بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النِّسَاءُ، وتَرْتِيبُهُنَّ كترتيبِ الرِّجالِ
الدرس الحادي عشر:
من مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
1569 - قال
الإمام الترمذي رحمه الله (ج 1 ص 93):
حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مُرْنَ
أَزْوَاجَكُنَّ أَنْ
يَسْتَطِيبُوا بِالمَاءِ،
فَإِنِّي أَسْتَحْيِيهِمْ، «فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ»
هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قال أبو عبد
الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.
الحديث أخرجه
النسائي (ج 1 ص 43)،
والإمام أحمد (ج 6 ص 171) فقال رحمه الله: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد وبَهْزٌ، قالا: ثنا همام، عن قتادة … به.
وأخرجه أبو
يَعْلَى (ج 8 ص 12) من حديث سعيد بن أبي عروبة … به.
1570 - قال
الإمام الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 455):
حَدَّثَنَا
أَبُو حَفْصٍ، عَمْرُو
بْنُ عَلِيٍّ الفَلَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ الجُرَشِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى
صَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ» قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ
عَائِشَةَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.
قال أبو عبد
الرحمن: هو صحيح، وربيعة
الجرشي مختلف في صحبته،
ولم أرَ ما يثبت صحبته،
لكن قد وثَّقه الدارقطني.
الحديث أخرجه
النسائي (ج 4 ص 203).
1571 - قال أبو
داود رحمه الله (ج 14 ص 128):
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ،
أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ،
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ
طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا - وَقَالَ
الْحَسَنُ: حَدِيثًا، وَكَلَامًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ السَّمْتَ، وَالْهَدْيَ، وَالدَّلَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا كَانَتْ «إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا،
وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ
عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ،
وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا».
هذا حديث حسنٌ.
* الحديث رواه
الترمذي (ج 10 ص 374) وزاد فيه: « فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَتْ
فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ ثُمَّ
رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ
أَكَبَّتْ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ»، فَقُلْتُ: " إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنَّ
هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا فَإِذَا هِيَ مِنَ النِّسَاءِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ
لَهَا: أَرَأَيْتِ حِينَ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَبَكَيْتِ ثُمَّ
أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَضَحِكْتِ، مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ "؟ قَالَتْ:
إِنِّي إِذًا لَبَذِرَةٌ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا
فَبَكَيْتُ، ثُمَّ
أَخْبَرَنِي أَنِّي أَسْرَعُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ فَذَاكَ حِينَ ضَحِكْتُ
".
هذا حديث حسن
غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة.
قال أبو عبد
الرحمن: وبعض ألفاظه في "الصحيح".
1572 - قال
الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 157):
حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ الجَدَلِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: «لَمْ
يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا
صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ،
وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ».
هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الجَدَلِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ بْنُ عَبْدٍ
وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ.
قال أبو عبد
الرحمن: هذا حديث صحيحٌ،
رجاله رجال الصحيح، إلا
أبا عبد الله الجدلي، وقد
وثَّقه أحمد وابن مَعِين،
وما جاء في "تهذيب التهذيب" أن أبا داود قال: إن أبا إسحاق لم يسمع من
أبي عبد الله، مدفوع
بالتصريح بالتحديث هنا،
ولا يظن أنه تصحيف فهو في "تحفة الأشراف" مصرح بالتحديث، ثم الراوي له هنا شعبة، وهو لا يقبل من أبي إسحاق إلا
ما كان مسموعًا له، والله
أعلم.
ظهر يوم الاثنين 20 رجب 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون