بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النِّسَاءُ، وتَرْتِيبُهُنَّ كترتيبِ الرِّجالِ
الدرس الأول: من مسند
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
1527 -
قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 349):
حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ،
قَالَتْ: لَمَّا وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِابْنَةٍ لَهُ مِنْ
أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ بُنَيَّةُ، اظْهَرِي بِي عَلَى أَبِي قَبِيسٍ، قَالَتْ:
وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، قَالَتْ: فَأَشْرَفْتُ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا
بُنَيَّةُ، مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، قَالَ:
تِلْكَ الْخَيْلُ، قَالَتْ: وَأَرَى رَجُلًا يَسْعَى بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلًا
وَمُدْبِرًا، قَالَ: يَا بُنَيَّةُ، ذَلِكَ الْوَازِعُ، يَعْنِي الَّذِي يَأْمُرُ الْخَيْلَ
وَيَتَقَدَّمُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: قَدْ وَاللهِ انْتَشَرَ السَّوَادُ،
فَقَالَ: قَدْ وَاللهِ إِذَا دَفَعَتِ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي،
فَانْحَطَّتْ بِهِ، وَتَلَقَّاهُ الْخَيْلُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى بَيْتِهِ،
وَفِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ،
فَاقْتَلَعَهُ مِنْ عُنُقِهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، أَتَاهُ
أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
" هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى
أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ "، قَالَ أَبُو
بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ أَحَقُّ
أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ
بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: " أَسْلِمْ ". فَأَسْلَمَ، وَدَخَلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" غَيِّرُوا هَذَا مِنْ شَعْرِهِ "،
ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ بِيَدِ
أُخْتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ وَالْإِسْلَامِ طَوْقَ أُخْتِي، فَلَمْ
يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ يَا أُخَيَّةُ ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ.
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه
ابن هشام في "السيرة" (ج 2 ص 405) قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عباد … فذكره.
وفيه بعد قول
أبي بكر: احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة في الناس اليوم لقليل.
ولعل الإمام
أحمد رحمه الله حذفها عمدًا، لما فيها من الحكم بقلة الأمانة في يوم الفتح، مع أنه
يوجد فيهم أفاضل الصحابة.
قال الحافظ ابن
كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (ج 4 ص 328): يعني به الصديق ذلك
اليوم على التعيين؛ لأن الجيش فيه كثرة، ولا يكاد أحد يلوي على أحد، مع انتشار
الناس، ولعل الذي أخذه تأول أنه من حربي، والله أعلم.
1528 - قال
الإمام هناد بن السري رحمه الله في "الزهد" (ج 1 ص 98):
حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى
فَقَالَ: «يَسِيرُ فِي ظِلِّ الْفَنَنِ مِنْهَا
الرَّاكِبُ مِائَةَ سَنَةٍ» ، أَوْ قَالَ: «يَسْتَظِلُّ
فِي ظِلِّ الْفَنَنِ مِنْهَا مِائَةُ رَاكِبٍ» ، شَكَّ يَحْيَى فِيهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ كَأَنَّ ثَمَرَهَا الْقِلَالُ.
هذا حديث حسنٌ،
ويونس هو ابن بُكَيْرٍ. والحديث أخرجه الترمذي (ج 7 ص 249) وقال: هذا حديث حسن
صحيح غريب، لكن ليس عند الترمذي تصريح سماع ابن إسحاق.
1529 - قال
الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 350):
حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَاهُ،
حَدَّثَهُ عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي
بَكْرٍ، قَالَتْ: " لَمَّا خَرَجَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ
كُلَّهُ مَعَهُ: خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، أَوْ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ". قَالَتْ
: " وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ ". قَالَتْ: " فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي
أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قَالَتْ:
قُلْتُ: كَلَّا يَا أَبَهْ ، إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا "،
قَالَتْ: " فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا، فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةِ الْبَيْتِ،
كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمَّ
أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ ، ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ
". قَالَتْ: " فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ، إِنْ
كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا، فَقَدْ أَحْسَنَ، وَفِي هَذَا لَكُمْ بَلَاغٌ
". قَالَتْ: " وَلَا وَاللهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي قَدْ
أَرَدْتُ أَنْ أُسْكِنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ ".
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية" (ج 1 ص 488).
ظهر يوم الأحد 12 رجب 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون