
أقول:
هذا سفه أنكم تريدون أنتم أو غيركم تمضون في إخواني وطلابي ما ليس بإذني على صورة تعاون.
 فأنصحكم أن تتركوا هذا العناد؛ فإن ضرره يرجع عليكم، ولن يبارك الله لمن على هذا العناد والفتنة في دعوة سلفية عظيمة.
 وأنصح إخواني الأفاضل في الدار صغارا وكبارًا حفظهم الله في الدار أن يتعففوا عن أخذ أي قليل أو كثير عن طريقكم ما دمتم على هذا الحال؛ فقد كنا قبل شهور ربما نمكث الشهرين والثلاثة صابرين على ما يسر الله ولم يأتنا منكم شيء, فالذي كان لنا قبل سيكون لنا بعد، وما يسره الله للدعوة نجعله في أيديهم مع سلامة إن شاء الله من هذا السعي السياسي العجيب، وهل علمتم تعاوناً على وجه الأرض يراد به وجه الله على هذا الأذى.
و ألجأت إلى كتابة هذا مع الحال الذي علينا هنا وأنا آسف أن في عقب كل فتنة علينا من الرافضة توجب علينا مزيد الألفة فنبتلى من إخواننا بمثل هذا التوثب وكأنه استغلال لأوقات المضايق, والله المستعان.
كتبه أبو عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري
بتاريخ ‏الجمعة‏ (23‏/ربيع الثاني‏/1433هـ)
 
حمل المقال على  pdf