بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس
الحادي عشر: من كتاب
التوحيد لشيخ الإسلام
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
باب
ما جاء في الذبح لغير الله
وقول
الله تعالى: ﴿قُلْ
إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا
شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ وقوله:
﴿فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾.
عن
علي
بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "حدثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأربع كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله. لعن الله من لعن
والديه. لعن الله من آوى محدثا ; لعن الله من غير منار الأرض"
رواه مسلم.
وعن
طارق
بن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"دخل
الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال:
مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما: قرب.
قال ليس عندي شيء أقرب، قالوا له: قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله. فدخل
النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله ، فضربوا عنقه؛
فدخل الجنة" رواه أحمد.
فيه
مسائل:
الأولي:
تفسير ﴿إِنَّ
صَلاتِي وَنُسُكِي﴾.
الثانية:
تفسير ﴿فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾.
الثالثة:
البداءة بلعنة من ذبح لغير الله.
الرابعة:
لعن من لعن والديه، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك.
الخامسة:
لعن من آوى محدثا، وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق الله، فيلتجئ إلى من يجيره من
ذلك.
السادسة:
لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك، فتغيرها بتقديم
أو تأخير.
السابعة:
الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم.
الثامنة:
هذه القصة العظيمة، وهي قصة الذباب.
التاسعة:
كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصا من شرهم.
العاشرة:
معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلبتهم،
مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر
الحادية
عشرة: أن الذي دخل النار مسلم. لأنه لو كان كافرا لم يقل: "دخل النار في
ذباب".
الثانية
عشرة: فيه شاهد للحديث الصحيح: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار
مثل ذلك".
الثالثة
عشرة: معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم، حتى عند عبدة الأوثان
سجل
هذا الدرس
ليلة الأحد 29 جمادى الأولى 1443هجرية