بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس الثالث: من
مسند مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ رضي الله عنه
1099 - قال الإمام معمر بن
راشد في "الجامع" كما في آخر "مصنف عبد الرزاق" (ج 11 ص 269):
عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم - عَلَيَّ أَطْمَارٌ، فَقَالَ: "هَلْ لَكَ مَالٌ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "مِنْ أَيِّ الْمَالِ"؟ قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتانِيَ اللَّه، مِنَ الشَّاءِ وَالْإِبِلِ، قَالَ: "فَتُرَى نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ تُنْتَجُ إِبلُكَ وَافِيَةً آذَانُهَا"؟ قَالَ: وَهَلْ تُنْتَجُ إِلَّا
كَذَلِكَ؟ وَلَمْ يَكُنْ
أَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ،
قَالَ: "فَلَعَلَّكَ تَأْخُذُ مُوسَاكَ فَتَقْطَعَ
أُذُنَ بَعْضِهَا، تَقُولُ هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقَّ أُذُنَ أُخْرَى
فَتَقُولَ هَذِهِ صُرُمٌ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَلَا
تَفْعَلْ، فَإِنَّ كُلَّ مَالٍ آتَاكَ اللهُ لَكَ حِلٌّ،
وَإِنَّ مُوسَى اللهِ أَحَدُّ، وَسَاعِدَ اللهِ أَشَدُّ"، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَرَأَيْتَ إِنْ مَرَرْتُ
بِرَجُلٍ فَلَمْ يَقْرِنِي وَلَمْ يُضِفْنِي، ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدَ ذَلِكَ أَقْرِيهِ أَمْ أُخْزِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "بَلِ اقْرِهِ"
هذا
حديث صحيحٌ. وأبو إسحاق وإن كان مدلسًا
فقد رواه عنه شعبة، وتابعه
عليه عبد الملك بن عُمَيْرٍ،
كما في "مسند أحمد" (ج 3 ص 473).
* وقال الإمام
أحمد رحمه الله (ج 3 ص 473): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مَالٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ:
" نَعَمْ " قَالَ: " مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْإِبِلِ وَالرَّقِيقِ
وَالْخَيْلِ وَالْغَنَمِ، فَقَالَ:
" إِذَا آتَاكَ اللهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ "
ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تُنْتِجُ إِبِلُ قَوْمِكَ
صِحَاحًا آذَانُهَا، فَتَعْمَدُ إِلَى مُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا،
فَتَقُولُ: هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّهَا، أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا،
وَتَقُولُ: هَذِهِ صُرُمٌ وَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ "
قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنَّ مَا آتَاكَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، وَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ - وَرُبَّمَا قَالَ: سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ،
وَمُوسَى اللهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ - " قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا نَزَلْتُ بِهِ، فَلَمْ يُكْرِمْنِي، وَلَمْ يَقْرِنِي، ثُمَّ نَزَلَ بِي أَجْزِيهِ بِمَا صَنَعَ، أَمْ أَقْرِيهِ ؟ قَالَ: " اقْرِهِ "
* قال الإمام
أحمد رحمه الله (ج 4 ص 136): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، مَرَّتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو،
عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ، وَصَوَّبَ،
وَقَالَ: " أَرَبُّ إِبِلٍ أَنْتَ أَوْ رَبُّ
غَنَمٍ؟ "
قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِي اللهُ، فَأَكْثَرَ وَأَطْيَبَ، قَالَ: " فَتُنْتِجُهَا وَافِيَةً
أَعْيُنُهَا وَآذَانُهَا، فَتَجْدَعُ هَذِهِ، فَتَقُولُ صَرْمَا - ثُمَّ تَكَلَّمَ سُفْيَانُ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا - وَتَقُولُ: بَحِيرَةَ اللهِ ؟ فَسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، وَمُوسَاهُ أَحَدُّ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَأْتِيَكَ بِهَا
صَرْمَا أَتَاكَ ".
قُلْتُ: إِلَى مَا تَدْعُو؟
قَالَ: " إِلَى اللهِ وَإِلَى الرَّحِمِ ". قُلْتُ: يَأْتِينِي الرَّجُلُ
مِنْ بَنِي عَمِّي،
فَأَحْلِفُ أَنْ لَا أُعْطِيَهُ ثُمَّ أُعْطِيهِ؟ قَالَ: " فَكَفِّرْ
عَنْ يَمِينِكَ، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ
لَكَ عَبْدَانِ أَحَدُهُمَا يُطِيعُكَ وَلَا يَخُونُكَ وَلَا يَكْذِبُكَ،
وَالْآخَرُ يَخُونُكَ وَيَكْذِبُكَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلِ الَّذِي لَا يَخُونُنِي، وَلَا يَكْذِبُنِي،
وَيَصْدُقُنِي الْحَدِيثَ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: " كَذَاكُمْ أَنْتُمْ
عِنْدَ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ "
هذا
حديث صحيحٌ.
وقد
تابع أبا الزعراء أبو إسحاق السَّبِيعِيُّ كما تقدم.
* قال أبو داود
رحمه الله (ج 11 ص 112): حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبٍ
دُونٍ، فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ؟» قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: «مِنْ أَيِّ الْمَالِ؟» قَالَ: قَدْ آتَانِي اللَّهُ
مِنَ الإِبِلِ،
وَالْغَنَمِ، وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، قَالَ: «فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ، وَكَرَامَتِهِ»
هذا
حديث صحيحٌ على شرط مسلم،
وزهير بن معاوية وإن كان روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط، فقد تابعه معمر وشعبة وإسرائيل، كما عند أحمد (ج 3 ص 473)، وأبو أسحاق وإن كان مدلسًا ولم يصرح بالتحديث فقد رواه عنه شعبة، وأيضًا تابعه عبد الملك بن عُمَيْرٍ.
والحديث
من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها، كما في "الإلزامات" (برقم
9).
الحديث
أخرجه الترمذي (ج 6 ص 143) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه
النسائي (ج 8 ص 181)
* قال الإمام
أحمد رحمه الله (ج 4 ص 137): حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ
مَالِكٍ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ أَمُرُّ بِهِ، فَلَا يُضَيِّفُنِي وَلَا يَقْرِينِي، فَيَمُرُّ بِي فَأَجْزِيهِ؟ قَالَ: " لَا بَلْ اقْرِهِ ". قَالَ: فَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ. فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ " فَقُلْتُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ مِنْ كُلِّ الْمَالِ مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، قَالَ: " فَلْيُرَ
أَثَرُ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ "
حديث
صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، وأبو إسحاق وإن كان مدلسًا فقد رواه
عنه شعبة، وتابعه عليه عبد الملك بن
عمير كما في "مسند أحمد" (ج 3 ص 473)
* وقال الإمام
النسائي رحمه الله (ج 7 ص 11): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزَّعْرَاءِ، عَنْ
عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ أَرَأَيْتَ ابْنَ عَمٍّ آتِيهِ أَسْأَلُهُ، فَلَا يُعْطِينِي وَلَا يَصِلُنِي، ثُمَّ يَحْتَاجُ إِلَيَّ
فَيَأْتِينِي فَيَسْأَلُنِي،
وَقَدْ حَلَفْتُ أَلَّا أُعْطِيَهُ وَلَا أَصِلُهُ، «فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَأُكَفِّرَ عَنْ يَمِينِي»
هذا
حديث صحيحٌ. وأبو الزعراء هو عمرو بن
عمرو كما جاء مصرحًا به عند ابن ماجه،
وقد وثَّقه أحمد وابن مَعِين،
كما في "تهذيب التهذيب".
الحديث
أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 981)
ظهر يوم السبت 6 صفر 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون