بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس الثالث: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنَ
وَالِاسْتِمَاعِ إِلَيْهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
قَالَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ، فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ فِيهِ بِكُلِّ
حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ ﴿الم﴾ [البقرة: 1] ، وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلَامٌ
وَمِيمٌ ". حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ،
أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَ
ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «أَلْفٌ وَلَامٌ وَمِيمٌ ثَلَاثُونَ سَنَةً» .
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ لَتُقِلُّ الصَّوْمَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ
يُضْعِفُنِي عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «مَنْ
سَمِعَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تُتْلَى كَانَتْ لَهُ نُورًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ
الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ
أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: بَيْنَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ بِسُورَةِ
الْبَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ
فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ
فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ، فَانْصَرَفَ
إِلَى ابْنِهِ يَحْيَى، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ،
فَلَمَّا اجْتَرَّهُ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِمِثْلِ
الظُّلَّةِ، فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ عَرَجَتْ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا
يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَتَدْرِي مَا ذَاكَ» ؟ قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تِلْكَ
الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ
النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» . قَالَ ابْنُ الْهَادِ:
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ عَلَى ظَهْرِ
بَيْتِهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ حَسَنُ الصَّوْتِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ هَذَا
الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ مِثْلَ هَذَا قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا أَنَا أَقْرَأُ الْبَارِحَةَ بِسُورَةٍ، فَلَمَّا
انْتَهَيْتُ إِلَى آخِرِهَا سَمِعْتُ رَجَّةً مِنْ خَلْفِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ
فَرَسِي تُطْلَقُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اقْرَأْ أَبَا عَتِيكٍ» مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَى أَمْثَالِ
الْمَصَابِيحِ ، مِلْءُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ أَبَا عَتِيكٍ» . فَقَالَ:
وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ. فَقَالَ: «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ
لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْأَعَاجِيبَ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَمِّهِ
جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَشْيَاخَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَدَّثُوهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: أَلَمْ تَرَ ثَابِتَ بْنَ
قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ لَمْ تَزَلْ دَارُهُ الْبَارِحَةَ تُزْهِرُ مَصَابِيحَ؟
قَالَ: «فَلَعَلَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ» . قَالَ: فَسُئِلَ ثَابِتٌ ،
فَقَالَ: قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ
بَابُ فَضْلِ الْحَضِّ عَلَى الْقُرْآنِ وَالْإِيصَاءِ
بِهِ وَإِيثَارِهِ عَلَى مَا سِوَاهُ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ
وَدَاعَةَ الْغَافِقِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، كَانَ بِجَنْبِ مَالِكِ بْنِ
عُبَادَةَ الْغَافِقِيِّ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ
لَعَاقِلٌ أَوْ هَالِكٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ
فَإِنَّكُمْ سَتَرْجِعُونِ إِلَى قَوْمٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ
عَقَلَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ
فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا أَوْ قَالَ مَقْعَدًا مِنْ جَهَنَّمَ» . قَالَ: لَا
أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ
أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ:
«الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ فِيهِ الْأَحْمَرَ
وَالْأَسْوَدَ، اقْرَءُوا، اقْرَءُوا، اقْرَءُوا، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ
يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقَدَحُ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ،
يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ» . حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ
الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلَانِيِّ، أَحْسَبُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَنَحْنُ فِي
الْمَسْجِدِ، نَتَدَارَسُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ وَاقْتَنُوهُ» . قَالَ: وَحَسَبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «وَاغْنُوا بِهِ،
فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ مِنَ
الْعُقُلِ» حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ،
عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ،
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَاقْتَنُوهُ وَتَغَنَّوْا بِهِ» ، وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنِ الْمُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، لَا تَوَسَّدُوا الْقُرْآنَ،
وَاتْلُوهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَغَنَّوْهُ،
وَتَقَنَّوْهُ، وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: تَغَنَّوْهُ، يَقُولُ: اجْعَلُوهُ غِنَاكُمْ مِنَ الْفَقْرِ،
وَلَا تَعُدُّوا الْإِقْلَالَ مَعَهُ فَقْرًا. وَقَوْلُهُ: تَقَنَّوْهُ، يَقُولُ:
اقْتَنُوهُ كَمَا تَقْتَنُونَ الْأَمْوَالَ، وَاجْعَلُوهُ مَالَكُمْ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ
السَّكُونِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
يَقُولُ: «إنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُبْسَطَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ
الْفِعْلُ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الْأَشْرَارُ
وَتُوضَعَ الْأَخْيَارُ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقْرَأَ
الْمُثَنَّاةُ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَأِ لَا تُغَيَّرُ» . قِيلَ: وَمَا
الْمُثَنَّاةُ؟ فَقَالَ: «مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ» . قِيلَ:
يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَيْفَ بِمَا جَاءَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «مَا أَخَذْتُمُوهُ عَمَّنْ
تَأْمَنُونَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَدِينِهِ فَاعْقِلُوهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ
فَتَعَلَّمُوهُ وَعَلِّمُوهُ أَبْنَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ عَنْهُ تُسْأَلُونَ،
وَبِهِ تُجْزَوْنَ، وَكَفَى بِهِ وَاعِظًا لِمَنْ كَانَ يَعْقِلُ» . قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: الْمُثَنَّاةُ أَرَاهُ يَعْنِي كُتُبَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ،
أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَقِيَ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: إِنَّ
إِخْوَانًا لَكَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقْرِئُونَكَ السَّلَامَ،
وَيَأْمُرُونَكَ أَنْ تُوَصِّيَهُمْ. فَقَالَ: «أَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ
وَمُرْهُمْ فَلْيُعْطُوا الْقُرْآنَ بِخَزَائِمِهِمْ فَإِنَّهُ يَحْمِلُهُمْ عَلَى
الْقَصْدِ وَالسُّهُولَةِ وَيُجَنِّبُهُمُ الْجَوْرَ وَالْحُزُونَةَ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَبْتُ أَنَا
وَعَلْقَمَةُ، صَحِيفَةً، فَانْطَلَقْنَا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِهَا، وَقَدْ
زَالَتِ الشَّمْسُ، أَوْ كَادَتْ تَزُولُ، فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ
لِلْجَارِيَةِ: «انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ؟» فَقَالَتْ: عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ.
فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُمَا» . قَالَ: فَدَخَلْنَا، فَقَالَ: «كَأَنَّكُمَا قَدْ
أَطَلْتُمَا الْجُلُوسَ» . قُلْنَا: أَجَلْ. قَالَ: «فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ
تَسْتَأْذِنَا؟» قَالَا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا، فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ
أَنْ تَظُنَّا بِي هَذَا، إِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ كُنَّا نَقِيسُهَا بِصَلَاةِ
اللَّيْلِ» . فَقُلْنَا: هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. فَقَالَ:
«هَاتِهَا يَا جَارِيَةُ، هَاتِي الطَّسْتَ ، فَاسْكُبِي فِيهَا مَاءً» . قَالَ:
فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: ﴿نَحْنُ نَقُصُ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ [يوسف: 3] . فَقُلْنَا: انْظُرْ
فِيهَا، فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا عَجِيبًا فَجَعَلَ يَمْحُوهُ وَيَقُولُ: «إِنَّ
هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغَلُوهَا بِالْقُرْآنِ، وَلَا تَشْغَلُوهَا
بِغَيْرِهِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ أُخِذَتْ مِنْ
بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلِهَذَا كَرِهَهَا عَبْدُ اللَّهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ جَوَامِعَ نَوَافِعَ. فَقَالَ: «نَعَمْ، تَعْبُدُ
اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتَزُولُ مَعَ الْقُرْآنِ أَيْنَمَا زَالَ،
وَمَنْ جَاءَكَ بِصِدْقٍ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَإِنَّ كَانَ بَعِيدًا
بَغِيضًا، فَاقْبَلْهُ مِنْهُ ، وَمَنْ جَاءَكَ بِكَذِبٍ وَإِنْ كَانَ حَبِيبًا
قَرِيبًا فَارْدُدْهُ عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنٌ، أَوْ
مَعْنٌ، أَوْ أَحَدُهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ:
أَوْصِنِي. فَقَالَ: " إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا﴾ [البقرة:
104] فَارْعِهَا
سَمْعَكَ؛ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يُؤْمَرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يُنْهَى عَنْهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ، تَحْضُرُهُ
الشَّيَاطِينَ، يَقُولُونَ: هَلُمَّ يَا عَبْدَ اللَّهِ؛ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ ". قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بِقَوْلِهِ: فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ
قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا﴾ [آل عمران: 103]
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ،
يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، وَذَكَرَ كَلَامًا، ثُمَّ قَالَ: «جَرِّدُوا الْقُرْآنَ،
وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنَا شَرِيكُكُمْ» . أَوْ قَالَ: «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ،
عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «جَرِّدُوا الْقُرْآنَ
لِيَرْبُوَ فِيهِ صَغِيرُكُمْ، وَلَا يَنْأَى عَنْهُ كَبِيرُكُمْ، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ يُسْمَعُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كَانَ
خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ لِي جَارًا ، فَقَالَ لِي يَوْمًا: «يَا هَنَاهْ،
تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا اسْتَطَعْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَسْتَ
تَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ»
يوم
الأحد 27 ربيع الآخر 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون