بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الدرس الخامس: من
كتاب عقيدة السلف أصحاب الحديث
ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى
السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف، بل يثبتون
ما أثبته رسول الله ﷺ وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على
ظاهره ويكلون علمه إلى الله.
وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء
والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ
إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالمَلائِكَةُ ﴾ [البقرة:210] ، وقوله
عز اسمه:﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر:22]
قرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله
سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول ﷺ، وقد قال الله عز
وجل: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ
فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾، وقال: ﴿وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء
سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه
إذ كنا قد أُمرنا به في قوله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي
الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾
أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني: سمعت أبا حامد بن الشرقي
يقول: سمعت أحمد السلمي وأبا داود الخفاجي يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن
رسول الله ﷺ: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا» كيف ينزل؟ قال: قلت: أعز الله
الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف، إنما ينزل بلا كيف.
وخبر نزول الرب كل ليلة إلى سماء الدنيا خبر متفق على صحته،
مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي
هريرة.
أخبرناه أبو علي زاهر بن أحمد: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد
الصمد: حدثنا أبو مصعب: حدثنا مالك ح. وحدثنا أبو بكر بن زكريا: حدثنا أبو حاتم
علي بن عبيدان: حدثنا محمد بن يحيى قال: وفيما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف عن
مالك ح. وحدثنا أبو بكر بن زكريا: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه:
حدثنا يحيى بن محمد: حدثنا يحيي بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري عن
أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر،
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له».
ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ح. ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة، وعبد الأعلى بن أبي المساور وبشير بن أبي سلمان عن أبي حازم
عن أبي هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن
يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد
الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد
الله بن مسعود، ومحمد بن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء، وأبو الزبير عن
جابر، وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم كلهم
عن رسول الله ﷺ أنه قال: «ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الأخير فيقول: من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟»
فبذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله، وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في
كتابنا الكبير المعروف بالانتصار. [هذا لفظ أبي سلمة و الأغر عن أبي هريرة.]
وخبر نزول الرب كل ليلة إلى سماء الدنيا خبر متفق على صحته،
مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي
هريرة.
أخبرناه أبو علي زاهر بن أحمد: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد
الصمد: حدثنا أبو مصعب: حدثنا مالك ح. وحدثنا أبو بكر بن زكريا: حدثنا أبو حاتم
علي بن عبيدان: حدثنا محمد بن يحيى قال: وفيما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف عن
مالك ح. وحدثنا أبو بكر بن زكريا: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه:
حدثنا يحيى بن محمد: حدثنا يحيي بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري عن
أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر،
فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له».
ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ح. ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة، وعبد الأعلى بن أبي المساور وبشير بن أبي سلمان عن أبي حازم
عن أبي هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن
يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد
الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد
الله بن مسعود، ومحمد بن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء، وأبو الزبير عن
جابر، وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم كلهم
عن رسول الله ﷺ أنه قال: «ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الأخير فيقول: من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟»
فبذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله، وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في
كتابنا الكبير المعروف بالانتصار، هذا لفظ أبي سلمة و الأغر عن أبي هريرة.
يوم
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون