بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
78 - كِتَابُ الأَدَبِ
الدرس الثاني والستون: من كِتَابِ الأَدَب من صحيح البخاري
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ
تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ، وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ
وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90]، وَقَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ﴾ [يونس: 23] ﴿ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ﴾ [الحج: 60] وَتَرْكِ إِثَارَةِ
الشَّرِّ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ
6063 - حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا
وَكَذَا، يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أَهْلَهُ وَلَا يَأْتِي، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: " يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ
أَفْتَانِي فِي أَمْرٍ اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ:
أَتَانِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ
رِجْلَيَّ وَالآخَرُ عِنْدَ رَأْسِي، فَقَالَ
الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، يَعْنِي
مَسْحُورًا، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ،
قَالَ: وَفِيمَ؟
قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ فِي مُشْطٍ
وَمُشَاقَةٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ
ذَرْوَانَ " فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذِهِ البِئْرُ
الَّتِي أُرِيتُهَا، كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا
رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا
نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ» فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْرِجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلَّا، تَعْنِي
تَنَشَّرْتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَمَّا أَنَا فَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ
شَرًّا» قَالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ،
حَلِيفٌ لِيَهُودَ.
عصر
يوم الجمعة 28 رمضان 1446 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون