كلمة توجهيه
كانت مع جمع من الغرباء بعد محاضرة هاتفية لشيخنا يحيى بن علي الحجوري إلى بريطانيا وأمريكا وغيرهما
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: الآن كثرت الفتن من المكتبة السلفية وهؤلاء يطعنون في دار الحديث بدماج و فيما تقومون به من الخير فما نصيحتكم؟
الجواب:
الطاعنون في هذا الخير لا حجة لهم على ما يقولون، وإنما دفع بهم الشيطان.
الطاعنون في هذا الخير، يصدون عن الخير وأهله، ويصدون عن سبيل الله و الله يقول:﴿ وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل:94]
الطاعنون في هذا الخير يمكّنون للأعداء من الرافضة ومن أهل الأهواء وأهل الفتن من قوة شوكتهم.
وهذه نصرة للباطل ولا معهم حجة على ذلك، لا أصحاب المكتبة السلفية ولا غيرهم، مجرد التقليد، مجرد الدعاوى بغير قرآن ولا برهان.
فأنا أوصي أبا خديجة وأوصي أبا حكيم و أمثالهم الذين كنا نعرفهم على الخير وجرفتهم الشهوات و الشبهات، أَنْ يتقوا الله، وأَنْ يحافظوا على ما كانوا قد قدموه من خير ودعوة، و أن لا تفتنهم الدنيا، وألَّا يُشغلوا بتقليد فلان ولا غيره، فإِن كان عندهم تمييز بين الحق والباطل بغير تقليد ولا هوى فعلوا، وإن لم يكن عندهم تأنوا و ابتعدوا عن الطيش ولا يكونوا إِمعة، فإِنّ هذا دليل الجهل و الهوى و سوء الحال.
ولا ينبغي أَنْ يَرضَوا بالقول بأَنَّ المكتبة السلفية دارُ هجرة !!! وهي في أوساط بلاد الكفار والكنائس من جوانبها و الخمارات حواليها!!!
هذا الكلام غير صحيح!!!
و الله عز وجل يقول: ﴿ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾[النساء:9]
وكل من جانب الحق ورضي بالباطل، سواء من قُرْبٍ أو بُعْدٍ، قلّ أو كثر، صَغُرْ أو كبُر سيعّرض نفسه للضعف، ويعّرض نفسه لسخط الله عز وجل، لما جاء في الحديث أَنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( و من خاصم في باطل وهو يعلمه لا يزال في سخط الله؛ ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكن الله ردغة الخبال حتى ينزع عما قال)).
لا تغرنكم الحياة الدنيا أيها الناس، ولا الجمعيات ولا الأموال، فلا ينفعكم يحيى ولا ينفعكم غيره؛ إنما تنفعكم أعمالكم:﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾ [الزلزلة:7-8]
الآن تشوهت المكتبة السلفية بتقليدها وبتورطها في الفتن، كلما جاءت فتنة ارتكسوا فيها من حين إلى آخر، وما ذلك إلَّا دليل عدم التمييز، ودليل الجهل و التقليد، والله لقد طاحت دعوات أكبر من هذه؛ دعوة الإخوان المسلمين، ودعوة جماعة التبليغ، ودعوة السرورية، ودعوة القطبية، ودعوات كثيرة؛ كلها قامت في مضادة الحق، فذابت و فُضِحَتْ ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾[يونس:32]
نصيحتي لهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل من هذا الهوى الذي هم فيه، ومن هذا الجهل ومضادة الدعوة السلفية، ومن أعانهم على ذلك أعانهم على السوء، ومن خالف الحق والله لَنْ يضر إلّا نفسه، قال الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس:23]
هذه نصيحة لهم، فهم أناس أصحاب مكتبة تجارية، و دنيا و جمع مال، و كانوا محبين للخير، الآن غلب عليهم شيء من الهوى، فالنصح مبذول، و الرجوع إلى الحق فضيلة، و الله الموفق.
ليلة السبت 11 من جمادى الأولى عام ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين.
حمل على ملف pdf
من