في
السؤال الحادي و الثلاثون: حكم لبس البنطال إن كنت موظفًا وملزمًا بلبسه؟
السؤال الحادي و الثلاثون: حكم لبس البنطال إن كنت موظفًا وملزمًا بلبسه؟
الجواب: الواجب هو التأسي برسول الله فيما لبسه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولبسه أصحابه من اللباس الشرعي، وهذا هو الواجب على الآمر والمأمور، أما البنطال فليس من اللبس الشرعي، إنما هو من ألبسة الكفار، ما لبس المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم البنطال، ومن قال بأنه لبس البنطال فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى..
ولم يلبسه أبو بكر ولا عمر ولا أحد من السلف من أهل الحديث وأئمة المسلمين ولا غيرهم، فليتقِ الله المسلمون جميعًا سواء كانوا دارسين في المدارس، أو كانوا في معسكرات، ومن قال بأن ذلك لا يصلح فقوله خطأ ألم يكن المسلمون هم الغالبون على الكفار، ولم يكن جنود الله إذ ذاك مبنطلين، وإنما كانوا يرتدون القمص والعمائم، وكانوا في أشرف منزلة وأعز وأكرم مما عليه المسلمون اليوم، وكان الكفار يرهبونهم
فالواجب على كل المسلمين ذكورًا وإناثًا أن يلتزموا الكتاب والسنة، اعتقادًا وقولًا وعملًا ولبسًا وفي سائر حياتهم.
قال الله تبارك وتعالى: ?أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون] العنكبوت:51]، وقال سبحانه: ?مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ?]الأنعام:38]، وقال تعالى: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا?]المائدة:3]، ومما أكمله من الدين وأتمه علينا من النعم: هذا اللباس الجميل، لباس القمص والعمائم، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، حتى إننا نكره من الإخوان المسلمين جعلهم العمائم على الأكتاف والرقبة ويبقى حاسر الرأس، وقد صار ذلك سمة لهم.. هذا ما ينبغي.
تعمم يا أخي! فقد جاء من حديث ركانة: (فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس)رواه أبو داود(4078)، و(لبس النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمامة وجعل عذبتها بين كتفيه)، فعليك -يا أخي- أن تتعمم وتتقمص وتترك هذه البناطيل وما شاكلها، فهي تعتبر تشبهًا بالكافرين، (وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم( من حديث جابر في مسلم(867)
والله عز وجل يقول: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ]آل عمران:31]، ويقول سبحانه: ?فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا]النساء:65]، وقال سبحانه وتعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا?]الأحزاب:21]، قدوة حسنة في الأقوال والأعمال واللباس وسائر الحياة.
فالواجب على سائر المسلمين رجالًا ونساءً أن يبتعدوا عن لبس البنطال لبسًا وبيعًا وشراءً، لكونه تشبهًا بالكفار والتشبيه بهم شر نعوذ بالله منه، قال سبحانه وتعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ]المائدة:51]، قد تكون الموالاة بالحب والدعوة إلى التشبه بهم والمتابعة لهم في اللباس وغيره، وقال تعالى: ?فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ?]المائدة:52]، وقال عز وجل: ?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ?]البينة:6]، هل ترضى -يا عبد الله- أن تتشبه بشر البرية، شر من الدواب والحيوانات الممتهنة كالكلاب والقردة، قال سبحانه وتعالى: ?إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ?]لأنفال:55]، وقال تعالى: ?إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ?]الأنفال:22-23 [، وقال عز وجل: ?وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ? ]الأعراف:179]، وقال عز من قائل: ?أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا? ]الفرقان:44 .[ اهـ(4/177-180)
* * * *
حكم العمل الذي فيه اختلاط النساء وتأخير الصلاة
شارك هذا المحتوى
ساهم في نشر العلم والدال على الخير كفاعله