بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
76 - كِتَابُ الطِّبِّ
الدرس الرابع والأربعون: من كِتَابِ الطِّبِّ من صحيح البخاري
5763 - حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى: أخبَرَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ:
سَحَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ
مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ،
يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ
بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخَيَّلُ
إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ -أَوْ: ذَاتَ لَيْلَةٍ- وَهوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا
عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ
فِيهِ، أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا
عِنْدَ رَأسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ:
مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ،
قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ،
وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي
بِئْرِ ذَرْوَانَ».
فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي
نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ،
فَجَاءَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، أَوْ:
كَأَنَّ رُؤُوسَ نَخْلِهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا أَسْتَخْرِجُهُ؟ قَالَ: «قَدْ عَافَانِي اللَّهُ،
فَكَرِهْتُ أَنْ أَثُورَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا»، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ.
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَابْنُ أَبِي
الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ: «فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ»، يُقَالُ: الْمُشَاطَةُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ
إِذَا مُشِطَ،
وَالْمُشَاقَةُ: مِنْ
مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ.
عصر
يوم الخميس 14 ربيع الثاني 1446 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون