في
السؤال التاسع: كيف يتعامل المُوَظَّفُ السُّنِّي مع مَنْ يُخَالِطُهُ في عمله مِنْ أهل الأهواء والبدع والحزبِيَّات ؟
السؤال التاسع: كيف يتعامل المُوَظَّفُ السُّنِّي مع مَنْ يُخَالِطُهُ في عمله مِنْ أهل الأهواء والبدع والحزبِيَّات ؟
الجواب: يَتَعاملُ مع الصِنْفَينِ تعاملاً شرعيًّا إذا ابْتُليَ بمخالطتهم يدعوهم إلى الله قال تعالى( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ( ,إِنْ رأى هذا السبيل ينفع وله أثر في أوساط مَنْ ذُكِر من الكُفَّار والمبتدعين سلكه مِنْ باب ( فَوَ اللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ على يديك رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرُ النَّعَمِ ), وللأدِلَّة المذكورة قَبْلُ ,وإِنْ رأى أَنَّهُ لا أثر لدعوته بل قد يُخْشَى عليه هو مِنْ الارْتِداد إلى الكُفَّار أو الزَّيْغ والضلال إلى المبتدعين ,فواجب عليه أَنْ يَتَنَحَّى عن هذا العمل وعن مخالطتهم حفاظاً على نفسه ودينه, لقول النبي (( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا مُنْتِنَة)أخرجاه في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري (, ولقول الله ( ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ? يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ? لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ( ولقوله ( ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ? وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (, وثبت عن ابن عباس ( عنهما قال (لا تجُالسْوا أَهلَ الأَهواء ؛ فإِن مُجالَسَتَهُم ممرضَة ) وأهل الأهواء يشمل الكفار والمبتدعة, وثبت عن أبي ِقلابة رحمه الله قال (لا تجالسوا أهل الأهواء أخشى أنْ يَغْمِسوكم في البدعة و يُلبِّسوا عليكم دينكم ) ,هذه الأخيرة أَولى في حق المسلم إذا لَمْ يَكُنْ هناك لدعوته أثر, ولا شك أَنَّهُ تجاه أهل الكفر بِشَتَّى أنواعهم من يهود ونصارى وهندوس ونحوهم وضُلَّال بشتى أنواعهم أَنَّهُ يحصل له الضعف الديني ولا يكاد يسلم, فالواجب عليه تجنب مخالطة هؤلاء والحفاظ على دينه وعلى ما هو رأس ماله ,قال الله ( ( فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( ( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ (.
* * * * *
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله