بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هده, أما بعد:
الجواب عن السؤال الأول:
هذا القول منه أو مِن غيره يعتبر خطأً, القول بالانتخابات ليس من المنهج السلفي, بل هو من التشبه بأفعال الكفار, وقد نهى الله عن التشبه بهم.
الجواب عن السؤال الثاني:
على أهل السنة في هذا البلد أن لا يؤيدوا هذا الحزب, ولكن يدعو إلى الله عز وجل ويؤيدوا الحق وينكروا الباطل, وإذا حصل بينهم وبين الكفار شرٌ, يدعون الله للمسلمين ويعينون المسلمين على الكفار بقدر ما يستطيعون.
الجواب عن السؤال الثالث:
لو أنه كان بين أناسٍ هنود, أو بين أناس لا يعرفون اللغة العربية, ثم قام وخطبهم باللغة العربية!!! أليس يحتاج بعد ذلك إلى أن يفهمهم, وإلا يخرجُون ولم يعرفوا إلا حركة شفتيه والله عز وجل يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة:9].
فهم مأمورون بالسعي إلى ذكر الله؛ فأين ذكر الله الذي استفادوه.
فعلى هذا؛ يخطب بالعربية ويترجم لهم بلغتهم, أو ينظر من يترجم لهم بلغتهم باختصار, فالخطبة تكون بالعربية, لكن يفهم الناس ما يستفيدونه في أمر دينهم؛ فإن الجمعة ما شرعت إلا لتعليم وتفقيه وتذكير المسلمين للآية المذكورة.
الجواب عن السؤال الرابع:
ترجمة لفظ القرآن ما تجوز, وعلى ذلك أهل العلم قديماً وحديثاً, قال تعالى عز وجل ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:195], فترجمة لفظه تغير عربيته, قال سبحانه وتعالى ﴿ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل:103], وترجمة معانيه تجوز, وعلى ذلك أهل العلم.
أما بيان معانيه؛ فهذه دعوة قال تعالى ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ [الأنعام:19].
وكذلك ترجمة الحديث يعتبُر من إيصال الخير إلى الناس, ولا مانع من ترجمته وكذلك الآثار وكذلك العلم يبين للعرب والعجم؛ فإن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامةٌ شاملة, ومن الذي يَصِلُ ذلك إليهم, قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ [سبأ:28], وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهود, فكانت تأتيه كتبٌ ويحتاج إلى من يقراها, فأمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغتهم ويكتب إليهم إذا احتاج لذلك.
الجواب عن السؤال الخامس:
المحاكم الهندية؛ فيها شرٍ وبلية, فالمسلمون ليس لهم السيطرة عليها والسيطرة لغيرهم, فالذي ننصحهم به هو تجنب محاكم أهل الشر, إلا ما أُقحِمْ فيه الإنسان وهو لا يريد ذلك , فمثل هذا لا يكون مريداً ويُعذر, قال الله عز وجل ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا﴾ [النساء:60]
فالواجب البعد عن الطاغوت وعدم إرادة التحاكم إليه وبغض التحاكم إليه, ففيه ما يُضيق صدرك وفيه ما يبعدك عن الحق, وإذا اضطر الإنسان لها وهو لا يريد التحاكم إليها يصير معذوراً.
الجواب عن السؤال السادس:
البدع ما تبدأ من عند أهل السنة, ولكن أهل البدع يبتعدون عن أهل السنة و ينفكون عنهم, من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذي الخويصرة ومن بعده, وهم ينفكون عن أهل السنة, هذا هو الصواب.
فكل فرقة وجماعة تنفك عن أهل السنة والجماعة, الله يبتلى بهم أهل السنة, ويقولون هذه الفِرقة من الثنتين والسبعين فِرقة أي الخارجة عن أهل السنة.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد )) متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها.
فأمرُ الله ودينُ الله وشرعُ الله هو الذي عليه أهل السنة ومن جاء وعمِل حدثاً فيه هو الذي خرج عن هذا الإطار, قال تعالى ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:153].
سبيل الله هو الكتاب والسنة من أخذ به على فهم السلف, فهو من أهل السنة, ومن تنحى عنه فقد جانب الصراط المستقيم وجانب أهل السنة, هكذا يكون التوضيح.
فلا يقال كل بدعة تصيب أهل السنة والجماعة تبدأ من أهل السنة والجماعة أنفسهم.
الجواب عن السؤال السابع:
يقارن بين كلام العالِم, ولا يأخذ إلا من ترجمةٍ موثوقة, فلا يعتمد على ما زُيِف من كلامه وغُيِرْ من معانيه, أما إذا كانت الترجمة لكلام ذلك العالِم صحيحة؛ فوجب أخذ الحق, والعمدة كتب المتقدمين فمنها يأخذ المتأخرون.
فهذا القولُ منه على إطلاقه قولٌ غيُر صحيحٍ, والحق يجب أخذه والباطل يجب دحضه.
الجواب عن السؤال الثامن:
السواد الأعظم: هو ما وافق الحق ولو كنت وحدك, هكذا في كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح, وغيره.
السواد الأعظم: هو ما وافق الحق ولو كنت وحدك, والله عز وجل يقول ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ [النحل:120].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين)) الحديث عن معاوية وغيره رضي الله عنه.
كم في الدنيا من أمم, ومع ذلك قال طائفة, والطائفة تصدق على الواحد كما قاله الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
فالسواد الأعظم هو الحق وأهل الحق وإن كانوا قِلة, هم السواد الأعظم عند السلف.
والحمد لله رب العالمين
سجلت هذه المادة
ليلة الأحد 28
جماد الأولى1432هـ