بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الدرس الثالث عشر: من التعليق
على كتاب شرف
أصحاب الحديث للخطيب البغدادي
ذِكْرُ بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنِ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ فِي الْحَثِّ عَلَى حِفْظِ الْحَدِيثِ وَنَشْرِهِ
وَالْمُذَاكَرَةِ بِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ
الْفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
عَلَيْهِ السَّلَامُ: " تَزَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ. فَإِنَّكُمْ
إِنْ لَا تَفْعَلُوا يَدْرُسُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ الْعَتَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ ح وَأَخْبَرَنَا
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ:
«تَزَاوَرُوا وَتَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ وَإِلَّا تَفْعَلُوا يَدْرُسُ»
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
«تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ حَيَاتَهُ الْمُذَاكَرَةُ»
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ ح
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ، لَا يَتَفَلَّتْ مِنْكُمْ.
فَإِنَّهُ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ الْقُرْآنِ، الْقُرْآنُ مَجْمُوعٌ مَحْفُوظٌ،
وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَذَاكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ يَفْلِتْ مِنْكُمْ. وَلَا
يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: حَدَّثْتُ أَمْسَ، لَا أُحَدِّثُ الْيَوْمَ. بَلْ
حَدَّثْتُ أَمْسَ وَحَدِّثِ الْيَوْمَ وَحَدِّثْ غَدًا ". وَاللَّفْظُ
لِحَدِيثِ ابْنِ حُمَيْدٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدُوسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ،
قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِذَا سَمِعْتُمْ مِنَّا، شَيْئًا فَتَذَاكَرُوهُ
بَيْنَكُمْ»
أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْفِيُّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
«تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ»
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «تَحَدَّثُوا، فَإِنَّ الْحَدِيثَ
يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمُعَدِّلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ،
أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ
قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْ بَلَاغِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ، وَإِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ،
وَأَنْتُمْ فَبَلِّغُوا عَنَّا أَحْسَنَ مَا تَسْمَعُونَ»
أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ
بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ
نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ،
قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، فَيُحَدِّثُنَا
حَدِيثًا كَثِيرًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا
سَكَتَ قَالَ: «اعْقِلُوا، بَلِّغُوا عَنَّا كَمَا بُلِّغْتُمْ»
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ
الْبَرْقَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الزَّيَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأُبُلِّيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّايَ،:
النَّضْرُ وَمُوسَى ابْنَا أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ
أَمَرَهُمَا بِكِتَابَةِ الْحَدِيثِ وَالْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعَلُّمِهَا، وَقَالَ أَنَسٌ «كُنَّا لَا نَعُدُّ
عِلْمَ مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عَلِمَهُ عِلْمًا»
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ، فَإِنَّ
حَيَاتَهُ ذِكْرُهُ»
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: «أَطِيلُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ حَتَّى
لَا يَدْرُسَ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى، قَالَ: «إِحْيَاءُ الْحَدِيثِ مُذَاكَرَتُهُ فَتَذَاكَرُوهُ»
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: «تَذَاكَرُوا الْحَدِيثَ فَإِنَّ الْحَدِيثَ
يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ»
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو
الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: «إِذَا حُدِّثْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَازْدَهِرْ يَعْنِي احْتَفِظْ»
مَنْ تَمَنَّى رِوَايَةَ الْحَدِيثِ مِنَ الْخُلَفَاءِ، وَرَأَى أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ
أَفْضَلُ الْعُلَمَاءِ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَبْزَارِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: لَمَّا فَتْحَ
الْمَأْمُونُ مِصْرَ، قَامَ فَرَجٌ الْأَسْوَدُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي كَفَاكَ أَمْرَ عَدُوِّكَ، وَأَدَانَ لَكَ
الْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامَاتِ وَمِصْرَ، وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا فَرَجُ إِلَّا
أَنَّهُ بَقِيَتْ لِي خَلَّةٌ، وَهُوَ أَنْ أَجْلِسَ فِي مَجْلِسٍ، وَمُسْتَمْلٍ
يَجِيءُ، فَيَقُولُ: مَنْ ذَكَرْتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ؟ فَأَقُولُ: حَدَّثَنَا
الْحَمَّادَانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ
بْنِ دِرْهَمٍ، قَالَا، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ
أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى يَمُتْنَ، أَوْ يَمُوتَ
عَنْهُنَّ، كَانَ مَعِي كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» ، وَأَشَارَ بِالْمُسَبِّحَةِ
وَالْوُسْطَى. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ: فِي هَذَا الْخَبَرِ
غَلَطٌ فَاحِشٌ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمَأْمُونُ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ
الْحَمَّادَيْنِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْلِدَ الْمَأْمُونِ كَانَ فِي سَنَةِ
سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، قَبْلَ مَوْلِدِهِ بِثَلَاثِ سِنِينَ. وَأَمَّا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ فَمَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَكْثَمَ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ: مَا أَنْبلُ الْمَرَاتِبِ؟ قُلْتُ:
مَا أَنْتَ فِيهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَتَعْرِفُ أَجَلَّ مِنِّي؟
قُلْتُ: لَا، قَالَ: لَكِنِّي أَعْرِفُهُ: رَجُلٌ فِي حَلَقَةٍ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا خَيْرٌ
مِنْكَ، وَأَنْتَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَوَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ. " وَيْلَكَ، هَذَا خَيْرٌ
مِنِّي، لِأَنَّ اسْمَهُ مُقْتَرِنٌ بِاسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَمُوتُ أَبَدًا. نَحْنُ نَمُوتُ وَنَفْنَى،
وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الْإِسْفَرَايِينِيُّ،
بِهَا إِمْلَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيَّ،
بِأَطْرَابُلْسَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْخَنَاجِرِ، يَقُولُ: كُنَّا
فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ بِبَغْدَادَ، وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا
فِيهِ، فَمَرَّ الْمُتَوَكِّلُ مَعَ جَيْشِهِ، فَنَظَرَ إِلَى مَجْلِسِ يَزِيدَ
بْنِ هَارُونَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: «هَذَا الْمُلْكُ» . قَالَ الشَّيْخُ:
قُلْتُ: هَكَذَا رَوَى هَذَا الْخَبَرَ خَيْثَمَةُ، وَفِيهِ وَهْمٌ فَاحِشٌ،
وَخَطَأٌ ظَاهِرٌ. وَذَلِكَ أَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ
وَمِائَتَيْنِ، وَوُلِدَ الْمُتَوَكِّلُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ.
وَلَعَلَّ الْمَارَّ بِيَزِيدَ فِي جَيْشِهِ كَانَ الْمَأْمُونُ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الشِّيرَازِيُّ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ
الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونُ: مَا طَلَبَتْ مِنِّي نَفْسِي شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ
نَالَتْهُ مَا خَلَا هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقْعُدَ
عَلَى كُرْسِيٍّ، وَيُقَالُ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَأَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ
عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: فَقُلْتُ: افْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلِمَ لَا
تُحَدِّثُ؟ قَالَ: «لَا يَصْلُحُ الْمُلْكُ وَالْخِلَافَةُ مَعَ الْحَدِيثِ
لِلنَّاسِ» كَانَ الْمَأْمُونُ أَعْظَمَ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنَايَةً
بِالْحَدِيثِ، كَثِيرَ الْمُذَاكَرَةِ بِهِ، شَدِيدَ الشَّهْوَةِ لِرِوَايَتِهِ،
مَعَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لِمَنْ كَانَ يَأْنَسُ بِهِ مِنْ
خَاصَّتِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ إِمْلَاءَ الْحَدِيثِ فِي مَجْلِسٍ عَامٍّ، يَحْضُرُ
سَمَاعَهُ كُلُّ أَحَدٍ، فَكَانَ يُدَافِعُ نَفْسَهُ بِذَلِكَ حَتَّى عَزَمَ عَلَى
فِعْلِهِ
فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ
الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ
الْقَنْطَرِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ فَهْمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ الْقَاضِي، قَالَ: قَالَ لِيَ الْمَأْمُونُ
يَوْمًا: يَا يَحْيَى أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَ؟ فَقُلْتُ: وَمَنْ أَوْلَى بِهَذَا
الْحَدِيثِ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: ضَعُوا لِي مِنْبَرًا
بِالْحَلَبَةِ. فَصَعِدَ وَحَدَّثَ. فَأَوَّلُ حَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ: "
عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ:
«امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ» ، ثُمَّ حَدَّثَ
بِنَحْو مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ: يَا يَحْيَى كَيْفَ
رَأَيْتَ مَجْلِسَنَا؟ فَقُلْتُ: أَجَلَّ مَجْلِسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
تَفَقَّهَ الْخَاصُ وَالْعَامُّ. فَقَالَ: لَا، وَحَيَاتِكَ مَا رَأَيْتُ لَكُمْ
حَلَاوَةً، وَإِنَّمَا الْمَجْلِسُ لِأَصْحَابِ الْخُلْقَانِ وَالْمَحَابِرِ،
يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ
أَخْبَرَنِي أَبُو
الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
يَحْيَى الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ،
حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ
بْنُ قُدَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَرَأَى أَصْحَابَ
الْحَدِيثِ يَمْشُونَ خَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، مُلَازِمِينَ لَهُ،
فَالتَفَتَ إِلَى مَنْ مَعَهُ، فَقَالَ: «لَأَنْ يَطَأَ هَؤُلَاءِ عَقِبِي كَانَ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْخِلَافَةِ»
يوم
الخميس 17 ربيع الآخر 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون