بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النِّسَاءُ، وتَرْتِيبُهُنَّ كترتيبِ الرِّجالِ
الدرس الثاني والثلاثون والأخير: من مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
1635 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 86):
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَصَدَّقَ
بِذَهَبٍ كَانَتْ عِنْدَنَا
فِي مَرَضِهِ،
قَالَتْ: فَأَفَاقَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلْتِ؟ " قَالَتْ لَقَدْ شَغَلَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ،
قَالَ: " فَهَلُمِّيهَا " قَالَ:
فَجَاءَتْ بِهَا إِلَيْهِ سَبْعَةَ، أَوْ تِسْعَةَ أَبُو حَازِمٍ يَشُكُّ،
دَنَانِيرَ، فَقَالَ حِينَ جَاءَتْ بِهَا: " مَا ظَنُّ
مُحَمَّدٍ أَنْ لَوْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذِهِ عِنْدَهُ، وَمَا تُبْقِي هَذِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ
لَوْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذِهِ عِنْدَهُ "
هذا الحديث ظاهره الصحة، ولكن أبو حازم سلمة بن دينار ليس
له كبير رواية عن أبي سلمة عن عائشة.
الأمر الثاني: أنه قد جاء عند ابن سعد (ج 2 ص 34) عن أبي
حازم، عن سهل بن سعد، قال ابن سعد
رحمه الله: أخبرنا سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل
بن سعد، قال: كانت عند رسول الله صلى
الله عليه وعلى آله وسلم سبعة دنانير
وضعها عند عائشة … وذكر نحوه.
فأنت ترى أنه قد
اختلف على أبي حازم، والذي يظهر لي أن بعض رجال السند إلى أبي حازم قد سلك الجادة،
فتترجح رواية أبي حازم عن أبي سلمة.
ولهاتين العلتين لم أكتبه إلا للمتابعات والشواهد.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 49): حَدَّثَنَا
يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " يَا عَائِشَةُ، مَا
فَعَلَتِ الذَّهَبُ "، فَجَاءَتْ مَا بَيْنَ الْخَمْسَةِ إِلَى السَّبْعَةِ،
أَوِ الثَّمَانِيَةِ ، أَوِ تِسْعَةِ ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ "
وَيَقُولُ: " مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ
لَقِيَهُ، وَهَذِهِ عِنْدَهُ أَنْفِقِيهَا
"
محمد بن عمرو وهو محمد بن عمرو بن علقمة، حسن الحديث.
* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 104): حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، يَوْمًا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَوْ رَأَيْتُمَا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي
مَرَضٍ مَرِضَهُ، قَالَتْ: وَكَانَ لَهُ عِنْدِي سِتَّةُ دَنَانِيرَ، - قَالَ مُوسَى: أَوْ سَبْعَةٌ - قَالَتْ: فَأَمَرَنِي
نَبِيُّ اللهِ أَنْ أُفَرِّقَهَا، قَالَتْ: فَشَغَلَنِي وَجَعُ نَبِيِّ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى عَافَاهُ
اللهُ، قَالَتْ: ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْهَا، فَقَالَ: " مَا
فَعَلَتِ السِّتَّةُ؟ " قَالَ: " أَوِ
السَّبْعَةُ؟ " قُلْتُ: لَا وَاللهِ، لَقَدْ كَانَ
شَغَلَنِي وَجَعُكَ، قَالَتْ: فَدَعَا بِهَا، ثُمَّ صَفَّهَا فِي كَفِّهِ، فَقَالَ:
" مَا ظَنُّ نَبِيِّ اللهِ لَوْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذِهِ عِنْدَهُ "
الحديث بمجموع طرقه صحيحٌ
1636 - قال النسائي رحمه الله (ج 2 ص 170):
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ، وَأَبُو حَيْوَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِسُورَةِ الْأَعْرَافِ فَرَّقَهَا فِي رَكْعَتَيْنِ»
هذا حديث صحيحٌ، وأبو حيوة هو شُرَيْحُ بن حَيْوَةَ، وابن
أبي حمزة هو شعيب بن أبي حمزة.
وقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (ج 1 ص 340) بهذا
السند
1637 - قال الحاكم رحمه الله (ج 2 ص 633):
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ،
ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا
عُقْبَةُ الْمُجَدَّرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: "مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ».
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
ظهر يوم الأربعاء 6 شعبان 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون