بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المُبْهَمَاتُ
الدرس الرابع والعشرون من المُبْهَمَاتِ _ حديث رقم ( 1510)_ حديث: « هَذَا لَهُ وَلِكُلِّ
مُسْلِمٍ »
1510 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (1404):
حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا
سَالِمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ شَيْخٌ
مِنْ بَنِي تَمِيمٍ
فِي
مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَمَعَهُ
صَحِيفَةٌ لَهُ فِي يَدِهِ - قَالَ:
وَفِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ،
فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ
اللهِ، أَتَرَى هَذَا
الْكِتَابَ مُغْنِيًا عَنِّي شَيْئًا عِنْدَ هَذَا السُّلْطَانِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْكِتَابُ؟ قَالَ:
هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَنَا:
أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا، قَالَ: فَقُلْتُ:
لَا، وَاللهِ مَا أَظُنُّ
أَنْ يُغْنِيَ عَنْكَ شَيْئًا،
وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالَ:
قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ بِإِبِلٍ لَنَا نَبِيعُهَا، وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ
لَهُ أَبِي: أخْرُجْ مَعِي
فَبِعْ لِي إِبِلِي هَذِهِ.
قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ
يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ،
وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكَ فَأَجْلِسُ وَتَعْرِضُ إِبِلَكَ، فَإِذَا رَضِيتُ مِنْ رَجُلٍ
وَفَاءً وَصِدْقًا مِمَّنْ سَاوَمَكَ أَمَرْتُكَ بِبَيْعِهِ قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ
فَوَقَفْنَا ظُهْرَنَا،
وَجَلَسَ طَلْحَةُ قَرِيبًا
فَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا نَرْضَى، قَالَ لَهُ أَبِي: أُبَايِعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قد رَضِيتُ لَكُمْ وَفَاءَهُ فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعْنَاهُ فَلَمَّا قَبَضْنَا مَا لَنَا
وَفَرَغْنَا مِنْ حَاجَتِنَا،
قَالَ أَبِي لِطَلْحَةَ: خُذْ لَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا: أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا
فِي صَدَقَاتِنَا، قَالَ: فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ، وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ، قَالَ عَلَى ذَلِكَ إِنِّي
أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابٌ، قَالَ: فَخَرَجَ
حَتَّى جَاءَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، صَدِيقٌ لَنَا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تَكْتُبَ
لَهُ كِتَابًا، أن لَا
يُتَعَدَّى عَلَيْهِ فِي صَدَقَتِهِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا لَهُ
وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ "،
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّهُ قَدْ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ كِتَابٌ عَلَى
ذَلِكَ، قَالَ: فَكَتَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا
الْكِتَابَ.
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه
أبو يَعْلَى (ج 2 ص 15) فقال رحمه الله: حدثنا القواريري،
حدثنا يزيد بن زُرَيْعٍ،
حدثنا محمد بن إسحاق،
حدثنا سالم أبو النضر … به. وفيه: أَنَّ الشيخ
قال لسالم: فَتُرَاهُ نَافِعِي
عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا،
فَقَدْ وَاللهِ تُعُدِّيَ عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا؟ قَالَ: قُلْتُ:
لَا أَظُنُّ وَاللهِ.
ظهر يوم الأربعاء 8 رجب 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون