في
السؤال الرابع و الثلاثون: حكم التهرب من دفع الضرائب والجمارك؟ وهل يجوز العمل في هاتين المهنتين؟
السؤال الرابع و الثلاثون: حكم التهرب من دفع الضرائب والجمارك؟ وهل يجوز العمل في هاتين المهنتين؟
الجواب: العمل في هاتين المهنتين لا يجوز.. وذلك داخل في قوله تعالى: ?وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا?]البقرة:188]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه)، وقال عليه الصلاة والسلام:(إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا؛ ألا هل بلغت)، وهكذا حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال )أتدرون من المفلس؟( قالوا: يا رسول الله! المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: )المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيقعد فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار(رواه مسلم(2581)، فالأصل في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم الحرمة إلا ما خصه الدليل، مثل: الزكاة، وإخراج ماله بطيبة من نفسه؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه(, أي: فيما عدا الزكاة فإنه يلزم بإخراجها
والخلاصة: أن العمل في هاتين المهنتين لا يجوز؛ لعدم شرعيتها، لكنها خارجة عن الزكاة، وخارجة أيضًا عن طيب نفس دافعها.
وإذا علم أن العمل فيهما لا يجوز، وقد قال الله تعالى: ?وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ?]المائدة:2]؛ فلا يجوز العمل فيهما إذ هو تعاون على الإثم والعدوان، ويعتبر أيضًا أكلًا لمال المسلم بغير وجه حق، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن روح القدس نفث في روعي: لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب»، قال أهل العلم: (وأجملوا في الطلب) أي: اجعلوا طلبكم للرزق شرعيًا. ومؤدى كلامهم أن يكون طلب الرزق بعفة وبعد عن المحرمات، واجعلوا طلبكم إياه جميلا
وعليه فالعمل في تلكم المهنتين لا يجوز.
أما التهرب من الدفع للضرائب والجمارك فهو وإن كان التملص على أداء الجمارك والضرائب جائز لكونهما محرمان ما لم يترتب على ذلك مخالفة تسبب سوء الحال بين الراعي والرعية لكني لا أنصح به لتوقع ما ذكرنا والإثم عليهم في هذا الحال وليس عليك، والحمد لله. اهـ(4/333).
* * * * *
حكم استلام الموظف راتبًا وهو لا يزاول عمله
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله