بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس الثالث عشر: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ الْقَارِئِ يُعَلِّمُ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآنَ أَوْ يَحْمِلُهُ فِي سَفَرٍ نَحْوَ بِلَادِ الْعَدُوِّ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَافِرُوا
بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ قَالَ:
وَكَانَ أَبَوَاهُ مَجُوسِيَّيْنِ فَدَفَعَهُ أَبُوهُ إِلَى مُعَلِّمٍ يُقَالُ
لَهُ صَالِحٌ، مِنْ جُلَسَاءِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ فَذَهَبَ
بِهِ صَالِحٌ إِلَى الْحَسَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «عَلِّمْهُ
فَإِنَّهُ عَسَى» . قَالَ عَبَّادٌ: فَسَأَلْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ ذَلِكَ،
فَقَالَ: «لَا بَأْسَ أَنْ تُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا»
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ
قُلْتُ: أُعَلِّمُ أَوْلَادَ أَهْلِ الذِّمَّةِ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ،
أَوَ لَيْسَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ» .
أَوْ قَالَ: «وَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ أَرَادَ
أَنْ يَتَّخِذَ مُصْحَفًا، فَأَعْطَاهُ نَصْرَانِيًّا فَكَتَبَهُ لَهُ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ غُلَامٌ مَجُوسِيُّ يَخْدُمُهُ، فَكَانَ يَأْتِيَهُ
بِالْمُصْحَفِ فِي غِلَافِهِ. أَوْ قَالَ: فِي عِلَاقَةٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ
النَّجَّارُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ
إِلَّا طَاهِرٌ» أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ مِنْ هَذَا كُلِّهِ، وَكَيْفَ تَكُونُ
الرُّخْصَةُ لِأَهْلِ الشِّرْكِ أَنْ يَمَسُّوهُ مَعَ نَجَاسَتِهِمْ، وَقَدْ
كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَمَسَّهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ
جُنُبٌ أَوْ غَيْرُ طَاهِرٍ؟
بَابُ الْقَارِئِ يَنْسَى الْقُرْآنَ بَعْدَ أَنْ
قَرَأَهُ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّغْلِيظِ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي
حَتَّى الْقَذَاةِ وَالْبَعْرَةِ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ،
وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَكْبَرَ مِنْ آيَةٍ
أَوْ سُورَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أُوتِيهَا رَجُلٌ فَنَسِيَهَا»
. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّهُ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَكْبَرِ
ذَنْبٍ تُوَافِي بِهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
كَانَتْ مَعَ أَحَدِهِمْ فَنَسِيَهَا»
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ،
عَمَّنْ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ
نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ»
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
«إِنِّي لَأَمْقُتُ الْقَارِئَ أَنْ أُرَاهُ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: " مَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ
الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى:
30]
وَإِنَّ نِسْيَانَ الْقُرْآنِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِئْسَ مَا
لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، لَيْسَ هُوَ نَسِيَ
وَلَكِنْ نُسِّيَ، فَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ
صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ " حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ،
عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ
أَصَابَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ
شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ،
مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ
صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ
الْمُعَقَّلَةِ، إِذَا عَاهَدَ صَاحِبُهَا عَلَى عُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ،
وَإِذَا أَغْفَلَهَا ذَهَبَتْ» حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكٍ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ،
عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَلَمْ
يَجْمَعِ الْقُرْآنَ، قَالَ: «أَمُوتُ وَأَنَا فِي زِيَادَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي نُقْصَانٍ» . قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَعْنِي
نِسْيَانَ الْقُرْآنِ
بَابُ الْقَارِئِ يَسْتَأْكِلُ بِالْقُرْآنِ وَيُرَزَّأُ
عَلَيْهِ الْأَمْوَالَ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالتَّشْدِيدِ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
شِبْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغُلُّوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ،
وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ» أَوْ تَسْتَكْبِرُوا بِهِ
". قَدْ شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ
وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَعَلَّمُوا
الْقُرْآنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمُهُ قَوْمٌ
يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ:
رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ، وَرَجُلٌ يَقْرَؤُهُ لِلَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ "
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ
قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقَدَحُ يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا
يَتَأَجَّلُونَهُ» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنِ
أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ
بَقِيَّةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عُبَادَةُ بْنُ نَسِيَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ مُهَاجِرٌ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ
الْقُرْآنَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ رَجُلًا فَكُنْتُ أُقْرِئْهُ الْقُرْآنَ، فَأَهْدَى
إِلَيَّ قَوْسًا، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: «جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا»
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ،
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، أَقْرَأَ رَجُلًا مِنْ
أَهْلِ الْيَمَنِ سُورَةً، فَرَأَى عِنْدَهُ قَوْسًا. فَقَالَ: بِعْنِيهَا.
فَقَالَ: لَا، بَلْ هِيَ لَكَ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُقَلَّدَ قَوْسًا
مِنْ نَارٍ فَخُذْهَا» حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي
حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ذَلِكَ
لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ تَقَوَّسْتَهَا لَتَقَوَّسْتَ
قَوْسًا مِنْ نَارٍ» حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، بِمِثْلِ ذَلِكَ
أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
«أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ فُلَانٍ، فَارْدُدِ الْقَوْسَ عَلَيْهِ» . قَالَ:
فَرَدَّدْتُهَا عَلَيْهِ. وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ: وَقَالَ أُبَيٌّ: كُنْتُ
أَخْتَلِفُ إِلَى رَجُلٍ مَكْفُوفٍ أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَكُنْتُ إِذَا
أَقْرَأْتُهُ دَعَا لِي بِطَعَامٍ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ، فَحَاكَ فِي نَفْسِي مِنْهُ
شَيْءٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَخْبَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي آتِي فُلَانَ بْنَ
فُلَانٍ فَأَقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَدْعُو لِي بِطَعَامٍ لَا آكُلُ مِثْلَهُ
بِالْمَدِينَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنْ كَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ طَعَامَهُ وَطَعَامَ أَهْلِهِ الَّذِي يَأْكُلُونَ
فَكُلْ، وَإِنْ كَانَ طَعَامًا يَتَحَفُكَ بِهِ فَلَا تَأْكُلْ» . قَالَ:
فَأَتَيْتُهُ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ آتِيَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا
جَارِيَةُ ، هَلُمِّي طَعَامَ أَخِي. فَقُلْتُ لَهُ: أَهَذَا طَعَامُكَ وَطَعَامُ
أَهْلِكَ الَّذِي تَأْكُلُ وَيَأْكُلُونَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتْحَفُكَ
بِهِ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ
نَهَانِي عَنْهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاقِدٍ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ خُلَيْدَةَ، عَنْ
زَاذَانَ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لِيَسْتَأْكِلَ النَّاسَ جَاءَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
ثَابِتٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَ
مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ أَنْ يُصَلِّي،
بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَفْطَرَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ
بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَحُلَّةٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: «مَا كُنْتُ لِآخُذَ
عَلَى الْقُرْآنِ أَجْرًا»
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ
رَجَاءٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «سَيَجِيءُ
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُسْأَلُ فِيهِ بِالْقُرْآنِ فَإِذَا سَأَلُوكُمْ فَلَا
تَعْطُوهُمْ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو،
قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ
الْقُرْآنَ أَلْحَقْتُهُ فِي الْعَيْنِ فَقَالَ: «أُفًّا أُفًّا، أَيُعْطَى عَلَى
كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ
حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ. قَالَ حُسَامُ: وَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي
نَهِيكٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ
فَرَأَيْتُهُ رَثَّ الْمَتَاعِ رَثَّ الْمَالِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ
بِالْقُرْآنِ»
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ،
وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ
لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: «مَنْ لَمْ
يَتَغَنَّ» التَّغَنِّي: هُوَ الِاسْتِغْنَاءُ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ مَسْأَلَةِ
النَّاسِ وَاسْتِئْكَالِهِمْ بِالْقُرْآنِ، وَأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ
بِحَمْلِهِ الْقُرْآنَ غَنِيًّا، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمَالِ مُعْدِمًا
يوم
الخميس 8 جمادى الأولى 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون