بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
فضائل القرآن _للقاسم بن سلام
الدرس الثامن والعشرون والأخير: من التعليق
على كتاب فضائل
القرآن _ للقاسم بن سلام
بَابُ ذِكْرِ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَمَنْ كَانَتِ
الْقِرَاءَةُ تُؤْخَذُ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ
حَدَّثَنَا ابْنُ دُكَيْنٍ،
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ:
سَمَرْنَا لَيْلَةً عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْ حَاجَةِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْنَا، وَرَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي
بَكْرٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَقَامَ
يَسْتَمِعُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْتَمْتَ، فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ،
فَسَكَتُّ. فَقَرَأَ، وَرَكَعَ، وَسَجَدَ، وَجَلَسَ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَلْ تُعْطَهْ»
ثُمَّ قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ
فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا قَرَأَهُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ» . قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَا
وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَيْهِ
لِأُبَشِّرَهُ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: وَمَا سَابَقْتُهُ
إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا
عَفَّانُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ
قَيْسٍ أَوِ ابْنِ قَيْسٍ رَجُلٍ مِنْ جُعْفِي ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ
الْمِقْدَامِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ
قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَ
ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ
مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ
اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ
وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ أُبَيُّ بْنُ
كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا،
وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي
قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
أَبِي نُصَيْرَةَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِيٌّ أَقْضَى أُمَّتِي،
وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُهُمْ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ آمَنُهُمْ» . أَوْ قَالَ:
«أَمِينُهُمْ»
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ
أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ:
أَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنٌ ثَابِتٍ، وَأَبُو
زَيْدٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الْأَزْرَقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: كَانَ الَّذِينَ يُقْرِئُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ مِنْ
أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ سِتَّةٌ؛ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، وَمَسْرُوقٌ،
وَعُبَيْدَةُ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ يُصَلِّي الصُّبْحَ فِي الْمَسْجِدِ، يَقُومُ فِي
نَاحِيَةٍ مِنْهُ فَيَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ فَيُقْرِئُهُمُ
الْقُرْآنَ حَتَّى تَطْلُعُ الشَّمْسَ، وَتُمْكِنُ الصَّلَاةُ، فَيَقُومُ
فَيُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّي الظُّهْرَ، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى تُصَلَّى الْعَصْرُ،
ثُمَّ يَقُومُ إِلَى مَجْلِسِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ فَيَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟
فَيَأْتِيهِ نَاسٌ فَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ
الْمَغْرِبِ، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى تُصَلَّى الْعِشَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى
مَنْزِلِهِ، فَيَأْخُذُ أَحَدَ رَغِيفَيْهِ مِنْ سَلَّتِهِ، فَيَأْكُلُهُ،
وَيَشْرَبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَضَعُ رَأْسَهُ، فَيَنَامُ نَوْمَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ
يَقُومُ لِصَلَاتِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَخَذَ رَغِيفَهُ الْآخَرَ
فَأَكَلَ وَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ
بَابُ تَأَوُّلِ الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ، وَمَا فِي
ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالتَّغْلِيظِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا﴾ [عبس: 31] فَقَالَ: أَيُّ
سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، أَوْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ
اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ ﴿وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا﴾ [عبس: 31] فَقَالَ: هَذِهِ
الْفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ
فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ يَا عُمَرُ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلَ
رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [السجدة: 5] ؟ فَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: فَمَا ﴿يَوْمٍ
كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4] ؟ قَالَ
الرَّجُلُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لَتُحَدِّثَنِّي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هُمَا
يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا» .
فَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَمَا رَأَيْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ
الْآيَةِ ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: 24] فَلَمْ يَقُلْ
فِيهَا شَيْئًا، فَقَالَ سَعِيدٌ: كَانَ لَا يَعْلَمُهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: أَنَا لَا أَقُولُ
فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ
سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: لَا تَسْأَلْنِي
عَنِ الْقُرْآنِ ، وَسَلْ عَنْهُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ
مِنْهُ شَيْءٌ. يَعْنِي عِكْرِمَةَ
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عَدِيٍّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ،
وَعَلَيْكَ بِالسَّدَادِ، فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ فِيمَ أُنْزِلَ
الْقُرْآنُ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
قَالَ: اتَّقُوا التَّفْسِيرَ، فَإِنَّمَا هُوَ الرِّوَايَةُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ
مُسْلِمٍ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ عَنِ اللَّهِ حَدِيثًا فَقِفْ حَتَّى تَنْظُرَ
مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا يَتَّقُونَ
التَّفْسِيرَ وَيَهَابُونَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ
أَبِي يَتَأَوَّلُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَطٌ
بَابُ كِتْمَانِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمَا يُكْرَهُ
مِنْ ذِكْرِ ذَلِكَ وَسَتْرِهِ وَنَشْرِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ
أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ
فَحَدَّثَنَا سَاعَةً، حَتَّى اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَمْ جُزْءًا
تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يَقْرَأُ
أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ
الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِأَنْ أُصَلِّيَ أَرْبَعَ
رَكَعَاتٍ نَافِلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ
ثُمَّ أُصْبِحُ فَأَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: قَرَأْتُ
الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: «حَظُّهُ مِنْ صَلَاتِهِ كَلَامُهُ» حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قِيلَ لَهُ فِي
رَجُلٍ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: حَظَّهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَلَامُهُ. أَوْ قَالَ:
ذَلِكَ حَظُّهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ
حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ،
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَرِيَّةِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَتْ:
كَانَ عَمَلُ الرَّبِيعِ سِرًّا كُلُّهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَدْخُلُ
عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَيُغَطِّيهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، قَالَ: خَرَجْتُ عَلَى فَرَسٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ،
يَعْنِي الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الصَّوْتَ، وَعَرَفَ
الدَّابَّةَ أَمْسَكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ، فَذَهَبْتُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ،
تَحَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ أَسْمَعَ، فَلَمْ أَسْمَعْ شَيْئًا
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ،
فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ، فَغَطَّاهُ، وَقَالَ: لَا يَرَى هَذَا أَنِّي
أَقْرَأُ فِي الْمَصَاحِفِ كُلَّ سَاعَةٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ
مَرْوَانَ، قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمَعَنَا
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَنَزَلْتُ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَرَ، وَهُوَ عَزَبٌ، فَكُنْتُ مَعَهُ فِي بَيْتٍ، فَصَلَّيْنَا الْعِشَاءَ،
وَأَوَى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا إِلَى فِرَاشِهِ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى
الْمِصْبَاحِ
فَأَطْفَأَهُ، وَأَنَا
أَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى ذَهَبَ بِيَ النَّوْمُ،
فَاسْتَيْقَظْتُ، وَإِذَا هُوَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ، ثُمَّ
جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ، مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَمْتَعُونَ﴾
[الشعراء:
206] فَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا فَعَلَ مِثْلَ
ذَلِكَ، حَتَّى قُلْتُ: سَيَقْتُلُهُ الْبُكَاءُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ
قُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، كَالْمُسْتَيْقِظِ مِنَ
النَّوْمِ لِأَقْطَعَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَلَمَّا سَمِعَنِي، سَكَتَ فَلَمْ أَسْمَعْ
لَهُ حِسًّا
بَابُ الِاسْتِرْقَاءِ بِالْقُرْآنِ، وَمَا
يُكْتَبُ مِنْهُ وَيَتَعَلَّقُ لِلِاسْتِشْفَاءِ بِهِ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ
التَّمَائِمَ كُلَّهَا مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ
إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: أُعَلِّقُ فِي عَضُدِي هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء:
69] مِنْ حُمَّى كَانَتْ بِي، فَكَرِهَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ
بِالْكُوفَةِ يَكْتُبُ مِنَ الْفَزَعِ آيَاتٍ، فَيَسْقِي الْمَرِيضَ، فَكَرِهَ
ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَكِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ، عَنِ
الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُغْسَلَ الْقُرْآنُ، وَيُسْقَاهُ
الْمَرِيضُ، أَوْ يُتَعَلَّقَ الْقُرْآنُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ: أَجَعَلْتُمْ كِتَابَ اللَّهِ رُقًى؟ قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا مَذْهَبُ الْكَرَاهَةِ فِيهِ. وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُ
بِالرُّخْصَةِ فِي الِاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ، وَالْتِمَاسِ بَرَكَتِهِ، هِيَ
أَعْلَى مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا
مَرِضَ يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلُدِغَ رَجُلٌ
مِنْهُمْ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَرَقَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِأُمِّ
الْكِتَابِ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنْمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ،
فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا
ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَخَذْتَ
بِرُقْيَةِ حَقٍّ. خُذُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ»
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَقِيتُ فُلَانًا، كَانَتْ بِهِ
رِيحٌ فَبَرَأَ، وَاللَّهِ إِنْ رَقَيْتُهُ إِلَّا بِالْقُرْآنِ، فَأَمَرَ لِي
بِقَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، أَفَآخُذُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ
حَقٍّ»
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا يَهُودِيُّ
يَرْقِيهَا، فَقَالَ: ارْقِهَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ؛ الْقُرْآنِ وَالْعَسَلِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
يُرِيدُ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82] وَالْآيَةَ الَّتِي فِي
النَّحْلِ ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا
شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ [النحل: 69]
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ
الْقَارِئِ الْكُوفِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ:
إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ عِنْدَ الْمَرِيضِ، وَجَدَ لِذَلِكَ خِفَّةً. قَالَ:
فَدَخَلْتُ عَلَى خَيْثَمَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ
صَالِحًا، فَقَالَ: إِنَّهُ قُرِئَ عِنْدِي الْقُرْآنُ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ
حَجَّاجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الرَّجُلِ يُعَلِّقُ الشَّيْءَ مِنَ
الْقُرْآنِ أَوْ كُلَّهُ هَذَا النَّحْوَ، فَقَالَ: مَا سَمِعْنَا بِكَرَاهَةِ
ذَلِكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِكُمْ مَعَاشِرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُمَا لَمْ
يَرَيَا بِذَلِكَ بَأْسًا حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ
حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ
الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ»
بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِ الْقُرْآنِ
وَحَامِلِهِ وَالْعَامِلِ بِهِ وَالتَّارِكِ لَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ
سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَيِ
الصِّرَاطِ سُورٌ فِيهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ
مُرْخَاةٌ، وَعَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: ادْخُلُوا الصِّرَاطَ
جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَوَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ. فَإِذَا
أَرَادَ أَحَدٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا
تَفْتَحْ، فَإِنَّكَ إِنْ فَتَحْتَهُ تَلِجْهُ. قَالَ: فَالصِّراطُ: الْإِسْلَامُ،
وَالسُتُورُ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ،
وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: الْقُرْآنُ، وَالَّذِي مِنْ
فَوْقِهِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ "
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ
مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَامَ بِهِ فَهُوَ مِثْلُ جِرَابٍ
مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ
وَرَقَدَ، فَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ.»
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ
عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ
يُؤْتَ الْإِيمَانَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَلَا طَعْمَ
لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ مَثَلُ
التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ
الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا
طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ، وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ
كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا خَبِيثٌ، وَرِيحُهَا خَبِيثٌ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهِ،
كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحَهَا طَيِّبٌ، وَلَا طَعْمَ لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي
يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَقْرَؤُهُ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا
رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِهِ وَيَقْرَؤُهُ مِثْلُ الْأُتْرُجَّةِ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسَبُهُ قَالَ: طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ
وَمَثَلُ الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَقْرَؤُهُ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ
رِيحُهَا خَبِيثٌ، وَطَعْمُهَا خَبِيثٌ
هَذَا جِمَاعُ أَبْوَابِ الْمَصَاحِفِ وَمَا جَاءَ
فِيهَا مِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ
بَابُ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَاشْتِرَائِهَا وَمَا
فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالرُّخْصَةِ
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
خَالِدٍ الْخَيَّاطِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَ الْمَصَاحِفِ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اشْتَرِ
الْمَصَاحِفَ، وَلَا تَبِعْهَا
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ: أَبْتَاعَهَا أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيعَهَا
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: اشْتَرِهَا، وَلَا
تَبِعْهَا
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،؛
أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، أَنَّهُ كَرِهَ
بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ:
سَأَلْتُ ثَلَاثَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ شِرَاءِ الْمَصَاحِفِ؛ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، وَمَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ، وَشُرَيْحًا، فَكُلُّهُمْ
قَالَ: لَا تَأْخُذْ لِكِتَابِ اللَّهِ ثَمَنًا
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا مِجْلَزٍ عَنْ
بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: إِنَّمَا بِيعَتْ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ:
قُلْتُ أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: اسْتَعْمِلْ يَدَكَ بِمَا شِئْتَ. قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: فَهَذَا مَا جَاءَ فِي الْكَرَاهَةِ وَقَدْ تَسَهَّلَ فِي ذَلِكَ
بَعْضُهُمْ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
طَارِقٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، أَنَّهُ سُئِلَ
عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: كَانَ حَبْرَا أَوْ خَيْرَا هَذِهِ
الْأُمَّةِ، لَا يَرَيَانِ بِبَيْعِهَا بَأْسًا، الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِبَيْعِ
الْمَصَاحِفِ وَاشْتِرَائِهَا
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَأْخُذُ ثَمَنَ وَرَقِهِ وَأَجْرَ كِتَابَتِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي شِهَابٍ، مُوسَى بْنِ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ
جُبَيْرٍ: هَلْ لَكَ فِي مُصْحَفٍ عِنْدِي، قَدْ كَفَيْتُكَ عَرْضَهُ،
تَشْتَرِيَهُ؟
بَابُ نَقْطِ الْمَصَاحِفِ وَمَا فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ
وَالْكَرَاهَةِ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ نَقْطَ
الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ لَنَا: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، لَا تَخْلِطُوا بِهِ مَا
لَيْسَ مِنْهُ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي
الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، وَلَا
تَخْلِطُوهُ بِشَيْءٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُمَا كَانَا يَكْرَهَانِ نَقْطَ
الْمَصَاحِفِ
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ،
عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِنَقْطِ الْمَصَاحِفِ.
وَكَرِهَهُ ابْنُ سِيرِينَ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ نَقْطِ الْمَصَاحِفِ،
فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ تَبْغُوا
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، قَالَ: كُنْتُ أُمْسِكُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فِي مُصْحَفٍ مَنْقُوطٍ
بَابُ تَعْشِيرِ الْمَصَاحِفِ وَفَوَاتِحِ السُّوَرِ
وَالْآي
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ التَّعْشِيرِ فِي
الْمُصْحَفِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ
يَحُكُّ التَّعْشِيرِ مِنَ الْمُصْحَفِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَرِهَ
التَّعْشِيرَ وَالطِّيبَ فِي الْمُصْحَفِ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْفَوَاتِحَ
وَالْعَوَاشِرَ الَّتِي فِيهَا قَافٌ وَكَافٌ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ السِّرَاجِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَزِينٍ: اكْتُبْ
فِي مُصْحَفِي سُورَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: لَا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْشَأَ
قَوْمٌ لَا يَعْرِفُونَهُ فَيَظُنُّوا أَنَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: مَا
كَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئًا مِمَّا أُحْدِثَ فِي هَذِهِ الْمَصَاحِفِ، إِلَّا
هَذِهِ النُقَطَ الثَّلَاثَ عَلَى رُءُوسِ الْآيَاتِ
بَابُ تَزْيِينِ الْمَصَاحِفِ وَحِلْيَتِهَا بِالذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: مُرَّ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ بِمُصْحَفٍ قَدْ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ
بِهِ الْمُصْحَفُ تِلَاوَتُهُ بِالْحَقِّ
حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الْمُصْحَفَ قَدْ فُضِّضَ أَوْ ذُهِّبَ
قَالَ: أَتُغْرِونَ بِهِ السَّارِقَ، وَزِينَتُهُ فِي جَوْفِهِ؟
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ،
عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ
قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِذَا حَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ، وَزَوَّقْتُمْ
مَسَاجِدَكُمْ، فَالدَّبَارُ عَلَيْكُمْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ
ذَلِكَ سَوَاءً
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ،
الْمُصْحَفُ بِذَهَبٍ قَالَ: وَكَانُوا يَأْمُرُونَ بِوَرَقِ الْمُصْحَفِ إِذَا
بَلِي أَنْ يُدْفَنَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، وَمُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ لَا
يَرَى بَأْسًا بِأَنْ يُزَيَّنَ الْمُصْحَفُ وَيُحَلَّى
بَابُ كُتَّابِ الْمَصَاحِفِ وَمَا يُسْتَحَبُّ مِنْ
عِظَمِهَا، وَيُكْرَهُ مِنْ صِغَرِهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي
الْأَسْوَدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَجَدَ مَعَ رَجُلٍ مُصْحَفًا قَدْ
كَتَبَهُ بِقَلَمٍ دَقِيقٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: الْقُرْآنُ كُلُّهُ
فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَضَرَبَهُ، وَقَالَ: عَظِّمُوا كِتَابَ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ
عُمَرُ إِذَا رَأَى مُصْحَفًا عَظِيمًا سُرَّ بِهِ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَدَّادٍ الْحَدِيدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي حُكَيْمَةَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ
أَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَكْتُبُ مُصْحَفًا، إِذْ مَرَّ بِي
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَى كِتَابِي، فَقَالَ:
أَجْلِلْ قَلَمَكَ. قَالَ: فَقَصَمْتُ مِنْ قَلَمِي قَصَمَةً، ثُمَّ جَعَلْتُ
أَكْتُبُ، فَقَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا نَوِّرْهُ كَمَا نَوَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، كِلَاهُمَا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ
يُكْتَبَ الْقُرْآنُ فِي الشَّيْءِ الصَّغِيرِ
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَكْتُبُوا
الْقُرْآنَ إِلَّا فِي شَيْءٍ طَاهِرٍ» . قَالَ: وَسَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
يَقُولُ: لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، مِنْ أَهْلِ الثَّغْرِ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ وَاصِلٍ
مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ تُكْتَبَ
الْمَصَاحِفُ مَشْقًا
حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ
ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ رَخَّصَ
لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَمَطَرٍ فِي الْأَخْذِ عَلَى كِتَابِ الْمَصَاحِفِ
بَابُ الْمُصْحَفِ يَمَسُّهُ الْمُشْرِكُ أَوِ الْمُسْلِمُ
الَّذِي لَيْسَ بِطَاهِرٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَتَبَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَدِّي أَنْ: «لَا يَمَسَّ
الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
أَنَّهُ كَانَ لَا يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ
حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ،
عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: لَا يَحْمِلُ الْمُصْحَفَ أَحَدٌ بِعِلَاقَتِهِ وَلَا عَلَى
وِسَادَةٍ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ، إِكْرَامًا لِلْقُرْآنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
وَهَذَا عِنْدَنَا هُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ. وَقَدْ رَخَّصَ فِيهِ نَاسٌ عُلَمَاءٌ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ
هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُمَسَّ
الْمُصْحَفُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَيَحْمِلُهُ إِنْ شَاءَ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ
مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَأْخُذَ
الْمُصْحَفُ بِعِلَاقَتِهِ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى الثَّوْبِ الَّذِي أُجَامِعُ
عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ أَرَادَ
أَنْ يَتَّخِذَ مُصْحَفًا، فَأَعْطَاهُ نَصْرَانِيًّا، فَكَتَبَهُ لَهُ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، لَمْ يُسَمِّهِ إِسْمَاعِيلُ
قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَعَهُ غُلَامٌ مَجُوسِيُّ يَخْدُمُهُ،
فَكَانَ يَأْتِيهُ بِالْمُصْحَفِ فِي عِلَاقَتِهِ. حَدَّثَنَا حَفْصُ النَّجَّارِ،
مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَ ذَلِكَ
يوم
الاثنين 26 جمادى الأولى 1447 هجرية
مسجد إبراهيم _شحوح _ سيئون