بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
78 - كِتَابُ الأَدَبِ
الدرس الرابع بعد المائة: من كِتَابِ الأَدَب من صحيح البخاري
بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ
الغَضَبِ وَالجَزَعِ عِنْدَ الضَّيْفِ
6140 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ
الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الجُرَيْرِيُّ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ أَبَا
بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا، فَقَالَ لِعَبْدِ
الرَّحْمَنِ: «دُونَكَ أَضْيَافَكَ،
فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ»،
فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ
بِمَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: اطْعَمُوا، فَقَالُوا: أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا، قَالَ:
اطْعَمُوا، قَالُوا: مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا،
قَالَ: اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا
لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ، فَأَبَوْا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يَجِدُ عَلَيَّ، فَلَمَّا
جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتُمْ، فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ»، فَسَكَتُّ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ»، فَسَكَتُّ، فَقَالَ: «يَا غُنْثَرُ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ
تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ»، فَخَرَجْتُ، فَقُلْتُ: سَلْ أَضْيَافَكَ،
فَقَالُوا: صَدَقَ، أَتَانَا بِهِ، قَالَ: «فَإِنَّمَا
انْتَظَرْتُمُونِي، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ»، فَقَالَ
الآخَرُونَ: وَاللَّهِ لَا نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ، قَالَ: «لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ،
وَيْلَكُمْ، مَا أَنْتُمْ؟ لِمَ لَا تَقْبَلُونَ عَنَّا
قِرَاكُمْ؟ هَاتِ طَعَامَكَ»، فَجَاءَهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ
فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ،
الأُولَى لِلشَّيْطَانِ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا»
عصر يوم الاثنين 14 من ذي القعدة 1446
هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون