الاربعاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ -
الصوتيات

الدرس الثامن: من التعليق على كتاب فضائل القرآن _ للقاسم بن سلام

26-10-2025 | عدد المشاهدات 94 | عدد التنزيلات 26




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

 

فضائل القرآن _للقاسم بن سلام

 

الدرس الثامن: من التعليق على كتاب فضائل القرآن _ للقاسم بن سلام

 

‌‌بَابُ مَا يُوصَفُ بِهِ حَامِلُ الْقُرْآنِ مِنْ تِلَاوَتِهِ بِالِاتِّبَاعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ وَالْعَمَلِ بِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ [البقرة: 121] قَالَ: «يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ» . قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: " أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: فُلَانٌ يَتْلُو فُلَانًا، أَيْ يَتْبَعُهُ؛ ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: 2] أَيْ تَبِعَهَا " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ [البقرة: 121] مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [النساء: 174] قَالَ: «الْقُرْآنُ» ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ﴾ [النساء: 175] قَالَ: «بِالْقُرْآنِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ﴾ [آل عمران: 187] قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَلَكِنْ نَبَذُوا الْعَمَلَ بِهِ» فَهَذَا يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ مَنْ نَبَذَ شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، وَقَوْلُهُ يَزُخُّ فِي قَفَاهُ: يَدْفَعُهُ؛ يُقَالُ: زَخَخْتُهُ أَزُخُّهُ زَخًّا

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: رَأَى حُذَيْفَةُ مِنَ النَّاسِ كَثْرَةً فَقَالَ: «يَا عَامِرَ بْنَ مَطَرٍ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ طَرِيقًا، وَأَخَذَ الْقُرْآنُ طَرِيقًا، مَعَ أَيِّهِمَا تَكُونُ؟» قُلْتُ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ؛ أَمُوتُ مَعَهُ، وَأَحْيَا مَعَهُ، قَالَ: «فَأَنْتَ إِذًا أَنْتَ، فَأَنْتَ إِذًا أَنْتَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلْمَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟» قَالَ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ. قَالَ: «أَنْتَ إِذًا أَنْتَ يَا ابْنَ أُمِّ زَيْدٍ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ بِابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ غَفْرًا، إِنَّمَا جَمَعَ الْقُرْآنَ مَنْ سَمِعَ لَهُ وَأَطَاعَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، أَوْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَبُو سُهَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ. فَإِنْ لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ» . أَوْ قَالَ: «فَلَا تَقْرَأْهُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ؛ حُدِّثْتُ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبَانَ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ، فَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَقْرَؤُهُ»

‌‌بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ الْبُكَاءِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةٍ وَغَيْرِ صَلَاةٍ وَمَا فِي ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَارِئٌ عَلَيْكُمْ سُورَةً ، فَمَنْ بَكَى فَلَهُ الْجَنَّةَ» . فَقَرَأَهَا ، فَلَمْ يَبْكِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَعَادَ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَسَمِعُوا الْقُرْآنَ فَجَعَلُوا يَبْكُونَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: «هَكَذَا كُنَّا ثُمَّ قَسَتِ الْقُلُوبُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: «انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ» يَعْنِي مِنَ الْبُكَاءِ

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: " سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا، وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا﴾ [المزمل: 13] قَالَ: فَصَعِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَالَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾ قَالَ: فَرَبَا مِنْهَا رَبْوَةً عِيدَ مِنْهَا عِشْرِينَ يَوْمًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَافْتَتَحَ سُورَةَ يُوسُفَ فَقَرَأَهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: 84] بَكَى حَتَّى انْقَطَعَ فَرَكَعَ " حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «الْعَتَمَةُ» . وَيُرْوَى: أَنَّهُ لَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 86] بَكَى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُهُ مِنْ وَرَاءِ الصُّفُوفِ. نَشِيجُ الشَّيْخِ مِثْلُ بُكَاءِ الصَّبِيِّ ، إِذَا ضُرِبَ فَلَمْ يُخْرِجْ بُكَاءَهُ فَرَدَّدَهُ فِي صَدْرِهِ. وَلِذَلِكَ قِيلَ لَصَوْتِ الْحِمَارِ نَشِيجٌ. يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ نَشِجَ يَنْشَجُ نَشْجًا وَنَشِيجًا وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يُرْفَعَ الصَّوْتُ بِالْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ، وَلَا يَقْطَعُ ذَلِكَ الصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُ لَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ [يوسف: 86] بَكَى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُهُ مِنْ وَرَاءِ الصُّفُوفِ

وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ وَيَتَمَايَلُ وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ [الفرقان: 13] أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ

وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَمَعَنَا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، فَمَرَرْنَا عَلَى حَدَّادٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَنْظُرُ إِلَى حَدِيدَةٍ فِي النَّارِ، فَنَظَرَ الرَّبِيعُ إِلَيْهَا فَتَمَايَلَ لِيَسْقُطَ. ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَضَى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ عَلَى أَتُّونٍ، فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالنَّارُ تَلْتَهِبُ فِي جَوْفِهِ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ [الفرقان: 12] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾ [الفرقان: 13] قَالَ: فَصُعِقَ الرَّبِيعُ، فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَجِئْنَا بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: وَرَابَطَهُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الظُّهْرِ فَلَمْ يَفِقْ، فَرَابَطَهُ إِلَى الْمَغْرِبِ فَأَفَاقَ، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: اسْتَمَعَ كَعْبٌ عَلَى رَجُلٍ قِرَاءَتَهُ أَوْ دُعَاءَهُ أَوْ بُكَاءَهُ أَوْ نَحْوَ هَذَا فَمَضَى وَهُوَ يَقُولُ: «وَاهًا لِلْنَوَّاحِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ، قَالَ: " مَنْ أُوتِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يُبْكِيهِ فَلَيْسَ بِخَلِيقٍ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ﴾ [الإسراء: 107] لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ مَرْيَمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّجْدَةِ ﴿خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيَّا﴾ [مريم: 58] فَسَجَدَ بِهَا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: «هَذِهِ السَّجْدَةُ قَدْ سَجَدْنَاهَا فَأَيْنَ الْبُكَاءُ؟»

 

يوم السبت 3 جمادى الأولى 1447 هجرية

مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون