بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس الخامس: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ إِعْظَامِ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَتَقْدِيمِهِمْ
وَإِكْرَامِهِمْ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ
اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ
الْأَخْلَاقِ، وَيَبْغَضُ أَوْ قَالَ: وَيَكْرَهُ سِفْسَافَهَا، فَإِنَّ مِنْ
تَعْظِيمِ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ثَلَاثَةٍ: الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ،
وَذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ
وَلَا الْجَافِي عَنْهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ:
«إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ،
وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَذِي
السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ،
وَغَيْرِ جَرِيرٍ يَقُولُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " ثَلَاثَةٌ
حَقَّ عَلَيْكَ تَوْقِيرُهُمْ: ذُو السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ، وَذُو الشَّيْبَةِ
الْمُسْلِمِ، وَحَامِلُ الْقُرْآنِ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْحَ يَوْمَ أُحُدٍ،
وَقَالُوا: كَيْفَ تَأْمُرُ بِقَتْلَانَا؟ فَقَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا
وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ ،
وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» . قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي بَيْنَ يَدَيْ
ثَلَاثَةٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ قَوْمِي عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَنْ يُصَلِّي لَنَا أَوْ بِنَا؟ فَقَالَ: «أَكْثَرُهُمْ جَمْعًا أَوْ أَخْذًا
لِلْقُرْآنِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ
أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ
لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَنْهَا قَالَتْ:
«يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَقْدَمُهُمْ
هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي ذَلِكَ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحْسَنُهُمْ
وَجْهًا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَرَاهَا أَرَادَتْ إِلَّا حُسْنَ السَّمْتِ
وَالْهَدْيِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
أَنَّ سَالِمًا، كَانَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فِي مَسْجِدِ
قُبَاءَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ،
وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
يَعْنِي بِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ
الْخُزَاعِيَّ، تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ
بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَى
عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: «مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟» فَقَالَ
نَافِعٌ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنَ أَبْزَى.
فَقَالَ عُمَرُ: «وَمَا ابْنُ أَبْزَى؟» فَقَالَ نَافِعٌ: هُوَ مِنْ مَوَالِينَا.
فَقَالَ عُمَرُ: «اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، عَالِمٌ
بِالْفَرَائِضِ. فَقَالَ عُمَرُ: " أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَرْفَعُ
بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» . حَدَّثَنَا أَبُو
عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ
أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ
اللَّيْثِيُّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ ،
ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْهِقْلِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، كَانَ عَلَى مَكَّةَ،
فَاسْتَقْبَلَ عُمَرَ، فَذَكَرَ أَيْضًا مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا أَوْ نَحْوَهُ ،
وَلَمْ يَرْفَعْهُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لَهُ عُمَرُ: «اسْتَعْمَلْتَ
عَلَى أَهْلِ اللَّهِ رَجُلًا مِنَ الْمَوَالِي؟» وَزَادَ فِي آخِرِهِ: قَالَ:
قَالَ عُمَرُ: «وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى
مِمَّنْ رَفَعَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ»
بَابُ فَضْلِ عِلْمِ الْقُرْآنِ وَالسَّعْيِ فِي
طَلَبِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «إِذَا أَرَدْتُمُ الْعِلْمَ فَأَثِيرُوا الْقُرْآنَ
فَإِنَّ فِيهِ خَبَرَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ،
عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: «مَا نَسْأَلُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا وَعِلْمُهُ فِي الْقُرْآنِ،
وَلَكِنْ عِلْمُنَا قَصَّرَ عَنْهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةً إِلَّا وَهُوَ
يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِيمَ أُنْزِلَتْ ، وَمَا أَرَادَ بِهَا» . ثُمَّ قَالَ
حَجَّاجٌ: أَوْ نَحْوَ هَذَا. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: " إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَثَلِ مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْرِفُهُ، فَأَغْتَمُّ بِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43] "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ آيَةً إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَكُلُّ حَرْفٍ حَدٌّ، وَكُلُّ
حَدٍّ مَطْلَعٌ» . قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا
حَزَبَ أَحَدَهُمُ الْأَمْرُ قَالَ: قَدْ ضَرَبْتُ أَمْرِي ظَهْرًا لِبَطْنٍ،
فَمَا وَجَدْتُ لَهُ فَرَجًا. وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنِ الْحَسَنِ تَفْسِيرًا آخَرَ
أَنَّهُ قَالَ: الظَّهْرُ هُوَ الظَّاهِرُ، وَالْبَطْنُ هُوَ السِّرُّ، وَالْحَدُّ
هُوَ الْحَرْفُ الَّذِي فِيهِ عِلْمُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالْمُطْلَعُ
الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: هَذَا الْكَلَامُ
الْأَخِيرُ لَا أَدْرِي أَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمُبَارَكِ أَوْ فِي حَدِيثِ
غَيْرِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،
عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةً إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَكُلُّ
حَرْفٍ حَدٌّ، وَكُلُّ حَدٍّ مَطْلَعٌ» . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَا
الْمَطْلَعُ؟ قَالَ: يَطْلُعُ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ حَرْفٍ أَوْ آيَةٍ إِلَّا وَقَدْ عَمِلَ بِهَا
قَوْمٌ، أَوْ لَهَا قَوْمٌ سَيَعْمَلُونَ بِهَا»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ
الْإِيَامِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «إِنَّ لِلْقُرْآنِ
مَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَتَمَسَّكُوا بِهِ،
وَمَا يُشَبَّهُ عَلَيْكُمْ أَوْ قَالَ شُبِّهَ عَلَيْكُمْ فَكِلُوهُ إِلَى
عَالِمِهِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
مَاعِزٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: " وَجَدْتُ هَذَا الْقُرْآنَ
فِي خَمْسٍ: حَلَالٍ، وَحَرَامٍ، وَخَبَرِ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرِ مَا هُوَ
كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ: حَلَالٍ،
وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ، وَمُتَشَابِهٍ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ، فَأَحِلُّوا
حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمَنُوا
بِمُتَشَابِهِهِ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعٍ» . ثُمَّ
ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ وَزَادَ فِيهِ: «وَخَبَرُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ
مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
قَالَ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا
بِهِ﴾ [آل
عمران: 7]
قَالَ: «الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ وَيَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ» . وَفِي غَيْرِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ قَالَ: انْتَهَى عِلْمُهُمْ إِلَى
أَنْ قَالُوا ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ
عِنْدِ رَبِّنَا﴾ [آل عمران: 7]
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «اسْتَفْرَغَ عِلْمِيَ الْقُرْآنُ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ
عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «لَوْ أَعْيَتْنِي آيَةٌ مِنْ
كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَفْتَحُهَا عَلَيَّ إِلَّا
رَجُلًا بِبُرْكِ الْغِمَادِ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ» . قَالَ: وَهُوَ أَقْصَى هَجَرَ
بِالْيَمَنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْمُحَدِّثُ قَالَ: بِبُرْكِ بِالضَّمِّ،
وَالصَّوَابُ: بِبِرْكِ بِالْكَسْرِ وَالْغُمَادُ بِضَمِّ الْغَيْنِ
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ
أَحَدًا تُبَلِّغُنِيهِ الْإِبِلُ أَحْدَثَ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ
مِنِّي لَأَتَيْتُهُ، أَوْ لَتَكَلَّفْتُ أَنْ آتِيَهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ
عَلَيْهِ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّكَ تَشْتُمُنِي وَفِيَّ ثَلَاثُ خِلَالٍ:
إِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَكَمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فَأَفْرَحَ،
وَعَلَيَّ أَلَّا أُقَاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ
يُصِيبُ مِنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحَ بِهِ وَمَالِي بِهِ مِنْ
سَائِمَةٍ، وَإِنِّي لَآتِي عَلَى الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَوَدَّ أَنَّ
النَّاسَ كُلَّهُمْ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ:
خَلَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ
الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ:
«كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ؛ وَقِبِلْتُهَا
وَاحِدَةٌ؟» فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا
أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ فَقَرَأْنَاهُ، وَعَلِمْنَا فِيمَ نَزَلَ،
وَإِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَنَا أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يَدْرُونَ
فِيمَ نَزَلَ، فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ، فَإِذَا كَانَ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ
اخْتَلَفُوا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا» . قَالَ: فَزَبَرَهُ عُمَرُ
وَانْتَهَرَهُ، فَانْصَرَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَنَظَرَ عُمَرُ فِيمَا قَالَ،
فَعَرَفَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ» .
فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ، فَعَرَفَ عُمَرُ قَوْلَهُ وَأَعْجَبَهُ
يوم
الثلاثاء 29 ربيع الآخر 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون