بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدرس الرابع: من مسند وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1190 - قال أبو
داود رحمه الله (ج 2 ص 413):
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ،
عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، «فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَكَبَّرَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى
حَاذَتَا بِأُذُنَيْهِ،
ثُمَّ أَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ،
فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ»، قَالَ: «ثُمَّ جَلَسَ فَافْتَرَشَ رِجْلَهُ
الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى
عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى،
وَحَدَّ مِرْفَقَهُ الْأَيْمَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ ثِنْتَيْنِ، وَحَلَّقَ حَلْقَةً، وَرَأَيْتُهُ يَقُولُ هَكَذَا»، وَحَلَّقَ بِشْرٌ الْإِبْهَامَ وَالْوُسْطَى، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ
هذا حديث حسنٌ.
الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 236) و (ج 3 ص 35 و 37)،
وأخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 281)
* وقال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 295):
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ
بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ حَلَّقَ بِالْإِبْهَامِ وَالْوُسْطَى، وَرَفَعَ الَّتِي تَلِيهِمَا، يَدْعُو بِهَا فِي التَّشَهُّدِ»
هذا حديث حسنٌ.
هذا الحديث يدل على الإشارة بالأصبع، وأما التحريك فقد تفرد
به زائدة بن قدامة، وقد خالف أربعة عشر راويًا:
بِشْرُ بن المُفَضَّل عند أبي داود، وسفيان بن عُيَيْنَة
عند النسائي، والثوري عند النسائي، وعبد الواحد بن زياد عند أحمد، وشعبة عند أحمد،
وزهير بن معاوية عند أحمد، وعبد الله بن إدريس عند ابن خزيمة، وخالد بن عبد الله
الطَّحَّان عند البيهقي، ومحمد بن فُضَيْلٍ عند ابن خزيمة، وأبا الأَحْوَصِ
سَلَّامَ بن سُلَيْمٍ عند الطيالسي، وأبا عوانة وغيلان بن جامع حكاه عنهما البيهقي،
وقيس بن الربيع وموسى بن أبي كثير كلاهما عند الطبراني في "الكبير"،
كلهم رووه عن عاصم بن كليب ولم يذكروا فيه التحريك.
ورواه من الصحابة: عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر،
وأبو حُمَيْدٍ الساعدي، وأبو هريرة، وسعد بن أبي وقاص، كلهم لم يذكروا التحريك،
فعلم بهذا أن رواية زَائِدَةَ شاذة، والله أعلم.
ويراجع تفصيل من خرج حديث الذين خالفوا زائدة وهؤلاء
الصحابة في بحث أخينا الفاضل أحمد بن سعيد (حفظه الله)
ظهر يوم الخميس 30 ربيع الأول 1446 هجرية
مسجد إبراهيم بشحوح سيئون