بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس السادس: من باب في المبادرة إلى
الخيرات وحثِّ من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد
94
- الثامن: عَنْهُ:
أن رَسُول
الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ يَومَ خيبر: «لأُعْطِيَنَّ هذِهِ
الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيهِ»
قَالَ عُمَرُ
- رضي الله عنه: مَا أحبَبْتُ الإِمَارَة إلاَّ يَومَئِذٍ،
فَتَسَاوَرتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، فَدَعا رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - عليّ بن أبي طالب -
رضي الله عنه - فَأعْطَاهُ إيَّاهَا، وَقالَ: «امْشِ وَلَا تَلتَفِتْ
حَتَّى يَفْتَح اللهُ عَلَيكَ» فَسَارَ عليٌّ شيئًا
ثُمَّ وَقَفَ ولم يلتفت فصرخ: يَا رَسُول الله،
عَلَى ماذا أُقَاتِلُ النّاسَ؟ قَالَ: «قاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا
إلهَ إلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمدًا رسولُ الله، فَإِذَا فَعَلُوا فقَدْ مَنَعوا
مِنْكَ دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلاَّ بحَقِّهَا، وحسَابُهُمْ عَلَى الله».
رواه مسلم.
«فَتَسَاوَرْتُ»
هُوَ بالسين المهملة: أي وثبت متطلعًا.
ليلة الأحد 19 جمادى الأولى 1442 هجرية