بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الدرس السابع عشر والأخير: من التعليق
على كتاب شرف
أصحاب الحديث للخطيب البغدادي
خَبَرٌ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ
بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْقَانِيُّ، بِهَا حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعُودٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ إِدْرِيسَ فِي الْإِكْثَارِ: كُنَّا نَقُولُ: «الْإِكْثَارُ مِنَ الْحَدِيثِ
جُنُونٌ» قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: صَدَقَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَحَدَّثَنِي أَبُو
الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَذْكُرُ عَنْ مَالِكٍ
قَالَ: مَا أَكْثَرَ أَحَدٌ مِنَ الْحَدِيثِ فَأَنْجَحَ. قَالَ الشَّيْخُ
الْحَافِظُ: وَقَدْ حُفِظَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ، فِي
الْإِكْثَارِ مِنَ الْحَدِيثِ مَا يُقَارِبُ هَذَا الْمَعْنَى
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَرْفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْخُتُلِّيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ،
يَقُولُ: «كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ، فَإِذَا هُوَ شَرٌّ
كُلُّهُ» قَالَ الشَّيْخُ الْحَافِظُ: وَهَذَا الْكَلَامُ كُلُّهُ قَرِيبٌ مِنْ
كَلَامِ الثَّوْرِيِّ فِي ذَمِّ شَوَاذِّ الْحَدِيثِ، وَالْمَعْنَى فِيهِمَا
سَوَاءٌ، إِنَّمَا كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُمَا الْإِكْثَارَ
مِنْ طَلَبِ الْأَسَانِيدِ الْغَرِيبَةِ وَالطُّرُقِ الْمُسْتَنْكَرَةِ
كَأَسَانِيدِ: حَدِيثِ الطَّائِرِ، وَطُرُقِ حَدِيثِ الْمِغْفَرِ، وَغُسْلِ
الْجُمُعَةِ، وَقَبْضِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ.، وَمَنْ كَذَبَ
عَلَيَّ.، وَلَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ. وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَتَتَبَّعُ
أَصْحَابُ الْحَدِيثِ طُرُقَهُ وُيَعْنَوْنَ بِجَمْعِهِ، وَالصَّحِيحُ مِنْ طُرُقِهِ
أَقَلُّهَا، وَأَكْثَرُ مَنْ يَجْمَعُ ذَلِكَ الْأَحْدَاثُ مِنْهُمْ،
فَيَتَحَفَّظُونَهَا وَيُذَاكِرُونَ بِهَا. وَلَعَلَّ أَحَدَهُمْ لَا يَعْرِفُ
مِنَ الصِّحَاحِ حَدِيثًا، وَتَرَاهُ يَذْكُرُ مِنَ الطُّرُقِ الْغَرِيبَةِ
وَالْأَسَانِيدِ الْعَجِيبَةِ الَّتِي أَكْثَرُهَا مَوْضُوعٌ، وَجُلُّهَا
مَصْنُوعٌ، مَا لَا يَنْتَفِعُ بِهِ. وَقَدْ أَذْهَبَ مِنْ عُمُرِهِ جُزْءًا فِي
طَلَبِهِ. وَهَذِهِ الْعِلَّةُ، هِيَ الَّتِي اقْتَطَعَتْ أَكْثَرَ مَنْ فِي
عَصْرِنَا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ عَنِ التَّفَقُّهِ بِهِ، وَاسْتِنْبَاطِ مَا
فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ
وَقَدْ فَعَلَ مُتَفَقِّهَةُ
زَمَانِنَا كَفِعْلِهِمْ، وَسَلَكُوا فِي ذَلِكَ سَبِيلَهُمْ، وَرَغَّبُوا عَنْ
سَمَاعِ السُّنَنِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَصَانِيفِ
الْمُتَكَلِّمِينَ. فَكِلَا الطَّائِفَتَيْنِ ضَيَّعَ مَا يَعْنِيهِ، وَأَقْبَلَ
عَلَى مَا لَا فَائِدَةَ لَهُ فِيهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَرْدَبِيلِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَعْنِي الرَّازِيَّ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ
أَبُو ثَوْرٍ: " لَمْ يَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ فِي أَصْحَابِكَ حَتَّى
شَغَلَهُمْ عَنْهُ إِحْصَاءُ عَدَدِ رُوَاةِ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا. .
.» فَغَلَبَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَيْهِ "
أَخْبَارٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْبُرُلُّسِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الصَّفَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «لَأَنْ أَتَصَدَّقُ بِكِسْرَةٍ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحَدِّثَ بِسَبْعِينَ حَدِيثًا» . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِأَبِي أُسَامَةَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ ذَلِكَ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ، يَقُولُ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: لَوْ حَدَّثْتَنَا؟
فَقَالَ،: «لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَرَقٍ أَوْ رَغِيفٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ
أُحَدِّثَكُمْ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ»
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ
هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: " مَا فِي الدُّنْيَا قَوْمٌ شَرٌّ مِنْ
أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى
رَأَيْتُ مِنْهُمَ مَا أَعْلَمُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ
الْأَنْبُذُونِيُّ، يَقُولُ قُرِئَ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَنْبَرٍ الْبَغْدَادِيِّ، حَدَّثَكُمُ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: قَالَ الْأَعْمَشُ: «لَوْ كَانَتْ لِي أَكْلُبٌ، كُنْتُ
أُرْسِلُهَا عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ بْنُ
سَلِيطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
الْأَعْمَشَ، يَقُولُ:: «لَوْ خَلَا هَذَا الْبَابُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ
لَسَرَقُوا حَدِيدَهُ» قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ الْأَعْمَشُ سَيِّءَ
الْخُلُقِ، جَافِيَ الطَّبْعِ، بَخِيلًا بِالْحَدِيثِ، عَسِيرًا فِي الرِّوَايَةِ،
وَأَخْبَارُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ فَمِنْهَا مَا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: جَاءَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ
إِلَى الْأَعْمَشِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَكَلَحَ وَجْهُهُ، فَقَالَ لَهُ
رَقَبَةُ: «أَمَا وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُكَ لَدَائِمُ الْقُطُوبِ، سَرِيعُ
الْمَلَالِ، مُسْتَخِفٌ بِحَقِّ الزُّوَارِ لَكَأَنَّمَا تَسْعِطُ الْخَرْدَلَ
إِذَا سُئِلَتَ الْحِكْمَةَ»
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْكُرَاعِيِّ،
أَخْبَرَكُمْ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُشْمَيْهَنِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ:
خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُودُ الْأَعْمَشَ.
فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْجَنَازَةِ، عَدْلَ بِهِ عَنِ الطَّرِيقِ. فَلَمَّا
أَصْحَرَ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ؟ أَنْتَ فِي
جَبَّانَةِ كَذَا. لَا وَاللَّهِ لَا أُرُدُّكَ حَتَّى تَمْلَأَ أَلْوَاحِي
حَدِيثًا. قَالَ: اكْتُبْ. فَلَمَّا مَلَأَ الْأَلْوَاحَ، وَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ،
وَأَخَذَ بِيَدِ الْأَعْمَشِ، يَقُودُهُ. فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ، لَقِيَهُ
بَعْضُ مَعَارِفِهِ، فَدَفَعَ الْأَلْوَاحَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْتَهَى
الْأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ، تَعَلَّقَ بِهِ، وَقَالَ: " خُذُوا الْأَلْوَاحَ
مِنَ الْفَاسِقِ. قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَتْ. فَلَمَّا أَيِسَ
مِنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ كَذِبٌ. قَالَ الْفَتَى: أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ
مِنْ أَنْ تَكْذِبَ "
أَخْبَرَنِي أَبُو
الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ
الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ
لَا يَدَعُ أَحَدًا يَقْعُدُ بِجَنْبِهِ. فَإِنْ قَعَدَ إِنْسَانٌ، قَطَعَ
الْحَدِيثَ وَقَامَ. وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ، يَسْتَثْقُلُهُ. قَالَ: فَجَاءَ،
فَجَلَسَ بِجَنْبِهِ، وَظَنَّ أَنَّ الْأَعْمَشَ لَا يَعْلَمُ. وَفَطِنَ
الْأَعْمَشُ، فَجَعَلُ يَتَنَخَّمُ، وَيَبْزُقَ عَلَيْهِ، وَالرَّجُلُ سَاكِتٌ،
مَخَافَةَ أَنْ يَقْطَعَ الْحَدِيثَ "
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: " سَأَلَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
الْأَعْمَشَ عَنْ إِسْنَادِ، حَدِيثٍ، فَأَخَذَ بِحَلْقَهِ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى
حَائِطٍ، وَقَالَ: هَذَا إِسْنَادُهُ
أَخْبَرَنَا رِضْوَانُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ لَالٍ، بِهَمَذَانَ،
يَقُولُ سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
صَالِحٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ:
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْمَشَ، وَكَانَ لَهُ كَلْبٌ،
يُؤْذِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَجِئْنَاهُ يَوْمًا، وَقَدْ مَاتَ،
فَهَجَمْنَا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنَا بَكَى، ثُمَّ قَالَ: «هَلَكَ مَنْ كَانَ
يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
وَأَخْبَارُ الْأَعْمَشِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَكَانَ مَعَ
سُوءِ خُلُقِهِ، ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ، عَدْلًا فِي رِوَايَتِهِ، ضَابِطًا لِمَا
سَمِعَهُ، مُتْقِنًا لِمَا حِفْظَهُ ، فَرَحَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتَهَافَتُوا
فِي السَّمَاعِ عَلَيْهِ. فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ رُبَّمَا طَلَبُوا مِنْهُ
أَنْ يُحَدِّثَهُمُ، فَيَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ، وَيُلِحُّونَ فِي الطَّلَبِ،
وَيُبْرِمُونَهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَيَغْضَبُ وَيَسْتَقْبِلُهُمْ بِالذَّمِّ
حَتَّى إِذَا سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ، وَذَهَبَتْ ضَجْرَتُهُ، أَعْقَبَ الْغَضَبَ
صُلْحًا، وَأَبْدَلَ الذَّمَّ مَدْحًا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: «أُحِبُّ إِذَا
رَأَيْتُ الشَّيْخَ لَمْ يَكْتُبِ الْحَدِيثَ أَصْفَعُ لَهُ»
وأَخْبَرَني أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخُو أَبِي
اللَّيْثِ الْفَرَائِضِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «مَنْ
لَمْ يَطْلُبِ الْحَدِيثَ أَشْتَهِي أَنْ أَصْفَعَهُ بِنَعْلِي»
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو
نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنٍ الدِّينَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ،
يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، يَقُولُ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ،
سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَقُولُ: «لَوْ كُنْتُ بَاقَلَّانِيًّا اسْتَقْذَرْتُمُونِي،
وَلَوْلَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ لَكُنَّا مِنَ الْبَقَّالِينَ بِالسَّوِيَّةِ»
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَفْصٍ الْهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: «لَمْ يَزَلِ الْأَعْمَشُ يَطْلُبُ
الْحَدِيثَ حَتَّى مَاتَ»
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ح وَأَخْبَرَنَا
أَنَّ الْفَضْلَ أَيْضًا، وَالْحَسَنَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا
أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ
الْقَطَّانُ، قَالَ أَبُو سَهْلٍ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ دَعْلَجٌ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ إِذَا
غَضِبَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ قَالَ: " لَا أُحَدِّثُكُمْ وَلَا
كَرَامَةَ، وَلَا تَسْتَأْهِلُونَهُ، وَلَا يُرَى عَلَيْكُمْ أَثَرُهُ. فَلَا
يَزَالُونَ بِهِ حَتَّى يَرْضَى، فَيَقُولُ: «نَعَمْ وَكَرَامَةٌ، وَكَمْ أَنْتُمْ
فِي النَّاسِ وَاللَّهِ لَأَنْتُمْ أَعَزُّ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ».
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيُحْكَى مِثْلُ هَذَا الْفِعْلِ عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْبَرْقَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُمَيْرَوَيْهِ
الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: أَصْحَابُ الْحَدِيثِ
هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ، هُمُ الْمُجَّانُ، هُمْ كَذَا، هُمْ كَذَا، وَوَصَفَ
أَشْيَاءَ، ثُمَّ سَكَتَ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: " هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ
الْحَدِيثِ، هُمْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، هُمْ كَذَا هُمْ كَذَا. قَالَ فَقُلْتُ
لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ بَدَا لَكَ فِيهِمْ؟ قَالَ. إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ
يَلْزَمُنِي فِي حَدِيثٍ، فَلَا يَزَالُ بِي حَتَّى يَسْمَعَهُ، وَلَوْ شَاءَ
لَذَهَبَ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، مَنْ كَانَ يَقُولُ
لَهُ: إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْهُ؟ "
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَالَةَ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ،
بِالرِّيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي، بِبَلْخَ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ أَبَا عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى
بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ الْعَيْشِيَّ،
يَقُولُ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَهُوَ طَيِّبُ
النَّفْسِ، فَإِذَا رَآنَا يَقُولُ: " خَيْرُ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ،
يُحْيُونَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَإِذَا
أَتَيْنَاهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، يَقُولُ: شَرُّ قَوْمٍ عَلَى وَجْهِ
الْأَرْضِ، عَقُّوا الْآبَاءَ وَالْأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الصَّلَوَاتِ فِي
الْجَمَاعَاتِ " قَالَ الشَّيْخُ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عَسِيرًا فِي
الْحَدِيثِ
فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ
النَّقَّاشُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيَّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَلَقِيتُ أَبَا
بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي، فَإِنِّي، رَجُلٌ غَرِيبٌ. فَقَالَ:
" أَهْلُ بَلَدِي أَحَقُّ مِنْكَ. قُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ:
ذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ "
حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرِمِيسِينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّبَعِيُّ،
حَدَّثَنَا الْأَخْنَسِيُّ، قَالَ
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ
عَيَّاشٍ، يَقُولُ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا، يَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ،
يَتَدَيَّنُ بِهِ، لَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ حَتَّى أُحَدِّثَهُ أَتُرَوْنِي لَا
أَسْتَقْبِحُ مَا أَصْنَعُ بِكُمْ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ أَهْلَهُ. وَلَوْ
تَرَكْتُمُوهُ ذَهَبَ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمِنْ مُسْتَطْرَفِ أَخْبَارِ أَبِي
بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ مَعَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو
مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْهَمَذَانِيُّ،
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ،
قَالَ: حَضَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ بُدَيْلٍ الْكُوفِيَّ، وَقَدْ أَطَافَ بِهِ
أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَذَكَرُوا عُسْرَهُ. فَقَالَ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ
أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ؟ قَالُوا: كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ أَبِي
كُرَيْبٍ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَمَعَهُمْ فُلَانٌ الْهَاشِمِيُّ، فَسَأَلُوهُ
أَنْ يُحَدِّثَهُمُ بِعَشَرَةِ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: لَا، وَلَا حَدِيثَيْنِ.
قَالُوا: فَحَدِّثْنَا بِحَدِيثَيْنِ؟ قَالَ: لَا، وَلَا نِصْفَ حَدِيثٍ. قِيلَ:
فَحَدِّثْنَا بِنِصْفِ حَدِيثٍ؟ قَالَ: فَقَالَ: اخْتَارُوا إِنْ شِئْتُمُ
الْإِسْنَادَ، وَإِنْ شِئْتُمُ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ
وَكَانَ شَيْخَنَا: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْتَ عِنْدَنَا إِسْنَادٌ، فَهَاتِ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. .
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ "
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ،
حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ،
عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِهِ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: حَدِّثْنَا،
قَالَ: لَا أَفْعَلُ. فَقَالُوا: حَدِيثٌ وَاحِدٌ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ
قَالَ: «رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُدَحْرِجُ الدَّنَّ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ:
فَانْظُرْ إِلَى نَكِدِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا أَضْجَرَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ،
وَسَأَلُوهُ أَنْ يُحَدِّثَهُمْ حَدِيثًا وَاحِدًا، كَيْفَ حَدَّثَهُمْ بِمَا لَا
خَيْرَ فِيهِ، وَلَا فَائِدَةَ لِمُسْتَمِعِيهِ. وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ
قَوْلٌ ظَاهَرٌ بِفَضْلِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ
حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَقِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ سَعِيدٍ
الْمَرْوَزِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَضَرَبَ، بِيَدِهِ
عَلَى كَتِفِ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، فَقَالَ: «وَيْلَكَ يَا يَحْيَى فِي الدُّنْيَا
قَوْمٌ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ؟»
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ
يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ
رَافِعٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ
يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ الْأَزْهَرِ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: "
مَا رَأَيْتُ قَوْمًا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ. يَتَرَدَّدُ إِلَيَّ
أَحَدُهُمْ فِي الْكَلِمَةِ مِرَارًا. وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُولَ: سَمِعْتُ أَبَا
بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ لَقَالَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ،
قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ يَوْمًا، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ
بِبَابِهِ، فَقَالَ: " هَؤُلَاءِ خِيَارُ النَّاسِ. لَوْ شَاءُوا، رَجَعُوا،
فَقَالُوا: قَدْ سَمِعْنَا ".
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا هَذَا، مِنْ فَضْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ
الْمَخْصُوصِينَ بِحِفْظِهِ وَنَقْلِهِ، مَا فِيهِ كِفَايَةٌ عَمَّا سِوَاهُ، وَغُنْيَةٌ لِمَنْ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ، وَأَنَا أَذْكُرُ بَعْدَ هَذَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ: «أَخْلَاقُ الرَّاوِي وَآدابُ الْوَاعِي» ، وَمَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا، وَيُسْتَحَبُّ مِنْهُمَا، وَيُكْرَهُ لَهُمَا، إِذْ لَا غَنَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ
الْحَدِيثِ عَنْ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ. وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمَعُونَةَ عَلَى مَا
نَبْتَغِيهِ، وَالْعِصْمَةَ مِنَ الْخَطَإِ وَالزَّلَلِ فِيهِ. إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
يوم
الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون